مقترح تسلم السلطة للعيزرية وابو ديس.. تحريك للمياه الراكدة
نشر بتاريخ: 19/04/2010 ( آخر تحديث: 19/04/2010 الساعة: 12:49 )
رام الله - معا- هل يحرك مقترح تسلم السلطة الفلسطينية السيطرة على ابو ديس والعيزرية والقرى والبلدات المحيطة بهما "المياه الراكدة" التي تشهدها العملية السلمية وجهود التسوية؟، ورغم عدم وجود مصدر هذا المقترح السياسي لغاية الان خاصة مع نفي رئيس دائرة شؤون المفاوضات د. صائب عريقات علمه بالامر، فان مجرد الحديث عن مثل هذا المقترح يؤشر الى وجود محاولات ومساعي لفكفكة الموقف الفلسطيني الرافض للعودة الى طاولة المفاوضات دون التزام اسرائيل بالوقف التام للاستيطان ووجود مرجعية واصحة لعملية السلام وتنفيذ الاتفاقات السياسية الموقعة مع جدول زمني للمفاوضات.
مصادر فلسطينية رسمية اكدت لـ "معا"، في وقت سابق، ان القيادة الفلسطينية مصمصمة على موقفها ازاء عدم العودة للمفاوضات دون استجابة اسرائيل للارادة الدولية الداعمة للموقف الفلسطيني بوقف الاستيطان، موضحة ان القيادة الفلسطينية تجاوزت فكرة العودة الى للمفاوضات على النمط القديم الذي عمدت فيه اسرائيل لاستغلال المفاوضات كغطاء لمشاريعها ومخططاتها الاستيطانية وافشال امكانية الوصول الى تسوية سياسية.
السؤال الطروح الان بقوة هل توافق اميركا واسرائيل على قبول حدود الرابع من حزيران لعام 1967 حدود للدولة الفلسطينية ام لا ؟ ، الحديث لتلك المصادر، التي اكدت ان هذا هو مفتاح الحل الان وليس الحديث عن المفاوضات والعودة اليها، مؤكدا ان الاجابة عن هذا السؤال من قبل ادارة اوباما واسرائيل هي التي تحدد المسار السياسي الذي يجب ان يستند الى انهاء الاحتلال واقامة الدولة على حدود معترف بها حسب قرارات الشرعية الدولية وليس الحدود الاصطناعية التي خلقتها اسرائيل بالجدران والاستيطان.
على المستوى السياسي الفلسطيني يترقبون بحذر شديد تفاعلات المقترح بتسلم السلطة الفلسطينية لبلدات العيزرية وابو ديس والسواحرة، حيث تتجه التقديرات الاولية بان مثل هذا المقترح يمثل تحريكا للمياه الراكدة لكنهم يفضلون الانتظار كونهم يدركون ان التجاوب مع مثل هذه المقترحات قد يفتح ثغرة في الموقف الفلسطيني الذي على ما يبدو استفاد من الدروس والعبر الخاصة بنهج المفاوضات السابقة التي كان يحاول فيها الجانب الفلسطيني الحصول على الانجازات السياسية بـ"القطارة"، وينتقل الان الى سياسة جديدة تقوم على منطلقات الحل رزمة واحدة لا تنتقص من الحقوق والثوابت الوطنية التي تدعمها قرارات الشرعية الدولية سيما ان الجانب الفلسطيني اصبحت لديه القدرة ان يقول لا والدفاع عن مواقفه خاصة ان الحديث يدور عن قضايا رئيسية في الصراع تتجسد في قضايا الحل النهائي.
مصدر فلسطيني رفيع المستوى فضل عدم الاغراق في الحديث كثيرا عن مقترح تسلم ابو ديس والعيزرية، لكنه اكد انه قد يكون محاولة لتحريك المياه الراكدة.
واكثر ما يؤشر الى ان هذا المقترح يكون مصدره اسرائبل، هو طبيعة التزامن مع بين طرح هذا المقترح وحديث مسؤولين اسرائيليين في حكومة نتنياهو عن ان تمجيد الاستيطان لن يستمر طويلا اذا لم يعود الجانب الفلسطيني للمفاوضات، في اشارة واضحة الى اسرائيل تعود مجددا الى سياسة الجزرة والعصا في التعامل مع الجانب الفلسطيني والمجتمع الدولي على حد سواء، سيما ان مثل هذه المقترحات الشكلية توفر لاسرائيل فرصة المناورة لفك عزلتها والادعاء بان الفلسطينيين هم من يعرقلون انطلاق عملية السلام التي هشمتها اسرائيل بسياساتها.