الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
غارات إسرائيلية تستهدف الضاحية الجنوبية

وَتَرجلَ فارسُ القلمْ الجريئ العظيم تيسير الجابر *بقلم – منتصر العناني

نشر بتاريخ: 17/04/2010 ( آخر تحديث: 17/04/2010 الساعة: 10:42 )
حاولت حبس دموع عيني مراتٍ ومراتْ ولكنها أبتْ إلا البُكاء عندما سمعتُ نبأ وفاة زميلي العزيز والأخ الإعلامي الكبير تيسير جابر بعد صراعٍ مع المرضْ , وحاولتُ أن أقفَ وأصدقُ ما سمعتْ فكانت الصدمةَ التي ضربتني ولَمْ أُصدق , ولكن عرفت أنَ القدر خطفَ منا هذا الرجل لأنه لا رادٍ لقدر الله ,وأنَ الموت دوماً يخطف الرجال الرجالْ , تيسير جابر عرفته رجلاً بمعنى الكلام وبأحرُفها بصدقٍ صحفيٌ بارع وقلمٌ جريئ لا يعرف ُ إلا الكتابة التي تعرف حدود مصلحة وطنية لا تعرفُ لطريق الآنية مكان , كتبَ المرحومْ الذي كان عائداً مع سلطتنا الوطنية وعاش متنقلاً في تونس والجزائر يُحاكي العالم عن قضيته الفلسطينية التي كانت تعيش في دمه وشرايينه , عادَ إلى فلسطين وقال لي كنتُ أتمنى العودة لأساهمَ في بناء دولتنا الفلسطينية ,ونما ذلك الحُبَ في داخله وتواصل بقوة , قلمهُ الذي رفع من خلاله شعار التصويب والبناء , قلمٌ عرفناه لاذعاً لا يقبلُ للنفاق فيه صورةً أو رحمة , لأنه كانَ مؤمناً أنَ الوطن فوقَ الجميع , مسيرته حافلة وعمل كالأب الكبير للإعلاميين وسعى لأن يكون لهم رابطة تحتضنهم وترعاهم ليكونوا سفينة ً تجوب بحار العالم لترفع علمَ فلسطين بإعلامٍ رياضي أصبح أقوى من أي إعلامٍ في أي دولة , رافقناه في بداية التسعينات مع العودة محمد صبيحات وبراهمة وأبو عرة و عبد الواحد وأبو الرائد والسقا وبرهم وبراهمة وسدر وغيرهم من زملاء المهنة , عرفناه قلماً صارماً جريئاً يدعم ُ الإنجاز ويُحارب الإفلاس , كتبَ كثيراً وإمتلأت صفحات الصُحفِ والمجلات على إمتداد الوطن والعالم مقالاته التي أحترمها وأرى صورتي فيها لأنه الرجل الذي لم يتلونْ في لحظة ولمْ يتخلى عن مبادئه التي حملها أن يرفعَ إسمَ فلسطين عالياً , رافقته في دورات عديدة وكان هو الرجل تيسير الذي كانَ قائداً في موقعه ولامعاً في كلماته يحرصُ أن تكون فلسطين قوية وإعلامها حاضراً , جالَ العالم وحقق لفلسطين ما لم يستطع أنْ يحُققه آخرون طيلة سنوات طويلة , قاتل ليكونَ إعلامنا بطاقةٌ إعلامية دولية وعالمية وحققها لأعلاميينا من خلال البطاقات الصحفية الرياضية لينالوها لأنه كان يُريد لصحفيينا أن يكونوا كبقية صحفيي العالم , تيسير جابر رحمه الله لا ولن أفي حقَ هذا الرجل مهما حييت لأنني عرفته عن قُربٍ من هو ومن يكون , هو المٌقاتل الذي لا يكنُ ولا يستريح لأنه مؤمنٌ بأن فلسطين عنوانه الأوحدْ ليُشاكس َ العالم بحنكته ليكون له ولغيره , اليوم تيسير وقعَ نبأ موتك كان قاسياً عليَ وعلينا جميعاً ,ولكن وبرغم الحزن الشديد الذي ينتابني في هذه اللحظات لفُراقك فأقول رحمك الله, ولا يزيدُنا موتك إلا إصراراً على الأصرار والسير ِ على خُطاكَ مهما حيينا , تيسير أنتَ باقٍ فينا وباقٍ فيَ لأنك علمتني معنىً أن َ الرسالة يجب أن يحملها الأخرون وأنَ شُعلة القلم وإحترامه لا يقبل إلا التحدي بالوطنية الصادقة لا من أجلِ الصورة والتملٌقِ كما قلتها هنا وتارةً هنُاك , سأبقى في صورتك رغمَ غيابك عنا جسداً و ستبقى ساكناً في روحي و روح قلمي الذي سيبقى رابطاً كأول رابطة للصحفيين أسستها وبنيتها لأبناؤك الأعلاميين ليكون لهمْ بيتاً يرعاهم ويقف معهمْ , هكذا سأبقى أحُافظُ على قلمُكَ الذي أتشرف أن أحمله بكل عزٍ وأفتخار ... رحمك الله حبيبي تيسير …نَمْ قرير العين يا شهيد القلمْ الصادق وقلبَ الجُرأة النابض وإلى لقاء

….و إنا لله وإنا إليه راجعون