محافظ القدس يشارك في احياء ذكرى يوم الأرض في برلين
نشر بتاريخ: 19/04/2010 ( آخر تحديث: 19/04/2010 الساعة: 20:09 )
القدس -معا- قال محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني إن الاحتفال في برلين بيوم الأرض يؤكد أن الشتات الفلسطيني الكبير الناتج عن أكبر مؤامرة شهدها التاريخ المعاصر، لم يؤثر على حب الفلسطينيين في كل مكان لوطنهم.
جاء ذلك خلال مشاركته مئات الفلسطينيين والعرب في مهرجان أقيم مساء السبت بالعاصمة الألمانية برلين إحياء لذكرى يوم الأرض الذي يعود تاريخه إلى 30 /آذار 1976 ومثل أول انتفاضة ومواجهة مباشرة لفلسطينيي الداخل ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلية التي صادرت آلاف الدونمات من أراضيهم.
وحمل الاحتفال الذي دعت إليه الاتحادات الطلابية والمهنية الفلسطينية في ولايتي برلين وبراندنبورغ عنوان "فلسطين: الأرض، القدس، العودة.. حق يأبى النسيان"، وشارك فيه ممثل الجامعة العربية والسفير الليبي في ألمانيا.
وتعرض الحسيني للوضع الحالي في الأراضي المحتلة، مشيرا إلى تركيز إسرائيل على إفراغ الأراضي الفلسطينية من سكانها الأصليين، وسعيها لإلحاق هؤلاء بإخوانهم في الشتات.
وذكر أن استيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية تسارعت وتيرته منذ إقامة الجدار الفاصل الذي نجحت من خلاله في الاستيلاء على 48% من أراضي فلسطين التاريخية، وعزل 120 ألفا من أصل 300 ألف فلسطيني في القدس، ومنع سكان 28 قرية فلسطينية محيطة بالمدينة المقدسة من الوصول إليها.
وتطرق محافظ القدس لواقع المدينة القديمة أو القدس الشرقية التي تبلغ مساحتها 900 دونم وتضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة، واعتبر أنها تمثل لب الصراع القائم والقادم مع إسرائيل.
وأوضح أن المساعي الإسرائيلية لتغيير الواقع الجغرافي في القدس الشرقية بدأت بالحفريات تحت جدارها الغربي منذ عام 1967، وتواصلت بالتعدي على المقدسات الإسلامية وسرقة الآثار، وإقامة 80 بؤرة استيطانية في الأحياء الإسلامية.
ونبه الحسيني إلى أن محاولات إسرائيل لتزييف تاريخ المدينة أخذت منحى جديدا، باعتبار رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أن أسوار القدس التي بناها الخليفة العثماني سليمان القانوني في القرن الخامس عشر الميلادي هي آثار يهودية، وأوضح أن نتنياهو يعني بهذا أنه طالما كانت أسوار القدس يهودية فكل ما فيها يهودي.
وأشار إلى أن المحاولات الإسرائيلية لتجفيف الاقتصاد الفلسطيني في القدس تتضمن منع السائحين الغربيين المستجلبين ببرامج إسرائيلية من زيارة المعالم العربية في المدينة المقدسة.
ومثلت الأجيال الجديدة من المهنيين الفلسطينيين المولودين في ألمانيا الشريحة الكبيرة من المشاركين في المهرجان، وركز ممثلون لهم في كلمات ألقوها على تمسكهم بهويتهم الوطنية وتطلعهم لاستعادة أراضيهم المغتصبة، واحتفاظهم في قلوبهم بمفاتيح بيوت آبائهم وأجدادهم في مختلف القرى والمدن الفلسطينية.
واعتبر جلال عثمان نائب رئيس اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين في برلين وبراندنبورغ أن مشاركة كافة ألوان الطيف السياسي والاجتماعي الفلسطيني في المهرجان يدلل على تطلع فلسطينيي الشتات للوحدة ورأب الصدع داخل الوطن المحتل.
وشدد عثمان على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بالوسائل التي تكفلها القوانين والشرائع الدولية، وطالب بالاتفاق على إستراتيجية جديدة تواجه ما تقوم به إسرائيل من تهويد للقدس وإقامة للمستوطنات وتقطيع لأوصال الأراضي الفلسطينية بالجدار الفاصل.
وقال السفير الفلسطيني في برلين هايل الفاهوم "إن إصرار الشعب الفلسطيني على التمسك بأرضه وهويته الوطنية لأكثر من 120 عاما بشكل غير مباشر و60 عاما بشكل مباشر، أفشل الإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية الساعية لمحو الجغرافيا والهوية الفلسطينية".
وذكر الفاهوم أن إقامة إسرائيل في قلب العالم العربي جسد مشروعا استعماريا بريطانيا أستهدف القضاء على أي مشروع للوحدة العربية، والحيلولة دون تواصل العالمين العربي والإسلامي.
ورأى أن إسرائيل بعد 60 عاما من وجودها لا تمثل بالمقاييس الدولية سوى دولة فاشلة يعتمد اقتصادها على المعونات الخارجية بنسبة 45%، وسوقا سوداء للتقنية الغربية.
وطالب السفير الفلسطيني المجتمع الدولي "بتصحيح أخطائه التاريخية تجاه الفلسطينيين والتوقف عن دعم إسرائيل الذي يمكّنها من مواصلة جرائمها المخالفة للقوانين الدولية".
وقدم سفير الجامعة العربية في برلين محمد المسيب لمحة تاريخية عن يوم الأرض، وقال إن الاحتفال هذا العام يتزامن مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي قررت القمة العربية المنعقدة في دمشق عام 2008 إحياءه كيوم للأسير العربي.
وأشار المسيب إلى أن الاحتفال بيوم الأرض يتعدى التذكير بالشهداء إلى إبراز قيمة الأرض الفلسطينية كأبرز معالم الصراع مع إسرائيل، ورأى أن إحياء هذه الذكرى يدلل على تمسك الفلسطينيين بأرضهم، وزيف الزعم الذي روجت له الدعاية الإسرائيلية عن "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".