الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نادي الاسير :غرف العملاء في السجون الاسرائيلية وسيلة تعذيب نفسي وانتزاع اعترافات بالخداع

نشر بتاريخ: 31/05/2006 ( آخر تحديث: 31/05/2006 الساعة: 16:57 )
بيت لحم - معا - اصدر نادي الاسير الفلسطيني، في بيان له وصل وكالة معا نسخة منه، انه ومن خلال متابعات نادي الاسير للاسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، ان المخابرات الاسرائيلية (الشاباك) اعتمدت خلال انتفاضة الاقصى وبشكل مركزي على غرف العملاء كوسيلة لانتزاع اعترافات من المعتقلين، وتبين من خلال تمثيل وزيارات الاسرى في السجون ان ما يزيد عن 80% من المعتقلين الذين تعرضوا للتحقيق قد ادلوا باعترافاتهم في غرف العملاء، غير مدركين ان المعلومات التي تقدموا بها هي لعملاء يعملون لصالح الشاباك الاسرائيلي.

واعتبر النادي ان غرف العملاء، مصيدة ينصبها رجال المخابرات للاسرى الفلسطينيين بعد عجزهم عن انتزاع اعترافات منهم بوسائل الاستجواب والتحقيق الرسمية، وتبين لنادي الاسير ان جزء كبير من الاسرى الذين وقعوا ضحايا في غرف العملاء هم من ذوي التجربة الاولى في الاعتقال او القاصرين. وقد طورت اسرائيل اداء العملاء بطريقة لا توحي للاسير انه موجود بين متعاونين، حيث يتم اشعار الاسير وابلاغه انه سوف ينقل من التحقيق الى سجن مركزي وتتخذ كل اجراءات نقله التي توحي ان التحقيق قد انتهى معه وانه ذاهب للانضمام الى رفاقه من الاسرى المناضلين.

والجديد في غرف العملاء انها لم تعد غرفاً صغيرة، بل اصبحت اقساماً واسعة يتواجد فيها عدد كبير من الاسرى الذين يعتقدون انهم في السجن، حيث تمارس في هذه الاقسام عادات السجن ونظامه، وتوزع الادوار والمسؤوليات على الاسرى كالمسؤول الثقافي والاداري، والمسؤول الامني وغيره، وعندما ينزل اسير جديد الى هذه الاقسام يستقبل كمناضل وكبطل وتوفر له كافة الاحتياجات. وبعد ذلك يتم الجلوس مع الاسير من قبل اللجنة الامنية في السجن لمعرفة ما جرى له وماذا اعترف والايحاء له انه في احضان التنظيم والثورة، وتعزز الثقة معه بحيث يستطيع ان يتحدث بطلاقة وبدون خوف دون ان يدري انه يتحدث مع عملاء او مع اسرى لا يعرفون انهم في اقسام العملاء ويرسل ما يكتبه الاسير الى الموجه العام الذي هو بالتأكيد عميل.

وتعزيز الثقة بالاسير يتم من خلال مكوثه عدة اشهر في الاقسام كي يتأكد انه في سجن ويبني علاقات اجتماعية وطبيعية مع الجميع، وكثيراً ما صدرت قرارات اعتقال اداري وسلمت للاسير عند نزوله الى اقسام العملاء، وهي قرارات زائفة يتبعها الشاباك لتعزيز الاعتقاد لدى الاسير انه انهى التحقيق واصبح محكوماً.

ان الخطر الحقيقي لما يجري في غرف العملاء هو اقناع الاسير بأن يتحدث بكل ما يعرفه بحجة توفير الحماية لأشخاص لم يعترف عليهم عند الشاباك ولم يعتقلوا، وان دور التنظيم في السجن هو ابلاغهم في الخارج بأنه لم يجري اعترافات عليهم لكي يطمئنوا او ان المخابرات سألت عنهم كي يأخذوا الحيطة...والاسير الذي يرفض الادلاء بكل ما يعرفه يتم اتهامه بالخيانة وعدم التعاون مع التنظيم وتمارس عليه ضغوطات نفسية وجسدية صعبة..

والخطر الاخر الذي يجري في غرف العملاء هو ان اعداد كبيرة من الاسرى تعيش في هذه الاقسام وتمارس دورها على اعتقاد انها تمارس دوراً تنظيمياً ووطنياً وهي مخدوعة لا تدري انها تخدم المخابرات بدون علمها.

وقد لوحظ من خلال متابعات نادي الاسير الفلسطيني ان العديد من الاسرى الذين حقق معهم في مراكز التحقيق الاسرائيلية قد صمدوا وقدموا صورة مشرقة وصموداً رائعاً ولم يدلوا بأي اعتراف داخل اقبية التحقيق، ولكن عند نقلهم الى غرف العملاء ادلوا باعترافاتهم دون علمهم بأنهم موجودون بين العملاء وقدموا افادات خطية بهذه الاعترافات، وعند خروجهم من غرف العملاء ورجوعهم الى مراكز التحقيق تفاجئوا بأن الافادات الخطية التي قدموها في غرف العملاء موجودة بين يدي رجالات المخابرات، لتسرق منهم ساعات وايام معدودة في غرف العار ازهى سنوات اعمارهم.

ان نادي الاسير الفلسطيني يعتبر اسلوب انتزاع اعترافات بالخداع عن طريق غرف العملاء هو جزء من تعذيب المعتقل نفسياً وتدميره معنوياً ووطنياً، وهو عمل غير مشروع وغير قانوني ولا تعتبر الاعترافات في غرف العملاء اعترافات قانونية ودلائل ثابتة تقدم للمحكمة ولكنها تستغل لزيادة الضغط على المعتقل وخاصة بعد ان يتم سحبه من غرف العملاء ويجد نفسه بين ايدي المخابرات ثانيةً في غرف التحقيق.

لقد اعتبرت المؤسسات الحقوقية والقانون الدولي الانساني ان انتزاع الاعترافات في غرف العملاء يعتبر تعذيباً وطالبت حكومة الاحتلال بمنع استخدام هذا الاسلوب، وقد حظرت محكمة العدل العليا الاسرائيلية في 6/9/1999 استخدام ذلك الا ان المخابرات الاسرائيلية لم تستجب لهذا القرار وما زالت تمارسه بأساليب مختلفة وتعتمد بشكل اساسي عليه في انتزاع الاعترافات من الاسرى الفلسطينيين.