اسرى في معتقل بيتح تكفا يدلون بشهادات عن تعرضهم للشبح لفترة طويلة ويشتكون من بقائهم مدة طويلة في الزنازين
نشر بتاريخ: 30/05/2006 ( آخر تحديث: 30/05/2006 الساعة: 18:11 )
بيت لحم -معا- ادلى عدد من الاسرى الفلسطينيين القابعين في معتقل تحقيق "بيتح تكفا" لمحامية نادي الاسير بشهادات عن تعرضهم للشبح لفترة طويلة والتنكيل بهم على يد المحققين الاسرائيليين.
وقد تحدث الاسرى خلال لقائهم المحامية عن الظروف الصعبة في زنازين "بيتح تكفا" والمعاملة القاسية التي يتعرضون لها والتهديدات التي توجه لهم من قبل المحققين بهدف الادلاء باعترافات. وابقائهم مدة طويلة في الزنازين على الرغم من انتهاء التحقيق معهم.
وكانت محامية نادي الاسير قد التقت الاسيرة فتنة طارق سليم الكخت من سكان نابلس، (38 عاماً)، والتي تعاني من غدة وديسك في الرقبة واعصاب ووجع في المعدة، حيث قالت ان قوات الاحتلال داهمت المنزل حوالي الساعة الثالثة صباحاً وكانوا يطلقون النار والقنابل الصوتية ما ادى الى تفجير لمواسير المياه التي ادت الى تبللها اثناء وقفها تحتها.
بعد ذلك قيدوني للخلف وبقيت في الخارج حوالي نصف ساعة وبعدها جروني سيراً على الاقدام مع مجندة لمسافة قريبة ووضعوني في الجيب العسكري ونقلوني لمعتقل حوارة. قام الطبيب بفحصي في معتقل حوارة وبعد ذلك نقلوني الى منطقة لا اعرفها ومن ثم الى معتقل بيتح تكفا.
وصلت معتقل بيتح تكفا حوالي الساعة السابعة والنصف صباحاً، ولحظت وصولي فتشتني مجندة تفتيشاً عارياً واخذوني للتحقيق بنفس اليوم، وبقيت لساعات المساء مشبوحة على الكرسي، مقيدة اليدين للخلف والارجل مقيدة بقيود حديدية والقيود مربوطة بالكرسي الغير متحرك.
في اليوم الاول من وصولي الى بيتح تكفا رآني الطبيب واخذ اسم الدواء الذي اتناوله وكل يوم كانوا يحضرون لي حبة واحدة فقط. وفي اليوم التالي كنت مريضة جداًُ فنقلوني للطبيب وبعدها اخذوني للتحقيق وكان ذلك في ساعات المساء.
في اليوم الثالث اخذوني للتحقيق منذ الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الرابعة عصراً، وكانوا يتركوني لمدة ساعتين في غرفة التحقيق بدون ان يحققوا معي وبعدها يحققون معي، ثم ينقلوني الى غرفة صغيرة تتسع فقط لفرشة وبدون مرحاض وهذه الغرفة مظلمة، واستمر هذا الوضع حتى تاريخ 25/5/2006.
خلال التحقيق كان المحققون يصرخون عليّ بصوت عالٍ جداً وكانوا يهددوني بحرماني من اولادي ومن امي وابي وكان يتناوب على التحقيق معي 4 محققين. اخبرتهم انني مريضة وقالوا لي انهم يعرفون ذلك. وقال لي احد المحققين "هل يعجبك ان تبقي جالسة في برميل براز".
واضافات الاسيرة ان احد المحققين كان يصرخ ويبصق في وجهها موجهاً لها تهمة مساعدة مطلوبين وتهمة مساعدة استشهادية.
وقد افادت الاسيرة فتنة انه يوجد في معتقل بيتح تكفا اسيرة اخرى تدعى سامية استيتة وهي ممنوعة من لقاء المحامي.
2.سرحان جمال مفضي علان: سكان نابلس، 32 سنة، معتقل منذ تاريخ 10/4/2006. افاد بما يلي: حوالي الساعة الثالثة فجراً داهمت قوات الجيش المنزل واخرجوا جميع السكان، وطلبوا منهم الهويات الشخصية وعندما تأكدوا من اسمي قيدوني بالبلاستيك للخلف وعصبوا عيناي ونقلوني لمعسكر حوارة. عندما وصلت حوارة فتشوني ونقلوني للغرف، وكانت الغرف مزدحمة حوالي 6 اسرى في كل غرفة حيث كنا ننام متلاصقين والمراحيض كانت خارجية.
في اليوم التالي نقلوني الى بيتح تكفا، وعندما وصلت فتشوني عارياً كما ولدتني امي واخذوني مباشرة للتحقيق، حققوا معي ساعتين وبعدها ارجعوني للزنزانة. وكل يوم كانوا يخرجوني للتحقيق من 3-4 ساعات يومياً لمدة 32 يوم وبعدها حولوني الى العزل الانفرادي في عكا. امضيت 3 ايام في عكا ثم اعادوني الى الجلمة لمدة 3 ايام ومن ثم الى بيتح تكفا وما زلت لليوم اقبع في الزنازين.
وعن ظروف زنازين عكا يقول الاسير سرحان ان لونها غامق، خشنة الملمس من الصعب الاتكاء عليها، وقال انه لم يرى احداً خلال الثلاث ايام التي امضاها الا عندما كان السجانون يحضرون له الاكل.
3.احمد توفيق احمد عبد الرحمن: سكان نابلس، 22 سنة، معتقل منذ تاريخ 25/4/2006. افاد بما يلي: كنت ذاهباً الى قلقيلية، وعلى احد الحواجز اوقفني جنود الاحتلال وابرزت بطاقتي وامروني بالانتظار وبعدها قيدوني بالبلاستيك للخلف وعصبوا عيناي ونقلوني الى الى حاجز الحمرا وبعدها الى معسكر سالم. وعندما وصلت معسكر سالم فتشوني عارياً ثم جاء ضابط وسألني عن الامانات وبعدها نقلوني بالجيب. ونحن في الجيب العسكري كان الضابط يعتدي عليّ بالضرب المبرح وصفعات على وجهي وبقضبات يده على صدري بقوة. وصلنا الى مركز اعتقال لا اعرفه ومن ثم نقلوني الى بيتح تكفا.
وصلت الى بيتح تكفا الساعة الثانية عشرة منتصف الليل، نقلوني الى الزنزانة مدة ربع ساعة ومن ثم الى غرفة التحقيق وبقيت هناك لغاية الساعة السادسة صباحاً. وكنت خلال هذه الفترة مشبوحاً على الكرسي. وفي ساعات الظهر اعادوني للتحقيق مرة اخرى لمدة نصف ساعة وبعدها اخبروني انني ممنوع من لقاء المحامي لانني تحت التحقيق. بعد ذلك امضيت 8 ايام في الزنزانة بدون تحقيق.
بعد ذلك اوهموني بانتهاء التحقيق وكتبت افادة عند الشرطة ونقلوني الى مجدو، واكتشفت لاحقاً انهم نقلوني عند العصافير في مجدو. امضيت 17 يوم عند العصافير في مجدو ومن ثم اعادوني الى بيتح تكفا وما زلت اقبع في الزنازين لغاية اليوم.