جامعة بيرزيت تفتتح المؤتمر السنوي الثاني لطلبة الدراسات العليا
نشر بتاريخ: 17/04/2010 ( آخر تحديث: 17/04/2010 الساعة: 16:41 )
رام الله - معا - افتتح نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية د.عدنان يحيى اليوم السبت 17 نيسان 2010، المؤتمر الثاني لطلبة الدراسات العليا والذي نظمته وحدة المساندة الاكاديمية في كلية الدراسات العليا حول: "التفكير النقدي وفضاء الجامعة في الجامعة الفلسطينية".
وأكد د. يحيى على اهتمام جامعة بيرزيت بالبحث العلمي كعنصر أساسي في التعليم الجامعي، حيث عملت الجامعة على زيادة النشاطات الموجهة لتشجيع البحث العلمي، والإهتمام بالميزانيات الخاصة بالأساتذة والطلبة في هذا المجال، إضافة إلى العمل على حوكمة البحث العلمي ومأسسته ليصبح عنصر أساسي في العمل الجامعي.
من ناحيتها أوضحت عميدة كلية الدراسات العليا د. ليزا تراكي سعي الكلية إلى تحويل هذا المؤتمر إلى مؤتمر سنوي يشارك فيه طلبة الدراسات العليا من فلسطين وخارجها، داعية أن يتبادل المشاركون في المؤتمرأفكارهم وخبراتهم ومساهماتهم الشخصية، شاكرة كل من ساهم في إنجاحه.
وفي كلمة مديرة وحدة المساندة د.رنا بركات والتي قدمتها عبر الهاتف لتغيبها القصري عن المؤتمر نتيجة عدم سماح سلطات الإحتلال لها بالعبور، فقد أوضحت أنه سيتم خلال هذا المؤتمر التركيز على الدور الفكري والسياسي للطلبة في المؤسسة الأكاديمية الفلسطينية في ظل شرط استعماري، بالإضافة إلى فحص الدور الذي قامت به المؤسسة الأكاديمية والثقافية في فلسطين، ومواقع المقاومة الأخرى كرد على الإستعمار وإسهامها في مسيرة التحرر التي تعنى بالتغيير السياسي والإجتماعي والفكري. مؤكدة أن هذا المؤتمر يهدف إلى فحص هذه المقولات من خلال إتاحة الفرصة أمام طلبة الدراسات العليا في الحقول المختلفة من كافة الجغرافيات الفلسطينية في الوطن والشتات.
وفي الجلسة الأولى التي ترأستها أ. لورد حبش من دائرة العلوم السياسية في الجامعة، والتي دارت حول "الجامعة كمكان للفكر النقدي في الإنسانيات والعلوم الإجتماعية والحقول المتصلة"، فقد قدم كل من مازن عويس الحاصل على درجة الماجستير في التاريخ العربي الإسلامي، ومنسق الأبحاث أ.وليد الريماوي ورقة بعنوان: "نحو علم آثار ما بعد حداثي في الجامعات الفلسطينية"، حيث حاولت الورقة بتركيزها على برنامجي علم الآثار في كل من جامعتي بيرزيت وأبوديس كحالتي دراسة، على المستويين النظري والتطبيقي وعلى مستويي الاحتراف والتخصص، خلخلة الأسس المؤسساتية لعلم الآثار الفلسطيني في الجامعات الفلسطينية، مع التركيز على برنامج علم الآثار في جامعة بيرزيت، والذي تم تأسيسه عام 1976، على اعتبار أنه أول برنامج في علم الآثار في الجامعات الفلسطينية.
من ناحيته قدم مساعد التدريس في برنامج الديمقراطية وحقوق الإنسان أ. نشأت عبد الفتاح ورقة حول "الإنتخابات والمعارض في المغرب: بين التحول الديمقراطي واستمرارية النظام السلطوي (1997-2007)"، هدف خلالها إلى تحليل السلوك السياسي لحزب العدالة والتنمية في المغرب الأقصى، والذي قبل بالمشاركة في ظل بيئة سياسية معقدة، محاصراً بقوانين النظام الصارمة والأحزاب السياسية الأخرى المنقسمة على نفسها.
واستعرض طالب الدراسات العليا في برنامج الدراسات العربية المعاصرة محمد أبو شعر التحول الخطابي لبعض المؤرخين الإسرائيليين الجدد، وهو خطاب معاكس ومغاير ومتناقض مع خطابهم الاول الذي تبنوه، إذ أن هناك تراجع لبعض المنظرين والمؤرخين الإسرائيليين عن مواقفهم، وانسحاب البعض ليتخذ مواقف معاكسة لمواقفه السابقة، واعتذار البعض أمام المحاكم، وطرد البعض الآخر خارج اسرائيل، إلا أن ذلك أدى إلى ظهور تيارات متعددة أهمها تيار ما بعد الصهيوينة.
أما الجلسة الثانية والتي دارت حول: "أشكال المقاومة والفكر النقدي خارج الجامعة" والتي ترأسها د. وليد الشرفا من دائرة الإعلام في الجامعة، فقد قدم الباحث والمحلل الاكاديمي بلال الشوبكي مداخلة حول: "تقزيم مفهوم المقاومة ودوره في استبعاد المؤسسة الأكاديمية من الدائرة المناوئة للإحتلال"، أورد خلالها التأصيل اللغوي والاصطلاحي للمقاومة، موضحاًُ موقع المؤسسة الاكاديمية كجبهة أولى في ساحة المقاومة ضد الاحتلال نظريا، ومدى قصور دور المؤسسة الاكاديمية في المقاومة نتيجة للفهم المغلوط لها، كما تدرج الورقة بعض الشواهد على كيفية تكييف الحياة الأكاديمية وإخضاعها لتتماشى مع تقزيم المقاومة في المجال العسكري، كتعطيل الدراسة مثلا لأيام من أجل مسيرات ضد الاستيطان، فيما شريحة واسعة من العمالة الفلسطينية عملت وما زالت في بناء المستوطنات.
وقارن أ. عمار جمهور مدير مكتب وزير التخطيط والتنمية في ورقته "الإستشهادي في فكر المقاومة الفلسطينية"، بين الخطاب التنظيري والمقاوم بواقعه الفعلي في مواجهة الإحتلال الكولونيالي الإسرائيلي، باعتباره شرطا معرفيا في التجربة الفلسطينية، وفي محاولة للبحث في إمكانية وجود نظرية للفعل المقاوم باعتبارها أداة معرفة، ففلسطين المخفية وجوديا تبقى صورتها الذهنية راسخة في الأذهان لتطرح تساؤلا حول الفلسطيني في حقيقة وجوده كإنسان مقاوم، في تمفصل غرائبي ما بين النظرية والنهج المقاوم ميدانيا، وخلق لغة نظرية جديدة ترافق مرحلة التحرر الفلسطيني.
وطرحت طالبة الدراسات العليا في الإعلام والعلاقات العامة في جامعة انترابنغسا الماليزية زين عسقلان رؤية تفترض أن الوحدة الوطنية بما يروج لها الآن أمر لا يمكن تحقيقه نظرياً وعملياً، كما أن مواجهة الإحتلال بأي شكل لا تتطلب الوحدة المشار إليها في خطابات الساسة والنخبة، أو المطالب بها حالياً في كثير من المواقع الفلسطينية وحتى على الصعيد الشعبي.
في حين تحدث طالب الدراسات العليا في برنامج الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت إسلام حلايقة حول التوظيف الحزبي للإعلام الفلسطيني وأثر ذلك على القضية الفلسطينية، مفترضاً في ورقته أن المستقبل القادم يبدو سوداوياً وكارثياً على القضية والمجتمع الفلسطيني، إذا ما استمر الإعلام الفلسطيني بذات النهج، وإذا ما استمرت المناكفات السياسية الحزبية بنفس الصورة.
وفي الجلسة الثالثة التي دارت حول الفكر النقدي في العلوم التطبيقية والطبيعية والإساسية داخل الجامعة وخارجها ، والتي ترأسها رئيس دائرة الفيزياء في الجامعة د. وائل قراعين، تسائلت الباحثة أميرة سرور مدرسة الحاسوب والتكنولوجيا في مدارس وكالة الغوث الدولية حول أثر وحدة الإنترنت في منهج الحاسوب، بإثراء مهارات التفكير النقدي، وعلى التحصيل لدى طلبة الصف السابع الأساسي بغزة، حيث هدفت في ورقتها إلى التعرف على فعالية وحدة الإنترنت في إثراء منهج الحاسوب بمهارات التفكير النقدي وأثره على التحصيل لدى طلبة الصف السابع الأساسي بغزة.
وقدم المهندس والمخطط المعماري سامر مصطفى قراءة نقدية في ممارسة مهنة العمارة والهندسة والتخطيط العمراني في الوضع الفلسطيني الراهن، موضحاً التناقضات التي يواجهها خريجو الجامعة الجدد وبخاصة طلبة الهندسة عندما يغادرون الجو المثالي للدراسة في الجامعة ويبدؤون بدخول أجواء العمل في فلسطين، مشيراً إلى الإختلاف الجوهري بين التدريس النظري في مواد العمارة والهندسة والتخطيط في الجامعة والواقع العملي الذي تفرضه توجهات السوق المحلي الفلسطيني.
وتناولت المهندسة ربا عواد في ورقتها قضية استغلال قوانيين التخطيط للسيطرة على أراضي القدس الشرقية، أوضحت خلالها الفصل المكاني بين القرى الفلسطينية والأحياء المحيطة من جهة، وبين مدينة القدس من جهة أخرى، وذلك من خلال بناء الجدار وإقامة مناطق عازلة تتمثل بالمساحات المفتوحة، والغاية الأساسية لهذه السياسات تتمثل باستغلال السياسات الحصرية من جانب اسرائيل للسيطرة على الأراضي الفلسطينية ومصادرة ثرواتها.
أما الجلسة الاخيرة والتي دارت حول "الجامعة كجسر بين الفكر والممارسة وكسر حالة الإغتراب"، وترأستها المحاضرة في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية هنادة خرمة، فقد عرض الباحث القانوني في معهد الحقوق في جامعة بيرزيت رشاد توام في ورقته حول "الحركة الطلابية الفلسطينية: الكارزمة المأزومة والمؤسساتية الضائعة"، واقع الحركة الطلابية الفلسطينية بحلتها المعاصرة بطابع معاينة شخصية لبنية العمل الطلابي السياسي والنقابي في جامعة بيرزيت كحالة دراسية لثلاث أعوام (2005-2008)، مشيراً فيها إلى التعبئة السياسية والفكرية والإمتداد السياسي للحركات الطلابية، ومفهوم المؤسساتية المنشودة وأهمية وجود نظام أساسي لعمل المؤسسة الطابية، إضافة إلى الإنتخابات الطلابية ومعايير المشاركة والتصويت.
وقدم المساعد الأكاديمي في وحدة المساندة الاكاديمية هاني عواد في مداخلته بعنوان: "المفكر القومي العربي الجديد: قراءة في مشروع عزمي بشارة"، معالجة معالم المفكر القومي الجديد، وهو ذلك المثقف الذي يأخذ على عاتقه تجديد الفكر القومي بعد أن انطلقت مقولات معاصرة وصفت المشروع القومي العربي بالفوات التاريخي، أو بالتقليعة القديمة.