الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

انطلاق يوتوبيا.. "التجمع الشبابي من اجل المعرفة"

نشر بتاريخ: 17/04/2010 ( آخر تحديث: 17/04/2010 الساعة: 18:15 )
غزة -معا- انطلقت في غزة لتمتد إلى أرجاء فلسطين التاريخية يوتوبيا "التجمع الشبابي من اجل المعرفة" وذلك بمبادرة عدد من الكتاب والمثقفين تحت شعار " اليوتوبيا هي المعرفة"وقد أصدروا بيانا معرفيا جاء فيه:

"نتبنى العمل الجماعي ونؤمن بأننا جسم إبداعي قادرون على أن نرسم خارطة ثقافية جديدة لمجتمعنا الفلسطيني الجديد، الذي يمر بمنعطفٍ تاريخي صعب فقد به المواطن الفلسطيني البوصلة. ونطمح بإبداعنا إلى التميز الثقافي والتأثير المرغوب وذلك رغبة منا إلى تجاوز الماضي وحالة الانفراد بالقرار الفلسطيني والارتهان لبرامج أحادية، وإنما لبرنامج وطني يشارك فيه الجميع. تأتي ولادتنا كتجمع شبابي في فترة مخاض فلسطيني صعب على كافة الصعد: الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. في الوقت الذي يراودنا فيه كشعب بشكل عام - ومثقفين ومبدعين - بشكل خاص – "حلم فلسطيني" يتمثل في دولة فلسطينية ديمقراطية حرة ذات سيادة ومستوى ثقافي واقتصادي عالي وتسودها قيم المجتمع المدني والعدالة الاجتماعية. هذا الحُلم الفلسطيني هو ما نسعى لتحقيقه كتجمع شبابي. إننا نبشر بمجتمع فلسطيني جديد، ننطلق منه نحو مجتمع أفضل "يوتوبيا".

أهداف التجمع الشبابي من أجل المعرفة

ومن أهداف التجمع إعلاء قيمة المعرفة كخلاص شامل للمجتمع من مشاكله المزمنة على كافة الصعد. وتعزيز عملية الإصلاح الثقافي كقرين لعملية الإصلاح السياسي في المرحلة المقبلة.وكذلك إعادة النظر في النظم الثقافية الفلسطينية السائدة والمتوارثة ونقدها وتطويرها بما يساير ثقافة العصر وإبداعه.و العمل على تنمية المجتمع ثقافياً والنهوض به فكرياً على مستوى الجمهور والمؤسسات.و تعزيز مفاهيم المجتمع المدني من حقوق إنسان وديمقراطية وغيره. والاهتمام بالهامش الثقافي أي بتلك الفئات المهمشة ثقافياً وإبداعياً. وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال نشر ثقافة الاختلاف والتعاون مع الآخر. واستخدام سبل الإبداع المختلفة من شعر وقصة وفن تشكيلي ومسرح وغيره في عملية الإصلاح الثقافي.

اللقاء الأول ليوتوبيا .. الواقع واليوتوبيا

استضافت يوتوبيا "التجمع الشبابي من أجل المعرفة" في لقائها الأول الباحث تيسير محيسن في نقاش حول "الواقع واليوتوبيا". وقد أدار الندوة الإعلامي الباحث احمد عرار المنسق العام للتجمع الذي رحب بالباحث والحضور في باكورة نشاطات يوتوبيا عامة ولقائها الدوري خاصة.

وتحدث محيسن عن الشباب ودوره الأساسي في عملية التغيير المجتمعي والنهوض بالواقع من اجل الوصول لمجتمع اليوتوبيا ، وحث الشباب على اتخاذ زمام المبادرة من اجل تفعيل حراك ثقافي فكري يقود لعملية إصلاح معرفية شاملة. ونوه أن طريق التغيير لا يمر إلا عبر قناتين أساسيتين الأولى هي المؤسسة المجتمعية من جمعيات غير حكومية ونقابات الخ وسلاحها جماعات الضغط والثانية هي الحزب وسلاحه صوت الناخب عبر صندوق الاقتراع في انتخابات نزيهة.

في ختام اللقاء أجمع بعض الحضور واغلبهم من طلبة الجامعات على استمرار اللقاءات اليوتوبية من اجل إثارة نقاش مجتمعي حول أهم القضايا المعرفية ودورها في تقديم الحلول لمشاكل المجتمع الثقافية والسياسية والاقتصادية.

اللقاء الثاني ليوتوبيا.. تقرير المعرفة في العالم العربي

اللقاء الدوري الثاني الذي نظمته يوتوبيا "التجمع الشبابي من أجل المعرفة" تناول الفصل الأول من تقرير المعرفة في الوطن العربي الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP للعام 2009،وذلك بدعم من مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، استضافت يوتوبيا الكاتب والمحاضر الجامعي د. ناصر أبو العطا، وأدارت اللقاء القاصة الإعلامية أسماء الغول.

وقال أبو العطا: "إن هذا الفصل يعتمد على الإطار النظري لمفهوم المعرفة"، موضحاً انه يتطرق للتحدث عن فئة المفاهيم الوسيطة التي تدرج في باب إنتاج وإعادة إنتاج الخطاب من المعرفة إلى مجتمع المعرفة. وأشار لتطور مفهوم المعرفة في الموروث اللغوي الثقافي في عدة أوجه: المعرفة كنقيض الجهل حيث يطلق اسم العارف على من يتفنن عملاً يقوم به، ثم حين أصبح العارف في الفكر العربي الإسلامي الوسيط محصل المعرفة وحاملها أي أنه المختص في دقائق المعلومات في مجال معرفي بعينه، والمعرفة تعني الظهور والكشف عن المستور والمعروف هو الواضح للنظر حيث تستدعي كلمة النظر الرؤية والمعاينة كما تستدعي الفكرة وفي هذا السياق تفيد المعرفة الانتقال من وضع إلى آخر من الجهل إلى العلم.

وأوضح أن التقرير ينطلق من فكرة أن هذا العصر هو عصر الرأسمالية الرقمية أو المعلوماتية على غير ما أطلق عليه ماركس في نهاية القرن التاسع عشر أنه عصر الرأسمالية الصناعية، موضحاً الفرق بين المعرفة والمعلومة فكانت الأخيرة جزء من الأولى، والمعرفة كمفهوم يرتبط بالاقتصاد والمجتمع والتكنولوجيا.

مداخلات الحاضرين من طلبة ومثقفين وكتاب جاءت عديدة وغنية.وناقش الحاضرون الإشكاليات التي يطرحها التقرير أمام المعرفة في الوطن العربي ألا وهي: فعالية مشاركة المرأة العربية، وتطور اللغة العربية، وإشكالية الهوية، والحريات السياسية.

اللقاء الثالث ليوتوبيا.. حوار الأشكال الشعرية

استضافت يوتوبيا "التجمع الشبابي من أجل المعرفة" في لقائها الثالث الشاعريْن أكرم أبو سمرة وموسى أبو كرش، في نقاش حول "حوار الأشكال الشعرية". وقد أدارت الندوة مشيرة أبو شماس المنسقة الإعلامية للتجمع التي رحبت بالشاعريْن والحضور، وتحدثت عن تعدد الأشكال الشعرية ومدى الصراع والحوار بينهما.

وتحدث الشاعر موسى أبو كرش عن طغيان قصيدة النثر وانحسار الشعر العمودي وشعر التفعيلة، وتباين المواقف حولها، فتيار يجدها الأرقى شعرياً، وآخر يرى فيها قصيدة الفاشلين. رأى أبو كرش أن الأمر حُسم الآن فقصيدة النثر هي شعر، لكن المشكلة ظلت قائمة في مدى علاقتها بالجمهور ومستوى انتشارها، وهذا مصدره الفجوة الثقافية القائمة بين الشاعر والمتلقي، والتي تعود بنا لقصة أبي تمام الشهيرة: "لمَ لا تفهم ما يقال؟".

ثم استعرض أبو كرش تطور الشعرية منذ المعلقات ثم العصر الإسلامي ثم جيل متمرد جديد زمن الأمويين والعباسيين، حتى نصل لمنتصف القرن العشرين والثورة الشعرية الهائلة عبر شعر التفعيلة أو قصيدة النثر. وفي ختام مداخلته أكد أبو كرش على أن اختيار الشاعر لشكله الشعري يتم عبر سياقه الثقافي والتاريخي.

أما الشاعر أكرم أبو سمرة فرأى أن الضد يظهر حسنه الضد، ويقصد بذلك علاقته بأبي كرش كشاعر يكتب شكلاً مخالفاً، وهنا تضادٌ إيجابي برأيه. يؤكد أبو سمرة أنه يرتاح لقصيدة النثر أكثر من التفعيلة التي يكتب بها. وهو يكره التنظير ويرى أن النقد جريمة إذا كانت الترجمة خيانة، خاصة إذا كان الناقد فاشل، وهو يشير بذلك إلى قلة النقاد الجيدين للشعر المعاصر.

ويرى أبو سمرة أن قصيدة النثر التي تمجد الذات لا تستطيع أن تعزل الموضوع خاصة في مكان كغزة، وهو يدعو للعودة للحداثة في تراثنا العربي عند الجرجاني مثلاً وغيره. واستهجن أبو سمرة هجوم كُتاب قصيدة النثر على محمود درويش، كما استهجن بحث بعض شعراء قصيدة النثر عن شهادات تزكيهم من شعراء تفعيلة مهما كبر مقامهم. وطرح أبو سمرة سؤالاً مفتوحاً "لماذا عاد منظر النص الجديد أدونيس للنص القديم وكتابة شعر التفعيلة؟".

كما تحدث أبو سمرة عن بعض العناصر الحداثية لشعر قصيدة النثر، كالذات وتفجير اللغة، والإتيان بالجديد. وأكد أن الشكل مضمون، كما أكد على علاقة الموسيقى بالشعر ووجوب حفظ التراث ونسيانه.

في بداية النقاش تحدثت القاصة أسماء الغول عن كونها ضد الأحكام القطعية لقصيدة النثر، وساءلت الشعراء عن مقترحهم لتطويرها. الكاتب عبد الرحمن شحادة تحدث عن شعر التفعيلة وثورته في القرن العشرين. أما الكاتب يحيى رباح فيرى أن الأمر لا يستدعي الصراع بين الأشكال الشعرية، فقبل الأوزان وُلدت المعلقات. الباحث يوسف أبو علفة تساءل: هل ينتمي الشعر العربي الآن لهويته، أم لهوية أخرى؟. د.عاطف أبو حمادة فقد نبه للتطوير الشعري الذي مارسه محمود درويش في مجموعاته الشعرية الأخيرة، حيث زاوج بين الشعر والنثر. الكاتب غريب عسقلاني أكد على دور أدونيس الهام في تطور القصيدة العربية. الكاتب علي أبو خطاب أكد على أن الشعرية ليست بالوزن، بل بعناصر أخرى أهمها الصورة الفنية، وأشار إلى خطأ تسمية "شعر التفعيلة" بمصطلح "الشعر الحر" فهو ما زال مقيداً بوزن، وذلك رجوعاً للتصحيح المعروف لجبرا إبراهيم جبرا.

ثم تحدث عن "التفعيلة المنثورة" حسب مصطلح صبحي حديدي، التي مارسها الشاعر محمود درويش وكذلك الشاعر محمد حسيب القاضي في قصائده الأخيرة حيث اشتغل على الأوزان المهجورة. وأكد أبو خطاب على الحوار لا الصدام بين الأشكال الشعرية، وأن الحداثة ليست مقصورة على شكل شعري معين. الكاتب هاني السالمي قال: "لندع كل الأزهار تتفتح". الشاعر أحمد النجار تساءل: لماذا يبدأ كثير من الشعراء لكتابة الشعر العمودي ثم يتجهون لشعر التفعيلة وقصيدة النثر. الكاتب عبد الكريم عليان رأى أن المهم المضمون وليس الشكل، وأشار إلى جمالية الغموض في قصيدة النثر.

في ختام اللقاء أكد الشاعر موسى أبو كرش انه لم يهاجم الأشكال التقليدية لشعرية المعروفة من عمودي وتفعيلة ويحترمها في حين كرر الشاعر أكرم أبو سمرا انتصاره لقصيدة النثر الجيدة ونفوره من الردئ منها.