الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللجنة الوطنية للاسرى: الاحتلال لا يزال يعتقل العشرات من الاسرى العرب

نشر بتاريخ: 22/04/2010 ( آخر تحديث: 22/04/2010 الساعة: 17:49 )
غزة- معا - قالت اللجنة الوطنية العليا لنصره الأسرى 2010 ان الاحتلال لا يزال يعتقل في سجونه العشرات من الأسرى العرب من دول عربية مختلفة، ومنهم من انضم الى قائمة عمداء الأسرى من سنين كالأسير السوري "صدقى المقت" والمعتقل منذ 25 عاماً .

وأوضح رياض الأشقر المدير الإعلامي باللجنة ان معظم الأسرى العرب يقبعون فى سجون عسقلان وجلبوع وهداريم، وان الاحتلال لا يفرق في المعاملة بينهم وبين الأسرى الفلسطينيين فجميعهم يعانون من نفس الظروف القاسية، مشيراً إلى ان معاناة الأسير العربي مضاعفه ، حيث انه لا يتمكن من زياره ذويه وأهله طوال فترة اعتقاله ، التي قد تمتد لسنوات طويلة،

وأشار الأشقر إلى ان سلطات الاحتلال تحتجز الأسرى العرب كرهائن سياسيين، وتتحجج بعدم قبول بعض الدول لمواطنيها إذا أراد الاحتلال أن يفرج عنهم ،حيث انتهت مدة محكوميات عدد منهم ، ولم يطلق سراحه كالأسير السعودي (عبد الرحمن العطيوى) .

وبين الأشقر أن الأسرى العرب مختلفون فى الجنسية ، ولكن معظمهم من الأسرى الأردنيين الذين يبلغ عددهم (35) أسيراً أردنياً حسب ما أكد (ميسرة ملص) مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمعتقلين الأردنيين في السجون الإسرائيلية ، وهناك (9) أسرى من هضبة الجولان، وأقدمهم الأسير( صدقى المقت) 42 عام وهو معتقل منذ 23-8-1985، وهو يعتبر عميد الأسرى العرب بعد إطلاق سراح "سمير القنطار" ومن بين الأسرى العرب(7) أسرى مصريين، وأقدمهم الأسير عاطف أحمد قديح، ومعتقل منذ 21/1/2000 ، وهناك أسير سعودي واحد وهو الأسير (عبد الرحمن العطيوى) ومعتقل منذ5/3/2005 ، وهناك عدد من المعتقلين السودانيين الذين اعتقلوا خلال محاولاتهم اجتياز الحدود مع الاحتلال للعمل .

واستغرب الأشقر قيام بعض الدول العربية بالدخول على خط المفاوضات بين الاحتلال و الفصائل الفلسطينية التى تأسر شاليط ، لضمان إطلاق سراحه، بل وتضغط على الفصائل احياناً للقبول بشروط ومعايير الاحتلال ، بينما تصمت ولا تحرك ساكناً تجاه مواطنيها المعتقلين لدى الاحتلال، مشيرا الى ان بعض هذه الدول لديه اتفاقية سلام مع الاحتلال، ومن المفترض الا يكون هناك أسرى حسب الاتفاقيات تابعين لهذه الدول الموقعة على اتفاقيات السلام .

وأوضح الأشقر ان الأسرى العرب يتعرضون لكافة الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيين من إهمال طبي متعمد ، واقتحام للغرف والتفتيش العاري ،والعزل الانفرادي وغيرها من الممارسات اللاانسانية ، والتي تتعارض من ابسط القوانين الدولية ، ولكن اخطر ما يعانى من الأسرى العرب هو سياسة الموت البطئ بسب الإهمال الطبي حيث يعانى عدد منهم من أوضاع صحية قاسية ،ومنهم الأسير المصري (عاطف قديح ) ومحكوم بالسجن لمدة 16سنة، ويتواجد في سجن نفحه، من فشل كلوي حاد، ويقوم بعلمية غسيل كلى مرتين شهرياً في مستشفى سوروكا، وهناك خطر شديد على حياته حيث لا يقوى على الحركة بمفرده ،ولا يمارس حياته إلا بمساعدة من زملائه الأسرى ولا يستطيع النوم من شده الألم، وقد وصلت حالته إلى هذا الحد نتيجة إهمال علاجه منذ أن عانى من ألام شديدة ولم يتلقى سوى المسكنات، إلى أن تبين إصابته بالفشل الكلوي المتأخر .

فيما يعانى الأسير السوري صدقي المقت من أوجاع مستمرة في الكبد والمعدة والعمود الفقري، دون أن تقدم له إدارة السجون العلاج المناسب لحالته الصحية ، فيما كان يعانى شقيقه( بشر) قبل إطلاق سراحه من مرض القلب و أجريت له عملية قسطرة فاشلة داخل السجون .

واستنكر الأشقر عدم مطالبة الحكومة السعودية إلى الآن بمواطنها الأسير (عبد الرحمن العطيوي) 37عاماً، خاصة انه أنهى مدة محكوميته منذ ما يزيد عن 5 سنوات، وترفض سلطات الاحتلال إطلاق سراحه بحجة عدم وجود دولة تريد استقباله على أراضيها .

وكشف الأشقر نقلاً عن مؤسسة مانديلا بان الأسير العطيوى يجبر على العمل في المناطق الزراعية في مدينة الرملة المحتلة داخل اراضى 48 ، تحت حراسة مشددة من رجال الأمن الذين يراقبونه على مدار الساعة ،كبديل عن وجوده في السجن، لحين تسليمه إلى دولة تابعة لهيئة الأمم المتحدة والتي جلس مندوبها معه في السجن قبل شهرين .

واعتبر اعتقال الأسير العطيوى بعد انتهاء مده محكوميته غير قانونى ، حيث انه معتقل منذ مارس 2005 ،وأصدرت محكمة عسكرية حكماً عليه بالسجن لمدة 3 شهور ، ومنذ ذلك الحين والاحتلال يرفض إطلاق سراحه .

حيث يتهمه بدخول أراضيه بطريقة غير مشروعة ، والأسير العطيوى من سكان مدينة تبوك الحدودية مع الأردن و متزوج ولديه ابنه ،ولم تكشف سلطات الاحتلال عن وجوده في السجن منذ البداية ،وإنما اضطرت لذلك بعد أن تعرف عليه اسري فلسطينيين أثناء وجوده في مستشفى سجن الرملة للعلاج بعد ان تدهورت جراء إضرابه عن الطعام لمدة أسبوعين بعد تعرضه لظروف عزل قاسية وتحقيق أستمر لأشهر, ويقوم الصليب الأحمر الدولي بمتابعة قضية الأسير العطيوى وإرسال مبلغ من المال له ما يعادل 30 دولار فقط ، وهى لا تكفى لسد احتياجات السجن فى الوقت الذي تحرم إدارة السجون الأسرى من حقوقهم ولا تقوم بواجبها تجاههم من توفير مستلزماتهم الحياتية داخل السجون حسب ما تنص عليه الاتفاقيات ذات العلاقة .

من جانبه اكد بهاء المدهون مدير عام وزارة الأسرى بالمقالة ان وزارته تتعامل مع الأسرى العرب او اسرى الدوريات, كما يطلق عليهم منذ عشرات السنين كالأسرى الفلسطينيين وتعتبرهم جزء أصيل لا يتجزأ من الحركة الوطنية الأسيرة ، لهم ما لنا وعليهم ما علينا .

حيث توفر الوزارة لهم رواتب شهرية كبقية الأسرى ، وتصرف لهم الكنتين ، تقديراً لتضحيات هؤلاء الأبطال الذين تركوا ديارهم وأهلهم من اجلنا ، ودافعوا بجانب إخوانهم عن الكرامة العربية والحق الفلسطيني .

كما أشار المدهون إلى انه نظراً لحرمان هؤلاء الأسرى من الزيارة أو الاطمئنان على ذويهم عبر الرسائل قامت الكثير من عائلات الأسرى الفلسطينيين بتبني هؤلاء العرب وتقوم بزيارتهم بشكل مستمر ويحضرون لهم ما يحتاجون من أغراض وملابس وأغطيه وغيرها ، وهذا يدل على مدى الترابط والأخوة والتلاحم الذي يعيشه الأسرى .

ووجهت اللجنة العليا للأسرى نداء عاجل إلى الجامعة العربية التي أصدرت العديد من التوصيات الهامة حول الأسرى الفلسطينيين والعرب ان تسعى بشكل جاد لإطلاق سراحه الأسرى العرب من سجون الاحتلال وعدم تركهم فريسة سهلة للسجان الذي يتعامل معهم بسياسة انتقامية نظراً لأنهم جاءوا من بلاد مجاورة ليقاتلوا بجانب إخوانهم الفلسطينيين، وهذا الأمر ليس غاية في الصعوبة والعرب يمتلكون الكثير من وسائل الضغط لتحقيق هذا الأمر .

كما دعت اللجنة وسائل الإعلام العربية المقصرة فى حق الأسرى العرب بضرورة إبراز قضيتهم ، وجعلها على سلم الأولويات لكى تضع الجميع أمام مسؤوليته تجاه الاسرى.