السبت: 21/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسؤول أمريكي يطالب بمحو الصورة الأسطورية للنفوذ الصهيوني من أذهان العرب

نشر بتاريخ: 31/05/2006 ( آخر تحديث: 31/05/2006 الساعة: 11:05 )
معا- نفى مسؤول أمريكي أن يكون اللوبي الصهيوني أو النفوذ اليهودي هو الذي يوجه دفة السياسة الخارجية الأمريكية ودعا المجتمع العربي إلى انتزاع هذه الصفحة من تفكيره والكف عن إسناد توجهات السياسة الأمريكية إلى قوة أسطورية لهذا اللوبي.

وقال روبرت مالي مدير برنامج الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية والمساعد الخاص للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون للشؤون العربية الإسرائيلية وشمال افريقيا في لقاء برابطة الصحافيين العرب في واشنطن أن هذا اللوبي لايفعل أكثر مما تفعله جماعات الضغط الأخرى في الولايات المتحدة وأن الإدارة الأمريكية لابد أن تحسب حسابا للضغوط التي يمارسها مثلما تحسب حساب تأثير جماعات أخرى كثيرة.

وأضاف مالي أن فكرة مفاوضات الوضع النهائي التي توقف الكثير من الناس عن الكلام عنها تعيش على قوة الدفع التي اكتسبتها سابقا مشيرا إلى أن عوامل كثيرا جدت على الساحة أدت إلى هذا الوضع منها عملية إعادة الهيكلة على الجانب الفلسطيني مع صعود حماس ومايثيره ذلك من مواجهة بينها وبين فتح لم تحدث في تاريخ الصراع مما يتسبب في عملية تشرذم اجتماعي بين الضفة وغزة وفي داخل الضفة.

ومن العوامل التى جدت على الساحة حدوث انهيار على الجانب الإسرائيلي للنموذج السابق وصعود الاحادية التي أصبحت أعمق مما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخرا وتمكن الشعور من الإسرائيليين بأنه لم يعد هناك فرصة اليوم للتفاوض مع الفلسطينيين ولم يعد هناك مستقبل لاستمرار حالة الوضع الراهن.

وقال مالي إن الولايات المتحدة من جانب آخر ركنت إلى نوع من العزوف عن التدخل منذ وصول الرئيس جورج بوش للحكم عام 2001 وهو نوع من الانفصال يؤدي إلى مواصلة الصراع بدلا من حسمه.

واشار الى أن موقف الولايات المتحدة الحالي لايهدف إلى وضع حماس تحت اختبار لكنه محكوم بقوانين تحول دون اتصال واشنطن بحماس.

وقال روبرت مالي مدير برنامج الشرق الأوسط بمجموعة الأزمات الدولية والمساعد الخاص للرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون للشؤون العربية الإسرائيلية وشمال افريقيا إن الولايات المتحدة مارست الكثير من الضغوط على الفلسطينيين من الفصائل الأخرى لكي لاينضموا إلى حكومة حماس كما مارست ضغوطا على أطراف دولية كثيرة لكي لاتقدم أي مساعدات مالية لحكومة حماس وألا تجري أي اتصالات معها.

وأضاف أنه يعتقد أن هذه السياسة ستؤدي إلى نتائج عكسية حيث ستثير مزيدا من العنف بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقال مالي إنه ليس من الحكمة أن نصادر على الديمقراطية الفلسطينية لان ذلك من شأنه أن يبعث برسالة خاطئة للفلسطينيين وللمنطقة بأن الولايات المتحدة تقبل فقط هذا النوع من الديمقراطية الذي يأتي بأنظمة ترضى عنها. مشيرا الى أن هذه التجربة وهذه السياسة لن تجعل حماس تدع الانتخابات القادمة تجرى بسلام إذا انهار نظامها في النهاية.

وأضاف مالي أنه يرى ضرورة تبني سياسة مختلفة تنطوي على إيجاد طريقة أخرى للتعامل مع حماس من خلال مجموعة مطالب واقعية "لاتجعل الفلسطينيين يتحدون ضدنا ويتساءلون لماذا يطلب منا الاعتراف بإسرائيل ونبذ العنف والقبول بخارطة الطريق في حين أن إسرائيل لم تقبلها.

وذكر المسؤول الامريكى روبرت مالى انه يرى أن الحل الآن هو أن "ندع هذه التجربة الديمقراطية تنجح ولنري ما إذا كانت حماس ستتغير تدريجيا وما إذا كانت ستدير الحكم والحكومة والمؤسسات بطريقة مختلفة عن الحكومة السابقة ثم تتخذ بعض الخطوات التي يمكن أن توحي بقبولها بفكرة حل الدولتين وليس بالضرورة الإعتراف بإسرائيل.

وقال إنه لا مصر ولا الأردن اعترفا بإسرائيل قبل التوصل إلى اتفاق للسلام معها، ومانحتاجه، ليس الاعتراف بإسرائيل، بل بعض الإيحاءات بقبول حل الدولتين ولنرى ما يستطيعون تقديمه مثلما حدث في أغلب المفاوضات السابقة.

وأضاف إننا يمكننا أن نجد طريقة يمكن من خلالها للاتحاد الأوروبي أن يواصل تقديم المساعدات المالية من خلال صناديق ائتمان دولية تخضع لبعض الخطوات التي يجب أن تتخذها حماس.

وقال أن مايحدث من التسبب في صعوبات اقتصادية وإجبار حماس على أن تصبح أكثر تشددا وتشجيع الصراع بين فتح وحماس يبعث برسالة مفادها أننا لانريد لتجربة حماس أن تنجح مما يمكن أن يجعلها أكثر ميلا إلى هدم المعبد على كل من فيه بدلا من أن ترى أنها تفشل بسبب نقص الموارد.

وقال إنه لابد أن يكون هناك بعض التوافق الاستراتيجي بين حماس وفتح مشيرا إلى أن هناك ثلاثة جوانب من التوافق التي تشتد إليها الحاجة أولها التوافق بين السلطة الفلسطينية والمجتمع الدولي والانسجام بين الفلسطينيين وبعضهم البعض والتوافق بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأشار مالي إلى أن الأخير تتوفر له الظروف المواتية حيث ينشد الطرفان الهدوء كما يسعى كلاهما للوصول إلى مفاوضات الوضع النهائي والتوصل إلى طريقة يستطيعان بها تحقيق جميع البنود على الأجندة من استعادة القانون والنظام والحكم الرشيد على الجانب الفلسطيني والتوقف عن الخطوات الأحادية من الجانب الإسرائيلي.