زووووووووووم * يكتبها : وجدي الجعفري
نشر بتاريخ: 22/04/2010 ( آخر تحديث: 22/04/2010 الساعة: 11:54 )
وداعا يا صاحبي،
في صباح يوم الجمعة السادس عشر من هذا الشهر تلقيت كغيري خبر وفاة الزميل والصديق الصحفي الرياضي تيسير جابر، تألمت كثيرا، وفجعت كغيري بخبر الوفاة وخاصة أن الاخبار الاخيرة التي جاءت من الاردن كانت تقول إن هناك تحسنا بسيطا طرأ على صحته، خبر الوفاة تناقلته وكالات الأنباء كانتقال النار في الهشيم، مات تيسير، انتقل تيسير إلى الرفيق الأعى، رحل تيسير إلى الدار الاخرة .
كانت الفاجعة والألم لما يمثله تيسير المناضل الانسان من "حالة " جمعت بين النضال عندما حمل بندقية الثائر في يده ، وبين ما يمثله تيسير كقائد في العمل الرياضي، فتيسير بدأ حياة النضال عندما أصبح شابا يافعا وتمرس في العمل النضالي عندما كان الثوار ثوارا ، وانتقل إلى قواعد الثورة إلى تونس مع الفدائيين الذين خرجوا بقيادة أبي عمار إلى هناك وعاد إلى أرض الآباء والأجداد كما عاد العديد من أبناء شعبنا .
تيسير الذي فجعت كغيري بوفاته حمل الهم الفلسطيني ونقله بالصوت والصورة إلى مختلف بقاع العالم، فقد كان تيسير ناجحا، مقداما، شجاعا في عمله الإعلامي، كما كان شجاعا مقدما في مقدمة الفدائين في بيروت وتونس .
لقد كان لي الشرف أن أتدرب على يد تيسير بإعتباري طالبا جامعيا وأنشد المعرفة كدارس للصحافة في جامعة القدس، فقد استغللت الهامش الممنوح لي في أيام العطل وبعض الأيام الأخرى لأذهب إلى مكتب الجزيرة في رام الله لأكون أحد تلاميذه ، فكم كان تيسير إنسانا يريد أن يعطيني كل ما يملك من المعرفة، ولم يبخل علي بالإجابة على كل استفسار، فقد كان معلما ومدربا وصديقا واخا كبيرا .
كما حظيت أيضا بشرف مرافقته إلى سوريا لحضور ملتقى الإعلاميين الرياضيين العرب الثالث للمتخصصين بكرة القدم في شهر أيار من العام 2009 ، فكم كان تيسير حنونا، عطوفا، وفيا لاصدقاءه، ووفيا لفلسطين التي مات من أجلها ودافع عنها، فكان تيسير معنيا بتقديمي للجميع، ويتحدث بفخر واعتزاز عن الإعلام الرياضي الفلسطيني، وعن التجارب الرائدة للإعلاميين الفلسطينيين حتى احترمه الصغير والكبير ، ولعل نتائج الانتخابات الأخيرة في المكتب التنفيذي للاتحاد العربي والأصوات التي حصل عليها خير دليل على ذلك .
لقد تحدث تيسير عن كل حالة فلسطينية للتحريض ضد الاحتلال وقدم معاناة الرياضيين الفلسطييين إلى كل الدول والشعوب، وما حضوره كل الاجتماعات العربية والدولية للصحفيين الرياضيين الا دليل وتأكيد على حرصه بتواجد فلسطين في كل المحافل، ما جعله يحظي باحترام ومحبة الجميع .
ولأن تيسيرا أحب الناس فقد جاؤوا يوم وفاته وفاء لهذا الرجل، فامتلأت شوارع بلدة جبع مسقط رأسه بالمشيعيين الذين جاؤوا من كل المدن: من الخليل وبيت لحم والقدس ورام الله وأريحا ونابلس وقلقيلية وطولكرم جاؤوا من الداخل وبكى الجميع كما بكت عائلته، وتأثر الجميع كما تأثر أبناؤه، فقد وجدنا تيسيرا يوم وفاته كما كان وحدويا دائما .
فنم قرير العين يا صاحبي، فالرجال من بعدك سيواصلون المسيرة، فتحية لك يوم ولدت ويوم مت وأنت مع الشهداء والأبرار .