الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

في الجامعة الأمريكية يبحثون عن الإبداع الرياضي الوطني *بقلم عصري فياض

نشر بتاريخ: 15/04/2010 ( آخر تحديث: 15/04/2010 الساعة: 19:21 )
عندما تدخل حرم الجامعة العربية الأمريكية ، ينتابك شعور بحالة من الأكاديمية المجردة، ، لكن هذا الشعور ينكسر عندما تجد طلاب الثقافة الرياضية يتزاحمون في مكتب المربية والمدرسة سبأ جرار لعرض مناقشة أفكار رياضية، والتي هي في ملخصها نموذجا مصغرا يشابه أفكارا عالمية، قادت الحركة الرياضية في معظم بلدان العالم ومشاهير اللاعبين التاريخيين من نقطة صفر البداية إلى قمة المجد الذاتي والوطني، ولا يقتصر الأمر على عرض الأفكار ومناقشتها فقط ، بل الشروع بحماسة عالية إلى التطبيق.

وهذه الأفكار تتركز على تسويق المنتخب الفلسطيني ولاعبيه في ذاكرة ووجدان وعقول الأجيال الفلسطينية، باعتباره كتيبة وطنية خاصة ، تنفذ مهمات وطنية في الساحات العربية والدولية، وتجعل من هذه الساحات منبرا فلسطينا يدل على حيوية هذا الشعب الذي يستحق الحياة، وتستقبل وتستضيف فرقا ومنتخاب عربية وعالمية على ارض الوطن من اجل تجسيد هوية البقاء والثبات على الأرض المقدسة.

وأيضا تتركز هذه الأفكار على الوصول إلى عمق الحواري والشوارع في مدننا وبلداتنا وقرانا ومخيماتنا، ورصد كرة الشوارع التي يتقاذفها معظم أطفال وفتيان الوطن بعفوية وبرأة وشغف،ومحاولة تهذيب هذا النشاط ، بالبحث عن الابتعاد عن الأخطار، وتزويدهم ببعض المستلزمات من كرات وملابس، والتوجيه التربوي والرياضي من قبل متطوعين من الطلاب والمؤسسات الرياضية لغرس الروح الرياضية والقيم الحميدة ،وتعريف هؤلاء الأطفال والصبية بأسماء نجوم المنتخب الوطني الفلسطيني.

وهاتان الفكرتان، لهما عميق الدلالات في أكثر من اتجاه نذكر منها:

أولا :- مبادرة تسويق المنتخب،تقليد وطني عالمي، سيسجل لطلاب الثقافة الرياضية ومدرستهم السيدة سبا جرار

برأة تدشينه فلسطينيا.

ثانيا :- لا يخفى على احد أن أجيالنا وناشئونا يعيشون في هذه الأيام بالذات حالة انقسام رياضي بولاء لفرق اجنيبة عالمية،وهذه المبادرة التي تهدف للتعريف بالمنتخب الوطني ولاعبيه ،ستعمل على محاولة علاج هذه الحالة من الانقسام بطريقة عملية، وتحقيق نوع الالتفاف حول عنوان واحد.

ثالثا:- الوصول إلى اللعب الرياضي في الحواري والشوارع بالرعاية والمتابعة والإشراف المتواضع، سيدخل هذه الشريحة المجتمعية الواسعة من الأجيال والفئات العمرية تحت عباءة النهضة الرياضية ولو بخطوات رمزية ، كما انه سيساهم في توسيع دائرة اكتشاف الطاقات والمواهب ، والأخذ بيدها نحو الفرق والأندية والعمل على تأهيلها وصقلها والضخ بها إلى المستطيلات الخضراء والملاعب. وكم قاد الاهتمام بكرة الشوارع مشاهير كرة القدم التاريخيين أمثال اللاعب البرازيلي الشهير بيليه الذي بدأ حياته الكروية في الأزقة والشوارع بكرة قدم عبارة عن لفات ورق مستديرة ووصل إلى وصل إليه من ألقاب تاريخية مثل "الجوهرة السوداء" و"سيد الكرة " و"رياضي القرن."

رابعا :- أن يكون معظم المشاركين في وضع التصورات لتنفيذ المشروعين من طلاب وطالبات السنة الأولى أو الثانية، فهذا بدأ وصول الأثر التفاعلي مع النهضة الرياضية الوطنية، ومؤشر نجاح في تعميم الثقافة الرياضية الوطنية.

خامسا : لعل وجود المربية والمدرسة سبأ جرار على رأس هؤلاء الطلبة، كان عملا محفزا في استخراج هذه الأفكار والإبداعات، بسبب قوة التأثير، والتقدير التي يكنه الطلاب لشخصها، والتعاون الكبير،كل ذلك كان عمالا ايجابيا في المبادرات الخلاقة والطموحة.

وخاتما نقول قد يصعب الإتيان على كل الدلالات، لان العمل هنا حالة تفاعلية،تعطي كل يوم شيء جيد ، لكنها تبقى إبداعات رياضية وطنية.