الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الاتــرمال".. يحتــرق بغــزة!

نشر بتاريخ: 20/04/2010 ( آخر تحديث: 20/04/2010 الساعة: 19:04 )
غزة- معا- أحرقت وزارة الصحة في الحكومة المقالة صباح اليوم، ما يقارب 2 مليون حبة من دواء (ترامادول) المعروف باسم "الاترمال" الذي انتشر في صفوف المواطنين الغزيين خاصة الشباب منهم، حتى بات واحداً من أهم الحبوب المخدرة التي يتعاطاها الشباب على مختلف أعمارهم وأجناسهم.

وقال وزير الصحة في الحكومة المقالة باسم نعيم، خلال مؤتمر صحفي عقده بغزة، أن وزارته تعمل ضمن خطة ورؤية واضحة وممنهجة، لضبط السوق الدوائي، مؤكدا أن أدوية "الأنفاق" بكل مشتقاتها وأصنافها هي أدوية مهربة وغير قانونية.

وتوقع الوزير نعيم، أن يكون أضعاف هذه الكمية قد دخلت القطاع بطريقة غير شرعية وإنها وصلت للتجار وأصحاب المحلات والصيادلة الذين يقومون ببيع هذه الحبوب بطريقة غير شرعية.

وأوضح نعيم أن الوزارة بالتنسيق مع وزارة الداخلية تمكنت من مصادرة كميات كبيرة من الأدوية المهربة وخاصة دواء (ترمادول) حيث تم التحرز على 1,768,739 حبة منذ تموز- يوليو 2009 فقط، مشيرا الى أنه "من باب مقتضيات المصلحة العامة وحفاظا على الاقتصاد الوطني الفلسطيني، ومواجهة تجار الموت وأمراء الحصار والحرب، فان الحكومة بغزة ماضية في اجراءاتها لوقف كافة اشكال التهريب الدوائي وخاصة المحضور منها. وان عملية اليوم ما هي الا حلقة في سلسة متكاملة".

من ناحيته أكد النائب العام محمد عابد أن النيابة العامة في الحكومة المقالة إتخذت العديد من القرارات والإجراءات لمحاربة ظاهرة تداول الأدوية المهربة والمحظورة خاصة دواء الأترمال، مشيرا الى أن النيابة قامت في الآونة الأخيرة وبالتنسيق مع جهاز الشرطة ومكافحة المخدرات بضبط وتحرير العديد من الأدوية المهربة والمحظورة، وأنه تم التحقيق مع الجناة والمخالفين وإتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم، الى جانب قيام النيابة العامة بإعداد دليل المرشد فى جرائم الأترامادول وتوزيعه على أعضاء النيابة العامة ورجال التحقيق فى الأجهزة الأمنية.

وأشار عابد الى أن النيابة العامة قامت بمخاطبة وزارة الصحة بضرورة إجراء كشف ومعاينة وفحص للأدوية المهربة التى تدخل القطاع يوميا عبر الأنفاق، وإبداء الرأي الفنى بشأنها، لافتا الى أن النيابة العامة بصدد محاربة هذه الظاهرة قامت بتشكيل لجنة مختصة مكونة من النيابة العامة ووزارة الصحة من أجل القيام بعملية جرد وحصر لهذه الأدوية، الى جانب الإعداد والتجهيز لعملية إتلاف هذه الأدوية والقضاء على إنتشارها فى قطاع غزة.

وقد قامت الجهات المختصة العاملة بمجمع الشفاء الطبي، بإحراق الكمية المضبوطة، أمام حشد كبير من الإعلاميين والصحفيين.

ويذكر ان حبوب الاترومال قد انتشرت بسرعة كبيرة بين الشباب وطلاب المدارس والجامعات، في قطاع غزة، بشكل كبير، بعد الحصار الإسرائيلي المشدد على القطاع، مما احدث فجوه وخللً كبيرين في الحالة النفسية والاجتماعية للمواطن الفلسطيني.

وكانت مراكز حقوقية وأهلية قد حذرت من مخاطر انتشار ظاهرة تعاطي الحبوب المخدرة "الاترمال" خاصة بعد تفشي هذه الحبوب بصور كبيرة بات من الصعب السيطرة عليها، مما دفعها لمطالبة الحكومة ووزارة الداخلية في غزة بضرورة التحرك العاجل والفوري للسيطرة والحد من انتشارها.