السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فرح النسور .. * بقلم :خالد إسحاق الغول

نشر بتاريخ: 18/04/2010 ( آخر تحديث: 18/04/2010 الساعة: 21:35 )
هي لحظة احتفال وتتويج .. لحظة فرح ورقص وعناق وتهاني.. مناسبة احتفال بالتربع على عرش بطولة الشهيد ابو علي مصطفى، وبإنجاح هذه البطولة.. لحظة اشادة وتقدير لكل من وقف خلف هذا الانجاز الكبير، وساهم في إنجاحه في جميع المجالات. انها لحظة الحصاد الغني وقطف الثمر اللذيذ. هكذا يكون العرس..

احتفالات كرة القدم بطبيعتها احتفالات صخب وأهازيج وأعراس وألوان وحياة متدفقة، وأول من يتصدر مشهدها البديع هو الجمهور الرائع الذي (يفكهن) هذا المشهد ويمنحه اللذة والزهو والنشوة ..
أجمل لحظة يمر بها لاعب يحقق الفوز هي لحظة عناق روحه مع جمهوره الذي يهتف قلبه قبل حنجرته. وفي عز نشوته وفرحه يحلق الفريق كما النسر متباهياً، يتبختر بكل حرية في سماء مفتوحة لا حدود لها، فما بالكم لو كان النسر قادماً من سفح الجبل، يحمل معه عطر مدينة الكون، ومهوى أفئدة البشر.

كم هو جميل أن يشاركك أحباؤك عرسك في عز السامر وذروة السحجة، وان يكونوا معك وحولك وأنت ترفع كأسك وتاجك حتى عنان السماء كي تعانق صدى إيقاعاتهم وهدير أهازيجهم، وكم سيكون جميلا لو كان احتفال البطولة على ارض البطولة وتحت سمائها المفتوحة وهوائها الطلق، كي يحلق النسر في أجوائه الإقليمية وفي مدينة (الله اكبر). فالنسر لا يحلق بدون أجنحته، ولا يعلو بدون فضائه الرحب.

في حفل التتويج الذي جرى في البيرة، بذلت جهداً غير عادي في شحن عواطفي كي أعيش الفرحة مع السواحرة، واشاركهم فرحة انجاز تحقق عن جدارة، وان أتلمس الفرحة في عيون النسور، لكن محاولاتي تعثرت. ودخلت في مقارنة بين لاعب يرتدي ربطة عنق، ويكبله زي رسمي، ويرش بعض العطور على جسده المتأنق والمهندم، وبين لاعب أشعث اغبر يبسط سيادته على ارض الملعب بردائه الذي شرب من عرقه حتى الثمالة، وينهمك في كتابة الحرف الأخير من قصيدة انتمائه لفريقه، ثم ينهي القصيدة بزفة عرس على أكتاف محبيه وعشاقه ومرافقيه الذين لازموه في كل خطوة وفي كل لحظة. يحمل الكأس ويلف كل ارجاء الملعب مصافحا كل يد صفقت، وكل حنجرة هتفت، وكل عين حملقت، وكل قلب خفق.

ربما يكون من الصعب أن يأخذ التتويج شكلا آخر وطريقة مغايرة، وللاتحاد كل التحية والتقدير على جهوده الكبيرة في كل مراحل البطولة، وفي الإعداد لحفل التتويج، لكننا فقط نلامس تمنيات وهواجس عشاق فريق كانوا سيفرحون أكثر، ويحلقون مع فريقهم أكثر، لو اتخذ التتويج شكلا آخر.

يا عشاق ومشجعي واداريي ولاعبي المكبر، مباركة لكم القمة،... ويا عشاق ومشجعي واداريي ولاعبي الهلال، مباركة لكم الوصافة... ويا كل عشاق الرياضة الفلسطينية، حيوا ابناء مدينة محاطة بأسوار الحقد ، قبضوا على الجمر، وشيدوا بكل براعة جسور حب لا ينتهي بينهم وبين كل أبناء الوطن الواحد. واحتفوا بالمدينة العتيقة التي لم تسجل اسمها في دفتر الحضور فقط، بل في كتاب التميز والتفوق والصدارة، واعتلى كعبها فوق كل مطبات المحو والطمس والتغييب.