جلجلت وما ادراك ما جلجلت؟
نشر بتاريخ: 18/04/2010 ( آخر تحديث: 19/04/2010 الساعة: 13:07 )
غزة - تقرير حصري معا - تقرير ابراهيم قنن - لدينا ما يزيد عن 11 ألف عضو يحملون الأفكار الجهادية... والظواهري وابن لادن هما فقيها الأمة وشيخاها... 70% من أعضائنا في مجموعات "جلجلت" كانوا يعملون في صفوف كتائب القسام وحماس والعناصر التي تراجعت عن الفكر السلفي تتصف "بالنذالة"... تعرضنا لضربات مؤلمة وقاسية أثرت على الهياكل التنظيمية للجماعات... نحن نطالب بحوار شرعي مع حماس وليس حوارا سياسيا وامنيا والحكومة لديها أخطاء كثيرة تزيد من حدة الاحتقان... نأخذ على حماس التسيب في إقامة الحدود وتطبيق الشريعة وليس لدينا مشكلة في محاورتها شرعياً.
هذا ما جاء على لسان " ابي الحارث" احد زعماء السلفية الجهادية الناشطة في قطاع غزة في حديث خص به معا.
الجماعات السلفية بغزة .. 4 جماعات رئيسية تحمل فكر القاعدة ولا ترتبط بها تنظيمياً
يثار الكثير من اللغط والجدل، حول الجماعات السلفية الجهادية الناشطة مؤخرا في قطاع غزة، حيث يتهما البعض بأنها جماعات "متطرقة متزمتة" وتستنبط هذه الجماعات أفكارها ومعتقداتها من تنظيم القاعدة، وتنادي بالجهاد وتطبيق شرع الله على الأرض.
ويطلق على الجماعات الجهادية في غزة اسم "جلجلت" نسبة لأنشودة دينية تحث على الجهاد، ذاع صيتها بين أوساط الجهاديين في العراق والشيشان وافغانستان.
وكالة "معا" التقت (أبي الحارث)، أحد زعماء الجماعات السلفية الجهادية على ضوء مصباح كهربائي خافت، في احد المساكن بقطاع غزة، وعلى الرغم من رهبة المكان، إلا أن الرجل اضفى على الحوار جواً مرحاً وجذاباً، على عكس ما يشاع عن اتباع هذه الجماعات من أنهم متزمتون لا يضحكون.
قال احد زعماء الجماعات السلفية الجهادية (جند أنصار الله) الناشطة في قطاع غزة الشيخ (أبي الحارث) أن ما يزيد عن 11 ألف عضو، يعملون تحت لواء الجماعات السلفية الجهادية ويحملون أفكارها، موزعين على أربع جماعات رئيسة هي : (جماعة جيش الإسلام، جماعة التوحيد والجهاد ، جند أنصار الله، جند الله) يعملون في أطرها الدعوية والجهادية.
وأكد أن هذه الجماعات الجهادية ليس لها اى ارتباط حقيقي مع تنظيم "القاعدة"، لكن أفرادها تأثروا بفكر التنظيم العالمي انطلاقا من العمليات الجهادية التي نفذها التنظيم، وفي مقدمتها استهداف "البرجين" في الولايات المتحدة الأمريكية، والعمليات في العراق وأفغانستان وغيرها.
ويعتبر أن الجهاد في سبيل الله وإقامة شرع الله، وتطبيق الحدود، هو الدافع الأكبر للانطواء تحت الجماعات السلفية الجهادية، وفقاً لابو الحارث الذي وصف (الظواهري وابن لادن) بأنهما "فقيه الأمة وشيخها"، ولم ينكر أن للجماعات مشايخ وعلماء دين محليين يستمعون لنصائحهم وإرشاداتهم، بالإضافة إلى مشايخهم في الخارج وفي مقدمتهم (أبو محمد المقدسي) كما إنهم يستندون لفتاوى ابن تيمية وتلميذة ابن القيم وغيرهم من العلماء المعاصرين.
بداية الحكاية:
يقول أبو الحارث لوكالة "معا" "أن أول ظهور حقيقي للجماعات السلفية، يعود للعام ألفين وواحد، حيث نفذت أو عمل عسكري وكان باسم (جند الله)، لكن مشاركة حماس بالانتخابات، ودخلوها للبرلمان "الكفري" كما يطلق عليه، كان الشرارة التي أوقدت شعلة الفكر السلفي الجهادي حيث بدأ بالظهور تدريجيا، واخذ بالانتشار بين الكثير من الشباب... مؤكد وجود الكثير من الأسماء للعديد من الجماعات التي بدأت بالظهور في وسط وجنوب قطاع غزة مثل جماعة (سيوف الحق الإسلامية، جيش الامة) وغيرها من المسميات التي اندثرت وانخرط جزء كبير من أعضائها بالجماعات السابقة.
وأضاف ان الجماعات السلفية الجهادية نفذت الكثير من العمليات العسكرية النوعية والتي قتل خلالها عدد من اليهود، لكنها؛ لم ترغب بالإعلان عنها.
وبين ان الجماعات غير معنية بتسليط الضوء عليها في هذه المرحلة، وقال نحن نحاول ان ندافع عن أنفسنا ومهاجمة جنود الاحتلال الذين يدخلون إلى قطاع غزة، لان الجهاد فرض عين ولن تستقيم حالة الأمة إلا به.
وينفي أبو الحارث أن يكون اسم (جلجلت)، اسم احدى الأناشيد الدينية الجهادية، له علاقة بالجماعات الجهادية، موضحا أن هذا الاسم أطلقه عامة الناس وبعض الحمساويين، على مجموعة من الشباب في المنطقة الوسطى من القطاع بعد تركهم حركة حماس.
مراقبة:
ويعترف أبا الحارث، أن الجماعات السلفية تعرضت لضربات أمنية مؤلمة، أثرت على الهياكل التنظيمية للجماعات، خاصة بعد أحداث مسجد ابن تيمية وما صاحبها من ملاحقات ومطاردات واعتقالات مما احدث فجوة في صفوف الجماعات وتواصل أفرادها.
وأضاف ان الأجهزة الأمنية بغزة، تضغط وتنشط كثيرا في مواجهة الجماعات... وتقوم بملاحقتهم ومطاردتهم واعتقالهم، خشيتهً من تمدد الفكر السلفي إلى الكثير من الشباب الملتزم، خاصة أولئك الذين ينتمون لحركة حماس.
واوصح أن "الفكر السلفي الجهادي ماض ومستمر" بالرغم من الملاحقات والاعتقالات والمراقبة لكوادر الجماعات، قائلاً " نحن مراقبون على مدار الساعة وتحركاتنا باتت محفوفة بالمخاطر".
الموقف من الأجانب:
واكد الشيخ ابو الحارث، أن الجماعات السلفية الجهادية، تختلف فيما بينها في النظرة إلى الأجانب الذين يتواجدون في قطاع غزة، فبعضها يرى بعدم جواز الاعتداء عليهم والإساءة لهم ماداموا لا يؤذون المسلمين ويقدمون خدمات تساعدهم.. فيما ترى بعض الجماعات الأكثر تشددا ( جيش الإسلام، والتوحيد والجهاد) أنه من الواجب مقاتلة هؤلاء مهما كانت صفتهم باعتبارهم أعداء الدين ويعملون ضد مصلحة الأمة وأبنائها، وهذا القول يفسر محاولات إحدى الجماعات السلفية تفجير موكب الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) ورئيس الوزراء البريطاني السابق (توني بلير) خلال زيارتهما لقطاع غزة... لكن المحاولتين باءتا بالفشل نتيجة للمراقبة الإسرائيلية المشددة التي مكنت عبر تقنياتها من اكتشاف الأشخاص الذين يضعون المتفجرات، واعتقال عدد ممن كانوا يستعدون للتنفيذ على يد الأجهزة الأمنية بغزة.
أصول إسلامية:
ويروي أبو الحارث لوكالة "معا" أن معظم العناصر المنطوية تحت لواء الجماعات السلفية هم عناصر مدربون لديهم كفاءة عالية في القتال، وتنحدر أصولهم من تنظيمات إسلامية "حماس والجهاد الإسلامي وألوية الناصر"، مؤكدا أن أكثر من 70 % من هؤلاء كانوا يعملون تحت امرءة كتائب القسام وحماس وجزء كبير منهم تقلد مواقع تنظيمية ودعوية متقدمة، مستبعدا أن يكون هناك أشخاص قادمون من أصولاً علمانية او غيرها وقال " أن وجد فعددهم قليل وبعدد أصابع اليد".
وقال ان حماس شحنت عناصرها بالجهاد والمقاومة، وعندما شعر هؤلاء بالضيق والضجر لمنعهم من مقاتلة اليهود -الا وفق رؤية معينة - بدأ عدد منهم بهجرة حماس والالتحاق بالجماعات السلفية الجهادية، موضحا ان الجهاد في سبيل الله، هو الذي يدفع الشباب للانضمام الى الجماعات الجهادية لتفريع شحناتها الجهادية وتطبيق شرع الله.
ويوضح ان الانضمام لتلك الجماعات ليس أمرا سهلا ومتاحا، إذا يخضع أعضاء تلك الجماعات إلى ثلاثة مراحل من التدريبات: الدعوية والأمنية والعسكرية، وأن التركيز بالدرجة الأولى يكون على الجانب الدعوى والديني،كون الأعضاء الجدد مدربون جيدا ولديهم الكفاءة القتالية.
محاورة حماس:
وبين أبو الحارث، ان مواجهة السلفيين بالقوة العسكرية لن يكسر شوكتها، بل سيزيد من تمددها ونفوذها بين الناس، داعيا حركة حماس وحكومتها إلى الحوار الشرعي وليس (السياسي والأمني ) كحل امثل لحل كل الخلافات التي تزداد يوميا، قائلا "ان عدم التحاور سيزيد من حالة التوتر والاحتقان " مؤكدا انهم يميزون بين الحكومة القائمة في غزة وبين حركة حماس.
وأضاف ان الحكومة بغزة هي التي تزيد من حالة الاحتقان من خلال المطاردات والمضايقات والاستدعاءات، كما أنهم يقرون بالقوانين الوضعية من خلال المجلس الشرعي (التشريعي) ولا تطبق الشريعة الإسلامية بالرغم من تفردها بالحكم، ونأخذ عليها " التسيب في إقامة الحدود واقامة الشريعة وتطبيق شرع الله".
وقال... نريد أن نتحاور ونتفق حول قضايا الجهاد وضروراته وأحكامه ومنطلقاته، وعلى إقامة الشريعة وتطبيق الحدود، وبغير ذلك سوف تزداد الفجوة وتتعمق الأزمة.
ويصف ابو الحارث الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه "مرتد" وهو حكم محل إجماع كل الجماعات الجهادية، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس وزرائه سلام فياض، لكن ذلك لا يعني بالنسبة له ان يتم قتل ايً منهما... ويبدو ان الموقف من (عباس وفياض ) لم يكن هو بالنسبة لإسماعيل هنية وحكومته التي رفض بالمطلق إطلاق حكم عليهم! لكنه؛ أظهر تشددا مع العناصر الجهادية التي تركت الجماعات السلفية وعادت إلى صفوف حماس مطلقا عليها عناصر تتصف بـ"النذالة".
التفجيرات الداخلية:
ويرفض ابو الحارث ما يتردد عن وقوف الجماعات الجهادية خلف عمليات التفجير التي تقع في قطاع غزة، مؤكدا ان ذلك تجنيا على الجماعات، ولا ينكر قيام بعض أفراد الجماعات بمثل هذه التفجيرات، ولكنها منطلقة من اجتهادات شخصية وفردية وليست نهجاً للجماعات، مؤكدا رفضه المطلق التعدي على حياة الناس وممتلكاتهم، موضحا أن بعض الجماعات تؤمن بمسألة التغير بالقوة.
وأضاف... هناك مراجعات كبيرة تقوم بها الجماعات الجهادية تتعلق بموضوع التفجيرات الداخلية، مشير إلى وجود عدد كبير من عمليات التفجير حدث لخلافات شخصية وتنظيمية بين عدد من اتباع الفصائل من بينها عناصر حمساوية وغيرها ! وقال " أننا مع اي عمل يكون ضد اليهود للنيل منهم والقضاء عليهم، ولسنا بصدد فتح مواجهة داخلية مع احد"، "هدفنا قتال اليهود وتطبيق الحدود".
وتعتبر اول عملية تفجير وقعت في محلات الانترنت كانت جنوب قطاع غزة، بتاريخ السادس عشر من نوفمبر تشرين الثاني في العام (2006) وأعلنت جماعة أطلقت على نفسها آنذاك (سيوف الحق الإسلامية ) ثم توالت عمليات التفجير ولم تتوقف.