الجمعة: 22/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مصنع لقطع العاب الأطفال يقتل آباءهم

نشر بتاريخ: 18/04/2010 ( آخر تحديث: 18/04/2010 الساعة: 18:37 )
القدس- معا- تختلف أنواع الدهان حسب مكوناتها واستعمالاتها، وتختلف أيضا بدرجة خطورتها وتأثيرها على جسم الإنسان ومن اخطر أنواع الدهان، الدهان المستخدم في تلوين الزجاج لاحتوائه على نسبة عالية جدا من أكسيد الرصاص ومواد سامة أخرى لإطفاء اللمعة على الدهان.

العامل (ق) من قرية قصرة جنوب نابلس يعمل منذ ثلاث سنوات في مصنع يقع في مستوطنة معالي افرايم في منطقة الأغوار، (الاسم محفوظ لدى مؤسسة عنوان العامل)، حيث يصنع هذا المصنع قطع زجاجية لتصدر إلى مصانع الألعاب في أوروبا، حيث يقوم العمال بدهنها بألوان زاهية.

منذ سنتين أصبح (ق) يعاني من أمراض مختلفة خاصة بعض الأمراض الجلدية، حيث كانت نسبة الإصابة شديدة لدرجة عدم قدرته على المشي، كما ويعاني (ق) من ضعف متواصل للذاكرة وأعراض لإمراض عصبية وهذه الأعراض تشبه أعراض التسمم بالرصاص. حاول (ق) العلاج عند أطباء فلسطينيين لكنهم فشلوا في إيجاد العلاج المناسب، وبقي حتى هذا اليوم يعاني من آلام شديدة.

يستخدم العمال دهانا خاصا يحتوي على مواد سامة، يستوجب التعامل مع هذا النوع من الدهان التزود بوسائل وقاية خاصة، مثل الكمامات الخاصة واللباس والكفوف وغيرها.

غير أن العمال وعددهم 10 عمال يتعاملون بشكل مباشر مع الدهان، وأغلبيتهم يعانون من أعراض لأمراض مهنية مختلفة، كضيق النفس وفقدان الشهية وتقرحات في الفم.

في المصنع يعمل إسرائيليون وفلسطينيون ولكن في أقسام مختلفة، يعاني فيها الفلسطينيون من عدم توفر وسائل الحماية. وحسب شهادة ( ق) فانه قبل ما يقارب السنة، حضر شخصان وقاما بقياس نسبة التلوث في المصنع وأيضا أخذا عينات من دم جميع العمال، من العمال الفلسطينيين والعمال الإسرائيليين، لكن لم يتسنى للعمال الفلسطينيين معرفة نتائج هذه الفحوصات.

يقول (ق): "إحدى العاملات الإسرائيليات توجهت إلي وقالت: عليك ترك العمل مثلي في هذا المصنع لأنه يقتلنا"، ويعتقد (ق) أن العاملة الإسرائيلية حصلت على معلومات تبين خطورة الاستمرار في العمل وبالتالي قررت ترك العمل مع عاملين إسرائيليين آخرين.

وأكد رائد أبو يوسف مستشار السلامة والصحة المهنية بجمعية عنوان العامل أن هذا مثال على معاناة العمال الفلسطينيين في المصانع الإسرائيلية المنتشرة في مستوطنات الضفة الغربية. حيث يعملون في بيئة عمل غير سليمة ويعانون من مشاكل صحية، والأخطر من ذلك أنهم لا يعرفون خطورة المواد التي يتعاملون بها، ولو عرفوا ربما تركوا هذه المصانع.