خبير التأمين عمرو الخطيب: التأمين نظام حماية للنفس
نشر بتاريخ: 23/04/2010 ( آخر تحديث: 23/04/2010 الساعة: 21:44 )
القدس -معا- كشف خبير التأمين المقدسي عمرو الخطيب عن غياب ثقافة واهمية التأمين لدى شريحة كبيرة من المجتمع الفلسطيني، واقتصار التأمين بصورة اساسية على تأمين السيارات.
واوضح خلال لقاء الاربعاء لنادي الصحافة في فندق ليغاسي بالقدس برعاية البروفسور امين سعود حباس ان تأمين المركبات يعتبر فرعا صغيرا جدا من شجرة التأمينات العملاقة التي تكتسح مجتمعات العالم المتحضر.
واشار الى بدايات التأمين منذ حوالي اربعة قرون على يد تاجر انجليزي اراد التأمين على سفنه التي تمخر عباب البحار وتتعرض اما للغرق او لهجمات القراصنة. فتم ابتداع ما يسمى بكفالة او ضمان السفن والبضائع المحملة بها لان التجارة هي التي كانت سائدة في تلك الايام خصوصا بين القارات .
وعلى ضوء ذلك تم تأسيس شركة (اللويتس) في لندن وهي من اكبر شركات التأمين العالمية تليها شركة (جنرال) الايطالية.
وركز الخطيب على اهم انواع التأمين وهو التأمين الصحي الذي اصبح اجباريا في السنوات الاخيرة منذ العام 1994 والذي شمل جميع قطاعات وفئات المجتمع، ليقفز قفزة جبارة مع بداية العام 2008 بالزام الشركات الخاصة او القطاع الخاص ببرنامج التقاعد الاجباري او الالزامي وهو من الامور المفيدة جدا لانه شمل مئات الالاف من العمال والموظفين غير الحكوميين.
واكد خبير التأمين ان من اهم ميزات التأمين الصحي هو الحصول على حقوق التقاعد شهريا ومخصصات العجز نتيجة لاية امراض او عوارض صحية قد تلم بالشخص ويستفيد منها شخصيا وكذلك افراد اسرته التي يعيلها وكذلك في حالة الوفاة هناك مخصصات شهرية ينتفع بها افراد اسرة الشخص المتوفى بما في ذلك راتب شهري للولدين اللذين في عمر اقل من 18 عاما.
وعدّد الخطيب بعض انواع التأمين وهي ثلاثة اساسية ، العامة والحياة والبحرية، فتأمين الحياة يعتبر عقدا شخصيا اختياريا بين الفرد واحدى شركات التأمين وله مواصفاته وشروطه وكذلك هناك تأمينات السرقات والحرائق على البيوت والمحال التجارية وغيرها من المؤسسات الاستثمارية والعامة، وتأمين التعهدات والمقاولات وتأمين الطرف الثالث والشامل وتأمينات البلديات والاخطاء المهنية لقطاعات مثل القانون والصحافة والاعلام واهل الفن وضد اضرار انفجار او تسرب المياه وتأمينات العمالة المستوردة من الاصابات والحوادث والتأمين البحري وتأمين السفر وتأمين الحيوانات الاليفة كالقطط والكلاب وغيرها. وفيما يتعلق بتأمين السيارات لفت الخطيب الى ان التأمين الاسرائيلي للسيارات لا يغطي مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، داعيا الى الانتباه الى هذه النقطة الهامة في حين ان حوادث الطرق الالتفافية معترف بها ويغطيها التأمين الاسرائيلي.
كما شرح قضية رسوم الحادث والتي تدفع في حالة كون الاضرار اكثر من قيمة الرسوم ذاتها فقط..! واكد ان التأمين في نهاية المطاف هو نظام حماية للنفس ولافراد الاسرة من السيارة التي يمكن ان تصبح ( لا سمح الله) اداة قتل وتخريب وتعطيل في لحظات لا تتجاوز رمشة العين..! واشار الى ان خصخصة صناديق التأمين تشكل حماية مهمة خاصة للفئات المهمشة من المجتمع او ذات الدخل المحدود.
وتطرق الى عملية التعويضات التي يفرضها التأمين والتي تصل الى مبالغ فلكية حسب نوع القضية. وعرّج على موضوعة التخمين والمحاكم للقضايا الصغيرة واجراءاتها واهمية معرفة المواطن لحقوقه الاساسية حتى لا يتعرض للغبن والظلم. وطالب وكلاء التأمين بضرورة رفع درجاتهم العلمية وتوسيع ثقافتهم التي اصبحت تتخطى المفهوم التقليدي للتامين العادي .
ورأى البروفسور امين سعود حباس ان شركات التأمين تشكل امبراطورية استثمارية ضخمة في العالم وان هذه الشركات مؤمنة نفسها ايضا مشيرا الى ان التأمين يصبح مطلوبا او مرغوبا حسب طبيعة المجتمع او الظواهر الطبيعية المحيطة .. ففي البلدان التي تتعرض للفيضانات هناك تأمين للحماية من الفيضان وفي المناطق التي بيوتها من خشب هناك تأمينات ضد الحريق وهكذا..! واضاف ان شركات التأمين باتت تشارك في مضاربات البورصة وتؤثر في اقتصاديات السوق نظرا لحجم استثماراتها الهائل وذك لأن التامين لم يعد قضية رفاهية بل هو يمس صميم حياة الناس ولكنه في بعض الحالات يخضع لعملية العرض والطلب ..!
وفاجأ صقر السلايمة المشاركين بملاحظات لطيفة عن قيام بعض الفناين من المطربين بالتأمين على الحنجرة واخرين على الشارب او على اطراف اصابع اليد فيما يخص الطبالين والسيقان والخصر الناعم فيما يتعلق بالراقصات .
وحذّر المهتم بالشأن الثقافي السلايمة من الاستهانة بالتأمين خاصة الصحي وضرب مثلا ، ان صديقا شخصيا له اضطر للدخول الى مستشفى اسرائيلي للعلاج دفع مبالغ طائلة هي تحويشة العمر لانه لم يكن مؤمنا تأمينا صحيا . واستهجن الكاتب محمد موسى كثرة مكاتب وكلاء التأمين، مشيرا الى ان هناك حلقة مفقودة في موضوع التأمين الشائك والمثير للجدل اجتماعيا ودينيا. وتساءل صاحب صالون الاحد الثقافي عماد منى عن كيفية تسويق موضوعة التأمين والتوعية بها وعن مواصفات وكيل التأمين.
فيما شن الكاتب نبيل الجولاني هجوما كاسحا على النظرة المتخلفة ازاء قضية التأمين في مجتعاتنا الشرقية عموما وانتقد ظاهرة النفاق الاجتماعي والتخلف الحضاري والثقافي ومحاولة زج المفاهيم الدينية في قضية حيوية انسانية تشكل بالفعل حماية للانسان من نوائب الدهر ومصائبه..!
ودعا الى منظومة فكرية وثقافية تعمل على التوعية باهمية حياة الانسان وضرورة المحافظة عليها وتأمينها وتحصينها من غدر الزمان..! وادار الحوار الممتع الصحفي والاعلامي محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة في القدس ونسّق له الكاتب الروائي عيسى قواسمي.