الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: المقاومة الشعبية ومسار م.ت.ف السياسي حلقات لانجاز مشروعنا الوطني

نشر بتاريخ: 21/04/2010 ( آخر تحديث: 21/04/2010 الساعة: 20:59 )
رام الله -معا- اعتبر رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض أن الحضور الدولي الرسمي في افتتاح المؤتمر الخامس للمقاومة الشعبية السلمية يؤكد الاجماع الدولي المتنامي في دعم المقاومة السلمية، ويأتي في اطار الاجماع الدولي الذي أعلنت عنه اللجنة الرباعية في موسكو، لدعم ومساندة برنامج عمل السلطة الوطنية، واصرارها على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين.

وأكد فياض أمام المؤتمر، وبحضور ممثل الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سري، وسفراء وقناصل الدول العربية والأجنبية، وقادة القوى السياسية الفلسطينية، والمئات من نشطاء حركات التضامن الدولية، وقادة ونشطاء المقاومة الشعبية السلمية، على أن تنامي حالة الوعي والالتفاف الشعبي حول المقاومة الشعبية السلمية والجهد الوطني المبذول لبناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية كمسارين متلازمين عضوياً ويتكاملان مع مسار النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، لضمان انجاز أهداف مشروعنا الوطني.

وشدد على أن المسارات الثلاثة المتمثلة في المقاومة الشعبية السلمية، وبرنامج السلطة الوطنية لبناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات تمهيداً لاقامة الدولة، ومسار النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية مع كافة الأطراف الدولية وفي كافة المحافل، هي مسارات متكاملة ومترابطة. وأضاف "بالقدر الذي نحقق فيه مزيداً من التقدم والالتفاف الشعبي حول مساري المقاومة والبناء لاقامة الدولة، تتعاظم عناصر القوة الذاتية الكفيلة بتعزيز المسار السياسي، وتقريب شعبنا من لحظة الخلاص من الاحتلال".

وأكد رئيس الوزراء أن اتساع حالة الاجماع الوطني حول المقاومة السلمية والبناء، وترابطها مع الاجماع الدولي غير المسبوق في دعم حقوق شعبنا تجعل الأمل والارادة عنواناً للمرحلة الراهنة نحو المزيد من حشد الهمم والطاقات والتقدم والثقة بانجاز حقوقنا الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير، وأضاف " الأمل يعزز الارادة التي بدورها تصنع الأمل".

وشدد فياض على أن المقاومة السلمية وورشة البناء الجارية لاستكمال بناء مؤسسات الدولة، وبنيتها التحتية، ومشاريع التنمية ودعم الصمود، تمثلان جوهر ومرتكز برنامج السلطة الوطنية وخطة عملها لتعزيز قدرة شعبنا على الصمود والبقاء على أرضه، وقال " البقاء مقاومة "، وأضاف "إن تعزيز قدرة شعبنا على البقاء في مواجهة المشروع الاستيطاني الاحتلالي تمثل المربع الأول في اي جهد حقيقي يستهدف انهاء الاحتلال".

وشدد فياض على أن شعبنا مصمم على متابعة الطريق لانجاز مشروعه الوطني، المتمثل أساساً في انهاء الاحتلال عن كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، وأضاف أن هذا يتطلب الاسراع في انهاء حالة الانقسام، واعادة الوحدة للوطن ومؤسساته، لاقامة دولة فلسطين المستقلة في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منهاالقدس الشرقية العاصمة الأبدية لدولتنا.

واعتبر رئيس الوزراء أن ما يسمى " بقرار منع التسلل رقم 1650"، يستهدف اقتلاع وترحيل فئات واسعة من شعبنا، كما يستهدف المتضامنين الأجانب بما في ذلك الاسرائيليين، في محاولة لعزل المقاومة الشعبية السلمية عن مضمونها الأساس الذي أعاد الاعتبار للنضال الوطني الفلسطيني، ونجاحها في جذب الدعم الدولي لقضية شعبنا وحقوقه العادلة، وجدد رفض السلطة الوطنية لهذا القرار، وطالب بالغائه، وقال " نحن باقون هنا. فشعبنا متمسك بأرضه وحقوقه، ولن يرحل عنها، وعلى الاحتلال أن يرحل"، وختم حديثه بالقول: " نقول لهم لا.. على الاحتلال أن يرحل الاحتلال هو الذي يجب ان يرحل، وليس ابناء شعبنا ومتضامنيه".

وهذا نص الكلمة الارتجالية التي ألقاها رئيس الوزراء

أرحب بكم جميعا وأخص المتضامنين مع شعبنا، الذين قدموا من خارج فلسطين ليشاركوا في فعاليات هذا المؤتمر، مؤتمر بلعين الدولي الخامس للمقاومة الشعبية، بما في ذلك من اسرائيل، كما وأخص أيضا ضيوفنا لهذا اليوم، ممن شرفونا من البعثات الدبلوماسية ممثلين للأمم المتحدة، ولدولهم العربية والأجنبية. شكراً لكم جميعا على وجودكم معنا، وعلى تضامنكم مع شعبنا هنا في بلعين كما في سائر مناطق الوطن.

فشعبنا وبشكل يومي يتحدى الاحتلال، فيما بدا كنموذج في بلعين وتعمم شيئاً فشيئا، إلى أن أصبح حركة تتسع يوماً بعد يوم، وتحظى باجماع وطني وقبول شعبي واسع، كما وأيضا التضامن الدولي المنقطع النظير فشكراً لكم جميعا.

وأبدأ بالاشارة الى ما استمعت إليه في كلمة الاخ عبد الله ابو رحمة من المعتقل الاسرائيلي، والذي عبر عن لسان حال زملائه من أسرانا، من أسرى المقاومة الشعبية للجدار والاستيطان. ومن الألاف من أسرانا في المعتقلات الاسرائيلية، ونتحدث اليوم بعد أربعة أيام على احياء شعبنا لفعاليات يوم الاسير لهذا العام، فلهم جميعاً كل التحية والتقدير والاكبار على تضحياتهم. كما ونقف اجلالا واحتراما لذكرى شهدائنا جميعاً، ونحن هنا في بلعين نستذكر ونترحم على باسم أبو رحمة، وعلى كافة شهداء الأمة، وفي المقدمة الاخ الرئيس الخالد فينا جميعاً أبو عمار...، نقف اجلالاً واحتراماً لتتضحياتهم، ولتضحيات شعبنا، ولصموده عبر عقود متصلة من المعاناة والاضطهاد من هذا الاحتلال، والذي آن الآوان له أن ينتهي.

وتشكل حركة المقاومة الشعبية السلمية لمناهضة الاستيطان والجدار حلقة أساسية من حلقات هذا النضال المتواصل ضد الاحتلال، وينعقد مؤتمر بلعين الدولي السنوي لهذا العام والمشروع الوطني الفلسطيني يتقدم نحو تحقيق اهدافه على ثلاثة مسارات متوازية، المسار الاول: هو المسار الذي نحتفل به اليوم ألا وهو مسار المقاومة الشعبية السلمية، وأما المسار الثاني: فيتمثل بالجهد المبذول من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية على كافة المستويات الرسمية والاهلية للاستعداد لقيام دولة فلسطين المستقلة على كامل اراضي فلسطين التي احتلت عام 1967 في قطاع غزة وفي الضفة الغربية وفي القلب من ذلك كله في القدس الشرقية العاصمة الابدية لدولة فلسطين، وأما المسار الثالث: فهو النضال السياسي الذي تخوضه وتقوده منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وبما يضمن تحقيق كافة حقوق شعبنا بالحرية والعودة والاستقلال وتقرير المصير.

هذه هي المسارات الثلاث، وهى حلقات متداخلة يشكل العنصران الاول والثاني فيها، أي المقاومة الشعبية السلمية من جهة، والجهد الوطني المبذول للاعداد لقيام الدولة من جهة اخرى، عنصرين أساسيين من القوة الذاتية الداعمة للنضال الوطني السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية. وهنالك الكثير من التداخل الايجابي والكثير مما تحقق من وحدة حال بين الموقفين الرسمي والشعبي ازاء هذه الرؤية، وازاء هذا الارتباط العضوي بين المقاومة الشعبية السلمية، والجهد الوطني المبذول للإعداد لقيام الدولة. هنالك بالفعل تداخل، وهذه حلقات متداخلة حتى بالشكل وليس بالمضمون فقط، فعندما نتحدث على سبيل المثال عن ما تم تحقيقه والتقدم فيه على مستوى مقاطعة منتوجات المستوطنات، فهذا أمر أراه وليداً للفكر الاساسي الذي وجه الحركة الشعبية السلمية لمناهضة الجدار والاستيطان منذ اليوم الاول، وقطعنا شوطاً بعيداً في هذا المجال، وسنتمكن انشاء الله من تنظيف السوق الفلسطيني من كامل هذه المنتجات بحلول نهاية العام الحالي. هنالك تداخل شكل قاعدة شعبية واسعة للالتفاف حولها بهذه المكونات الاساسية، وهي عناصر قوة أساسية لتعزيز القوة الذاتية. فهناك تداخل ايضا بين هذين المسارين مسار المقاومة الشعبية السلمية، ومسار البناء والاعداد لقيام الدولة، من خلال ما تم ويتم تنفيذه بالفعل من مشاريع في مختلف مواقع الوطن، وخاصة في تلك المناطق المتضررة والمهددة والمهمشة بشكل رئيسي من الجدار والاستيطان، وهنا في بلعين كما في سائر المناطق الاخرى التي تضررت كثيراً من هذا المشروع الاستيطاني الاسرائيلي، هنالك تداخل بالفعل وبالمضمون وبالشكل، وإن هذه المبادرات والمشاريع تهدف وهدفت بالمقام الاول الى تمكين مواطنينا من الاستمرار بالصمود والثبات والبقاء على ارضهم، وكما أكدت في اكثر من مناسبة، فهو يشكل المربع الاول في أي جهد حقيقي يرمي لانهاء الاحتلال الاسرائيلي، وهذا عنصر هام من عاناصر استنهاض القوة الذاتية، ودافع أساسي على كافة المستويات والمسارات بما يوفر الدعم اللازم للنضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية.

نعم، على درب البناء والاعداد والتهيئة اللازمة لقيام دولة فلسطين، تم تنفيذ العديد من مشاريع دعم الصمود، وبما غطى قبل ثلاثة أشهر الألف الأولى منها، وكما أشرت عندما احتفلنا بتنفيذ المشروع رقم ألف في صير في محافظة قلقيلية وقلنا "في صير كل شيء بصير"، فإننا نتوقع أن نتمكن من تنفيذ الألف الثانية من هذه المشاريع بحلول نهاية العام الحالي، مستفيدين في ذلك مما تراكم من خبرة في تنفيذ تلك المشاريع، وخاصة في المناطق المسماه "ج"، بما في ذلك في المناطق الواقعة خلف الجدار، فليس من أراضنا التي احتلت عام 1967، أراضي متنازع عليها، فكلها أرض محتلة، وعليها جميعها ستقوم دولة فلسطين المستقلة بداية بالقدس الشريف، والتي لن تكون إلا العاصمة الابدية لدولة فلسطين، كما في الاغوار....، نعم مستفيدين من تجربة وانجاز تمكننا باذن الله من تنفيذ رزمة الألف الثانية من مشاريع التنمية ودعم الصمود، في مختلف المناطق، وبما يوفر لمواطنينا في مختلف اماكن تواجدهم في القرى وفي المدن وفي المخيمات وفي الخرب وفي مضارب البدو، المزيد من الامكانيات لتمكينهم من الصمود والثبات على أرضهم والعيش الكريم عليها، نعم هنالك تلاقٍ بين كافة هذه المسارات.

اذ نلتقي اليوم تحت عنوان المقاومة السلمية المناهضة للجدار والاستيطان، فالبقاء على الارض هو المربع الاول في هذه المقاومة، فأي جهد حقيقي يساهم في البقاء على الارض هو مقاومة، وكل ما يبذل من جهد لتمكين مواطنينا من الاستمرار في البقاء على ارضهم يشكل درجة عالية جدا من اشكال هذه المقاومة التي يمارسها شعبنا على كافة المستويات، مُتَحدين هذا الاحتلال، ومتحدين هذا المشروع الاستيطاني الاسرائيلي.

نعم هذه المسارات متداخلة ومترابطة بأشكال عدة وبما يمكن مواطنينا مرة اخرى من الاستمرار في الصمود والثبات، وهو الصمود الاسطوري الذي حافظ على مشروعنا الوطني على مدار عقود متصلة من الزمن، زمن المعاناة، منذ التشرد والنكبة، ومروراً باحتلال عام 1967، وما تلاه من فصول صعبة تاريخية، وآخرها في تاريخنا الفلسطيني المعاصر بطبيعة الحال الانقسام، والذي لا بد ان ينتهي وهذا عنصر أساسي لا بد من تحقيقه، فلا بد من إعادة الوحدة للوطن ولمؤسسات الشعب الفلسطيني، اذا ما كان لنا ان نتمكن من تحقيق اهداف مشروعنا الوطني المتمثلة أساسا في انهاء الاحتلال الاسرائيلي وتمكين شعبنا من ان ينعم بما هو حق طبيعي ومطلق لسائر شعوب الارض، الا وهو العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة لنا على كامل ارضنا التي احتلت في عام 1967.

هذه هي المسارات وهذه هي الرؤية والتداخل بينها، وهذا بطبيعة الحال يندرج تحت عنوان الصمود والثبات والتمكين الذاتي، وهذا ما جعل من "الامل والارادة" العنوان الأبرز لهذه المرحلة، نعم "الامل والارادة" هو العنوان الأبرز لهذه المرحلة النضالية من نضال شعبنا الفلسطيني، فالارادة تصنع الامل، والامل بكل تأكيد يعزز الارادة، هذا ما نراه وهذا ما تحقق ، اذ بالاضافة الا ما تم تنفيذه من خلال المبادرات والمشاريع التي تم تنفيذها بناء على رؤية مواطنينا للاولويات حسب الاحتياجات في مختلف المناطق، فبالاضافة إلى توفير تلك الاحتياحات في مختلف المجالات، تحقق امر اخر في منتهى الاهمية، ألا وهو تنامي الشعور بالثقة بالنفس والقدرة على الانجاز...، فهذا الامل يعزز الارادة التي بدورها تصنع هذا الأمل، هذا ما نتحدث عنه، وعندما نستعرض ما تحقق من ايجابيات، معظمها ان لم يكن كلها، لهذه الحركة المناضلة، لحركة اللجان الشعبية المقاومة للجدار والاستيطان، من جملة ما تم انجازه على مدار العام منذ انعقاد المؤتمر الدولي الرابع في بلعين. فاننا نتحدث عن تزايد الوعي الدولي بضرورة انهاء الاحتلال كما عبرت عن ذلك المبادرات المختلفة في عدد من دول العالم ازاء الكيفية التي يتعامل بها مع هذا المشروع الاستيطاني الاسرائيلي بكافة مكوناته، والتدمير الذي ألحقه بأرضنا الفلسطينية، ومشروعنا الوطني، بما في ذلك في القدس الشرقية. حيث بدأ العالم بالفعل يتحرك باتجاه تفعيل فتوى لاهاي التي صدرت في عام 2004، وبدا ذلك واضحا في العديد من القرارات والمبادرات في عدد من الدول الاوروبية التي بدأت بالفعل بتنفيذ سياسات وتوجهات قائمة على الاقل على أساس ألا تعطى منتجات المستوطنات المعاملة التفضيلية... ففي هذا تقدم، وكما نرى أيضا مظاهر تقدم اخرى فيما تم تقديمه من قضايا، وحسم الكثير منها، وما بدا من تعاظم بالجهد المتزايد لاستثناء منتجات المستوطنات ومقاطعتها.... في كل هذا تقدم، كما ان ذلك كله يتزامن وكما ذكرت مع الجهد الوطني المبذول على كافة المستويات للتأكد من ضمان تنظيف السوق الفلسطينية من منتجات المستوطنات. فهذه كلها ايجابيات.. بالاضافة لذلك ما تحقق من التفاف شعبي حول هذه المبادرات وحول هذه الرؤية بمقوماتها الاساسية لاستنهاض عناصر القوة الذاتية. نعم، اتحدث عن المقاومة الشعبية السلمية لمناهضة الجدار والمشروع الاستيطاني، وعن الجهد الوطني المبذول للاعداد لقيام الدولة، وبما شكل على ما اعتقد للمرة الاولى وحدة حال تامة على المستويين الرسمي والاهلي في المتابعة، ان كان ذلك في ممارسات وأنشطة اللجان الشعبية والمقاومة الشعبية السلمية، أو من خلال ورشة العمل والبناء على درب الاعداد والتمهيد لقيام الدولة، وفي هذا ايضا عنصر ايجابي اساسي، اضافة الى ما حصل من تنامي بالشعور على المستوى الوطني بأن كل هذه الاهداف والمسارات التي نتحدث عنها هي اهداف موحدَّة لشعبنا الفلسطيني، بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية واماكن تواجدهم. اذ كنا نتحدث عن انهاء الاحتلال فهذا هدف موحِّد جامع لشعبنا، وان كنا نتحدث عن اقامة الدولة على حدود الرابع من حزيران بعاصمتها القدس الشرقية فهذا ايضا هدف موحد. إذن هنالك هذا الالتفاف الشعبي، هنالك وحدة الحال بين المستويين الرسمي والأهلي، بالاضافة إلى ما حصل من تنامي كبير في الوعي الدولي بشان هذا المشروع الاستيطاني الاسرائيلي وما يشكله من خطر وجودي على أية امكانية لضمان تحقيق حل عادل ودائم، بما يكفل لشعبنا أن ينعم بعيش حر في دولة مستقلة، وقد بدا ذلك جلياً في الموقف الذي عبر عنه الاتحاد الاوروبي في شهر كانون أول – ديسمبر العام الماضي، بكل ما تضمنه من عناصر قوة أساسية أكيدة، ان كنا نتحدث بشان تثبيت مرجعية عملية السلام بكافة مكوناتها، ان كنا نتحدث عن حدود الرابع من حزيران كاساس للحل...، ان كنا نتحدث عن انطباق هذا المفهوم أي الرابع من حزيران 1967 على القدس...، ان كنا نتحدث عن الاقرار الفعلي بالقدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطين...، ان كنا نتحدث ايضا عن ما اعرب عنه الاتحاد الاوروبي في ذلك اليوم من دعم لجهد السلطة الوطنية الفلسطينية في مجال البناء والاعداد لقيام الدولة، وهذا يسجَّل للاتحاد الاوروبي. حيث انعكس هذا الموقف التاريخي في الموقف الذي عبرت عنه اللجنة الرباعية الدولية في موسكو في التاسع عشر من الشهر الماضي قبل حوالي شهر فقط من اليوم اذ نرى عندما نقرأ البيانين عناصر مشتركة بين البيان الاوروبي وما صدر عن اللجنة الرباعية في موسكو في الاجتماع الأخير، هذا تقدم.. العالم برمته اليوم يقف موحداً في رؤيته الداعمة لحق شعبنا في العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له... هذا ما عبر عنه المجتمع الدولي ممثلاً بالرباعية في موسكو الشهر الماضي عندما اعرب عن دعمه القوي وغير المشروط للسلطة الوطنية الفلسطينية الرامي لاقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة على كامل أراضينا التي احتلت عام 1967، وهذا عنصر قوة أساسي لشعبنا في هذه المرحلة من مراحل نضاله الطويل من أجل الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.. علينا أن نحسن استغلالها .. علينا أن نكثف جهودنا وعلى كافة هذه المسارات، ان كنا نتحدث عن مقاومة شعبية سلمية، او ان كنا نتحدث عن مضاعفة الجهود لاكمال البناء والبنيان لقيام الدولة، هذا ما علينا القيام به، كما علينا أن نضاعف الجهود للاستمرار في التصدي لكل ماهو سلبي بما في ذلك الوقوف غي وجه امعان هذا المشروع الاستيطاني في المزيد من الاستيطان...، في المزيد من التهام الأراضي. وأخر مثال على ذلك القرار العسكري الاسرائيلي. فبالاضافة إلى تهديده لشريحة واسعة من أبناء شعبنا وامكانية استخدامه، كما عمد الاحتلال الاسرائيلي وعلى مدى عقود من الزمن، بوجوب استخدام مثل هذه القرارت حيثما حلى له ذلك، فإنه أيضاً يستهدف هذه الحركة الشعبية المناهضة للجدار والاستيطان، وإن هذا القرار يستهدف فيما يستهدف النشطاء من مختلف أنحاء العالم الذي يحضرون للتضامن مع أبناء شعبنا... هذه الحركة الرائدة المبتكرة والمبدعة التي نجحت وبامتياز في اجتذاب الدعم الدولي وفي حشده لجانب قضيتنا، وليس في ذلك اطلاقاً أي غرابة... هذه الحركة تجمعها مع حركات التحرر الوطني وتجارب الشعوب المختلفة نحو الحرية والاستقلال والمساواة، قيمة انسانية عظمى بالغة الأهمية ألا وهي العدالة... العالم كله يقف موحداً مع شعبنا في سعيه لاحقاق الحق والعدالة، هذا ما نتطلع اليه... ، هذا ما نجحت الحركة الرائدة بابداعاتها في جذبه وحشده من دعم دولي، من ضروري المحافظة عليه وتطويره، لا بل والبناء عليه من اجل تمكيننا من تحقيق المزيد .. إلى أن نصل إلى تحقيق أهداف مشروعنا الوطني كاملة .. هذه العناوين الأبرز التي تجول ببالنا نحن .. فلسطينيين، وعرب ومتضامنين من مختلف أنحاء العالم.

مرة اخرى اشكركم جزيل الشكر على جهودكم .. أتحدث الآن عن اللجان الشعبية، ان كنا نتحدث عن اللجان الشعبية هنا في بلعين فاننا في نفس الوقت نبعث بالتحية والاجلال والتقدير للجان الشعبية في كافة المناطق على هذا الابداع، على هذا النجاح، على ما ساهم ذلك كله في تحقيق وحشد الدعم دولي.

أشكر المتضامنين الأجانب ممن حضروا إلى فلسطين ليكونوا معنا اليوم، وفي حضور ممثلي الدول والمؤسسات الدولية العاملة في فلسطين معنا اليوم، أشعر تماما وكأن العالم كله معنا في هذا اليوم، نعم هذا ما نشعر به، نعم هذا كله جهود اللجان الشعبية، تعاظم التعاطف والدعم الدوليين، وما نراه يومياً في هذا المجال نجح في خلق حالة من الوعي التام على المستوي الدولي بحتمية انهاء الاحتلال. لن تثنينا اجراءات اسرائيل الاحتلالية، فنحن على هذه الأرض باقون ، والاحتلال إلى زوال، وان كان القرار العسكري الاسرائيلي 1650 يهدف إلى اقتلاعنا وإلى تهجيرنا ، نقول لهم لا.. على الاحتلال أن يرحل، الاحتلال هو الذي يجب ان يرحل، وليس ابناء شعبنا ومتضامنيه.

وشكرا لكم على تواجدكم معنا .