شبيطيات * يكتبها : محمود شبيطة - الرياض

بركان ايسلندا

لن تتوقف الظواهر الطبيعية عن الحدوث ما دامت الحياة على وجه الارض ، ولن تتوقف هذه الظواهر من فترة الى اخرى ان تذكر الانسان بانه لا يجوز له الاطمئنان حتى الاخير ، فلا احد يعلم رغم كل الدراسات والابحاث متى يثور بركان هنا او هناك رغم سباته لقرنين من الزمن كما يقال عن بركان ايسلندا والذي خرجت حممه من تحت الجليد لتشكل سحابة دخانية غطت القسم الاكبر من الاجواء الاوروبية.

هي ظواهر يريد الله بها ان يذكر الانسان غير المؤمن بانه موجود وقادر على كل شيء، وثورة بركان في اقصى شمال الكرة الارضية اربكت حياة البشر واثرت عليهم في كل انحاء العالم وكبدت الشركات خسائر بالمليارات ، وقد رايت بؤم عيني الناس في مطارات اوروبا صباح الجمعة الماضية بعد ان وجدنا ان الرحلة من بولونيا الى فرانكفورت الغيت .

ولحسن الحظ فقط تمكنا من ايجاد رحلة الى اسطنبول ومن ثم الى الرياض التي وصلناها فجر اليوم التالي ، وكان الاكث ر تاثرا ربما فريق برشلونة الذي وصل الى ميلانو بالباصات ، ما جعل مدربهم يقول بانه يشكر الانتر انه فاز على سيسكا موسكو والا ربما كان علينا ان نسافر الى موسكو بالباص! هذه الرحلة ادت الى تاثر اللياقة البدنية والذهنية للاعبين الذين واجهوا بركانا اخر من ابناء مورينو الذين احسنوا فعلا استغلال حالة الفريق واللاعبين البعيدين عن مستواهم المعهود لانهم غير متعودين على السفر بهذه الطريقة ومعروف بان التنقل في اوروبا هو الاسهل في العالم .

هذه الحادثة ذكرتني بالمباريات الودية التي كانت الفرق الاوروبية تلعبها في القاهرة في عز الصيف امام النادي الاهلي فهم قد يصلون قبل المباراة بيوم واحد في احسن الحالات فيكون البرنامج زيارة سياحية للاهرامات وركوب الخيل والجمال والمشي تحت الشمس وعندما ينزلون الى ارض الملعب يكتشفوا بان ارجلهم وعضلاتهم لا تطاوعهم.

فيخسورا ليقال بان الاهلي فاز على ريال مدريد وبنفيكا وغيره ، وطبعا هو تاريخ يسجل ! هذا ما حدث لنجوم الفريق العالمي برشلونة ليخسروا بثلاثة اهداف لهدف ربما تكون من الصعوبة تعويضها ، وقد رايت في عيون مشجعي البرشا الحزن والحسرة وهم يتابعون المباراة على امل تسجيل هدف يقلص الفارق بعد تعرضهم لبركاني ايسلندا والانتر ، لتكون مباراة الرد اكبر اختبار للفريق الكتالوني في معقله الرهيب.

ولان توابع البركان لم تنتهي فهناك من استفاد منها مثل الحكم السويسري الذي قاد مباراة الاهلي والزمالك في الدوري المصري مساء الجمعة ثم مساء الاحد كان يقوم بتحكيم مباراة السد والعربي في قطر ، ولم يتمكن الحكام الاوروبيون من الوصول الى الرياض لتحكيم مباريات المربع الذهبي ، فتم اسناد مباراة الديربي بين النصر والهلال الى الحكم خليل جلال الذي سيشارك مع حكام كاس العالم .

ولست ادري ان كان من حسن حظه او سوء حظه ان المباراة كانت ملتهبة منذ البداية بعد ان تقدم الهلال بثلاثية صاعقة في الشوط الاول وزاد هدفا رابعا مع بداية الشوط الثاني ليتذكر لاعبوا النصر ان لفريقهم كرامة يجب ان يحافظوا عليها فسجلوا ثلاثة اهداف متتالية وكادوا ان يحققوا التعادل الا ان الهلال الكبير سجل الهدف الخامس في واحدة من المباريات التي لا تنسى بين الفريقين الكبيرين.

في انتظار مباراة الرد التي ستكون الى حد ما سهلة للفريق الهلالي الذي يقول عشاقه بان الفريق الوحيد القادر على هزيمة الهلال في اسيا هو م نتخب اليابان! وما ان انتهت المباراة حتى تعرض الحكم الى هجوم عنيف والغريب انه من الطرفين ، ما جعل الكابتن سامي الجابر يقول باننا نتمنى ان تزول سحابة ايسلندا ليتمكن الحكام الاوروبيون من الحضور الى ملاعبنا .

وهناك من قال بان الحكم دق المسمار الاخير في نعش التحكيم السعودي ! رغم ان الكثيرين يرون بانه قاد المباراة بشكل جيد ولكنها الاشكالية الجدلية التي لا تنتهي حول التحكيم في كل المباريات ، حتى انه يقال بانه بعد مباراة برسلونة والانتر قال بعض لاعبوا البرشا لمورينو مبروك الفوز والحكم البرتغالي !

كلمة واجبة : اسمى ايات العزاء والمواساة لذوي الزميل المرحوم باذن الله تيسير جابر وعائلته والاسرة الرياضية والاعلامية الفلسطينية .