ثلاثية الحصار والمنع الامني والفقر تحاصر جهاد كريم في غزة
نشر بتاريخ: 21/04/2010 ( آخر تحديث: 21/04/2010 الساعة: 16:04 )
غزة- معا- جهاد كريم "17عاما" شاب يحاول أن ينسج مستقبله بأعواد من الأمل، لتأتى رياح الأقدار وتهشم آماله وأحلامه البسيطة بأن يعيش حياة طبيعية كباقي البشر، فمنذ سنتين أكد له الأطباء إصابته بمرض سرطان الدم (اللوكيميا) بعد ان زار المستشفى لاشتباهه بوجود الزائدة الدودية.
سائد كريم والد الشاب اوضح لـ"معا" ان ابنه الذي اصيب بمرض السرطان وهو في المرحلة الإعدادية من دراسته تلقى العلاج فى إحدى مستشفيات اسرائيل، وقرر الاطباء في تلك الفترة ان يخضع للعلاج مرة واحدة كل شهر لأخذ جرعات من العلاج الكيماوي، وإجراء المراجعة الدورية له اثر عملية زرع النخاع التي أجراها بعد سنة من إصابته بالمرض.
إستعد الشاب كريم لخوض معركته الطويلة مع المرض، فاصطدم بمنع والده من مرافقته، لأسباب أمنية حسب إدعاء الإحتلال الإسرائيلي، فرافقته والدته تاركة خلفها 10 أطفال صغار من بينهم طفل رضيع لم يبلغ من العمر شهرين، ويتولى الوالد وإبنته الصغيرة رعاية الأطفال جميعهم.
وقال والد الشاب وقد بدت على وجهه علامات الحزن: "يحتاج ابني الى مبلغ 6 آلاف شيكل شهريا لتغطية تكاليف علاجه وكافة مستلزماته"، مبينا ان ملامح وجه ابنها جهاد بدأت تتغير بسبب فقدان الدواء اللازم له شهريا، والذى إنقطع لمدة ثلاثة أشهر من قطاع غزة بسبب الحصار المفروض منذ 4 سنوات.
واشار الوالد الى انه اثقل بالديون بعد ان استنفد كل ما لديه من مصاغ واثاث منزلي وادوات كهربائية دفعها تكاليف لعلاج ابنه، مبينا انه توجه بعد ذلك الى أخذ القروض والديون ليغطي تكاليف العلاج ويجد نفسه أمام مبلغ 11 ألف دولار دين لا يعرف كيف يسدها.
جهاد واسرته المكونة من 10 اخوة بالاضافة الى امه وابيه يقطنون بيتا مكونا من غرفتين ومطبخ وحمام، لا يلائمان حالته الصحية الشاب جهاد المرضية فهو يحتاج الى غرفة خاصة طبية مغلقة (غرفة عزل).
واشار الوالد الى ان استمرار انقطاع التيار الكهربائي واللجوء الى المولدات الكهربائية يسبب ضوضاء تؤثر على صحة ابنه قائلا : "تنقطع عنا المياه لمدة تزيد عن ثلاثة إيام ولا نستطيع أن نشغل ماتور المياه لكي لا يسبب الضوضاء للشاب جهاد، فيؤثر على صحته ونفسيته".
من جانبه وصف جهاد حالته بالقول: "عند خروجي الى الشارع، ينظر الناس إلى نظرة غريبة وكأني كائن غريب أعيش بينهم"... يسكت قليلا، والدموع تترقرق في عينيه، ليواصل حديثه ويقول: "هكذا أنا لم ولن أتغير، جرحي سيظل باقيا، لكني سأقاومه لآخر حياتي لعلي أتخلص منه كليا".