أوروبا في غزة- إقبال شديد من الشباب نحو "الساحرة الأوروبية المستديرة"
نشر بتاريخ: 18/04/2010 ( آخر تحديث: 18/04/2010 الساعة: 17:05 )
غزة- معا- ما أن تجلس بين جلسات الشباب في بيوت ومقاهي وجامعات غزة أو تتجول في شوارع المدينة المحاصرة حتى تستغرب من أحاديث قاطنيها ففي أحاديث شبابهم ورغم كل معاناتهم تجدهم يتناولون كرة القدم الأوروبية فذاك يعشق ليون الفرنسي ويتحدث بشغف عن طريقة لعبه وروعة أدائه, وآخر يتحدث بالطريقة الساحرة التي يلعب بها أرسنال الانجليزي,وآخر يرفرف علم برشلونة فوق سطح بيته ويحلم أن يكون أحد لاعبيه.
وعند حدوث المباريات تجد المقاهي التي تعرضها هذه المباريات _حيث القنوات المشفرة_ تعج بالشباب وتلحظ الصرخات ارتفعت فجأة من بين البيوت احتفاءاً بتسديد الأهداف.
في ضوء ذلك يقول نادر أبو كرش _شاب من غزة _وأحد عشاق نادي ليون الفرنسي "أنا لم أكن ذا اهتمام بالكرة من قبل ولكن دفعتنا الأوضاع السياسية المملة لمشاهدة تلك المباريات والتي تنقلنا إلى جو من السعادة وتخرجنا من الجو الكئيب الذي نعاني فيه".
ويتابع " غرفتي مليئة بصور لاعبي كرة القدم الأوروبية كما أصبحت أقتني الملابس التي يرتديها هؤلاء اللاعبين ".
فيما يصف محمد عجور _شاب من مدينة غزة_ أجواء الكرة الأوروبية بالساحرة ويستكمل" تبهرنا الشاشات التي تعرض هذه المباريات وطريقة اللعب الأوروبية" معرباً عن إعجابه الشديد ببرشلونة الاسباني وخصوصاً لاعبه ميسي ويتابع " أتمنى أن يصبح ابني في المستقبل لاعب كرة مثل ميسي".
فيما يشير محمد الأسطل _شاب من خان يونس_ إلى تحول متابعة كرة القدم في خان يونس لهوسٍ لدى الشباب هناك ويقول " إن الشباب أصبحوا يتجادلون في ما بينهم على هذه المباريات" ويتابع " حين يخسر برشلونة أحد المباريات لا استطيع النوم ولكن من حسن حظي انه دائما يفوز".
ويضيف الأسطل بأن بعض الشباب أصبحوا يرفعون أعلام النوادي الأوروبية فوق أسطح منازلهم قائلاً " احد جيراننا يرفع علم برشلونة فوق منزله من شدة إعجابه بطريقة لعب لاعبي النادي".
فيما يقول أبو طارق أبو دية مدير المبيعات في مركز"PLO" التجاري والمختص في بيع الأعلام والصور الوطنية والدولية " نحن أصحاب مصالح تجارية ونتابع الحدث أولاً بأول واليوم السوق يقبل على بيع أعلام نوادي كرة القدم الأوروبية حيث الدوريات الأوروبية بشكل يفوق بكثير الإقبال على الأعلام والصور الوطنية".
وحول أكثر أعلام النوادي الأوروبية مبيعات يقول أبو طارق "نادي برشلونة هو صاحب الحظ الأكبر من المبيعات في الأعلام والصور حالياً".
ويعلق الدكتور درداح الشاعر محاضر علم النفس الاجتماعي بجامعة الأقصى "لا مانع من أن يرفه الشباب عن نفسه حيث تعود عليه هذه الوسائل بالراحة النفسية وتخفف القلق والتوتر ولها آثار نفسية إيجابية رائعة وتساعد على بناء الشخصية بطريقة ايجابية".
ويستكمل الشاعر "لكن الخطر يكمن في أن الشباب هم الأساس الحقيقي في المجتمع وحين تتحول هذه المشاهدة إلى ثقافة الانسحاب والهروب من الواقع والفشل المبطن فهذا مؤشر خطير يجب تداركه على الفور".
ويتابع "إن الأصل عند الشباب يجب أن يكون الاهتمام بقضاياهم المركزية من تحرير الوطن والنهوض بالحضارة", مؤكداً على أن إعادة تصويب الشباب نحو هذه الأهداف يكمن في حل مشاكلهم و إيجاد فرص عمل لهم إضافة لعودة ترسيخ القيم الوطنية لديهم.
ويشير الشاعر إلى أن شعور الشباب بانغلاق الأفق السياسي وإحساسهم بالإحباط تجاه قضاياهم الوطنية هو السبب في توجه الشباب نحو النشاطات الأخرى من ألعاب كروية وغيرها".