السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اللقاء الخامس ليوتوبيا .. رؤى عشتارية

نشر بتاريخ: 23/04/2010 ( آخر تحديث: 23/04/2010 الساعة: 23:56 )
غزة -معا- استضافت يوتوبيا "التجمع الشبابي من أجل المعرفة" في لقائها الخامس القاصات: أسماء الغول، نهيل مهنا وسماح الشيخ، والكاتبتين هدلا القصار وأمل عبيد.

وأدارت الندوة الإعلامية مشيرة أبو شماس التي رحبت بالحضور وبالأقلام النسائية القصصية والنقدية. بدأت القاصة مهنا بقراءة قصتها "سوء حظ"، أعقبتها ورقة نقدية أعدتها القصار أشارت فيها للنوعية في كتابة مهنا حيث التفاصيل التي نجحت في مخاطبة القارئ ومحاكاة توتراته النفسية والعاطفية. كما تحدثت القصار عن قصص مهنا الفنانة التشكيلية التي حوّلت الحياة الروتينية الغزية للوحات ناطقة بالأنا الجمعي، مدافعة عن حقنا في الحياة، ونبهت إلى العلاقة غير المتكافئة بين المرأة والرجل في قصص مهنا، وإلى التفاعل القوي مع الشخوص، والوصف المعبر لأيقونات المكان، والصراعات التي يعيشها الشباب داخل مجتمع متقلب، ووصفت كتابة نهيل بالبسيطة والتلقائية وقالت عن عناوين القصص "روائح شعرية بسخرية سوداء".

وأكدت على الاختلاف في قصص مهنا والمغاير لاجترار العديد من الكُتاب ذات الأفكار بذات التناول خاصة ما يتعلق بالاحتلال والمرأة. ثم قرأت القاصة سماح الشيخ قصتيْها "مصيدة الخوف" و"بطولة"، أعقبتها دراسة عبيد التي تحدثت فيها عن قصص الشيخ وأهم ملامحها حيث القصة اللقطة والفنتازيا المنطقية والجنوح من التفسير للتأويل، والواقعية الشديدة رغم تلونها بالعبث. وضربت مثلاً بقصة "بطولة" التي تمتاز بالدهشة والمفارقة على مستوى الشخصية حيث "هو" طفل، ليس كما توقعنا، وعلى مستوى الفعل الدرامي أو الموضوع، حيث كان عملاً مأساوياً لا بطولة كما تصورناه، أو هو بطولة من وجهة نظر الطفل فقط. ثم قرأت القاصة أسماء الغول قصتين من مجموعتها الأولى "مسافات النسيان" و"قبر أمي" وكذلك نصاً بعنوان "جاسوسية" من كتابها الثاني تحت الطبع بعنوان "مدينة الحب والحرام"، وهو نصوص في سرد المكان. تلتها قراءة عبيد لثلاث قصص/لقطات من مجموعة الغول الأولى: "جلوس"، "إدراك"، "تأويل الحرير".

ثم تحدثت عبيد عن قصص الغول التي تميزت –حسب رأيها- بقدرة التنقل بين الضمائر بحرفية، حيث البوليفونية أو تعدد الأصوات، كما امتازت بالكثافة في القصة اللقطة، وترى عبيد أن قصص الغول هي لقطات ذاتية شديدة الخصوصية.

وبدأ الكاتب عبد الرحمن شحادة الجولة الأولى من النقاش بالثناء على الشعر المنثور وإزاحة التسلط الذكوري في قصص مهنا، وكذلك عمق النظرة عند القصار، ورأى في قصص الشيخ مزجاً للواقعية بالرمزية وبأنها نموذج رائع للأدب السريالي. كما نقد الواقعية السياسية عند الكثير من الكتاب الذين استغلوا المعاناة الجمعية لكتابة قصص رديئة.

سامي قرموط وجه سؤاله لعبيد حول إذا ما كان نقد معين لكاتب يمكن أن يشكل سحابة على أعمال هذا الكاتب لاحقاً. الكاتب عبد الكريم عليان نقد المشهد الأدبي حيث تهميش المرأة وضعف الإنتاج الأدبي كيفاً، ومدح أدب الفانتازيا عند الشيخ. محمود الخطيب حاول أن يقدم نصاً موازياً لما سمع، وأشاد بالتجديد في القصة القصيرة. السيد حسن أبو هدة انتقد الألفاظ الأجنبية في قصص نهيل، وتحدث عن نقد المدح.

بعد ذلك قدمت القاصات قراءات جديدة بدأتها الغول بنص "مولوتوف"، وقرأت مهنا قصص من دراما وكوميديا، وقرأت الشيخ "ناقص واحد". ثم بدأ السيد رامي مراد الجولة الثانية من النقاش حيث مدح الجرأة في التناول عند القاصات خاصة الغول في كتابها الجديد، وكذلك رأت روان الصوراني في نص الغول نصاً ثورياً. الكاتب يوسف أبو علفة أشار لعلاقة السيكولوجيا والأيدولوجيا بالنص الأدبي ومدى تدخلها في صياغته.

الكاتب محمود الشيخ ديب أكد على أن الكتاب هم ضمير المجتمع وانتقد تلون بعض الكتاب وتغير أساليبهم أو بصماتهم الأدبية حسب المناخ. السيد محمد النجار تحدث عن التفاصيل عند مهنا وغياب النمط التقليدي عند الشيخ، وجمال النص عند الغول رغم نحوه للمقال. السيد طلعت قديح أكد على أن النقد ليس مدحاً أو ذماً وعلى وجوب الاهتمام باللغة نحواً.

فيما اشار الكاتب علي أبو خطاب إلى وجوب استيعاب اللغة العربية للألفاظ والمصطلحات الأجنبية حتى تتطور ولا تعاني الجمود، وأكد على أن الفكرة أهم من التدقيق اللغوي، فكثير من الكتاب الكبار هناك من يدقق كتاباتهم لغوياً وفي الوقت نفسه هناك الكثير من النصوص التراثية الجميلة لغوياً ومسبوكة نحواً وصياغة لكنها تفتقر للفكرة والجديد، فالأولوية حسب رأيه للفكرة والأسلوب وأدبية النص أكثر من لغته.

وأبو خطاب أشار إلى أن عشتار ما تزال ربة للحب والخصب وشهرزاد ما تزال سيدة الكلمة، وتمنى من القاصات التنويع والتجريب في كتاباتهن القادمة، وأشاد بالتوجه الجديد في كتاب الغول الثاني شكلاً ومضموناً، كما تمنى استمرار المشروع النقدي عند عبيد والقصار، وتجليه في دراسات بل كتباً نقدية مطبوعة.

وقد أكد الأمين العام للتجمع الشبابي من أجل المعرفة أحمد عرار على أهمية الاحتفاء والدعم للنساء الكاتبات والأديبات، مؤكدا أن "لا مجتمع للمعرفة بلا نساء" مضيفا أن التجمع بصدد تنفيذ عدد من المشاريع لدعم الكاتبات، كما أشار عرار إلى عدة برامج ودورات سيتم تنفيذها من اجل تطوير مهارات الكتابة الإبداعية لدى الكاتبات الشابات.

وفي ختام اللقاء كان للضيفات تعقيبهن فأشارت الغول لحضور الفلسفة والبوليفونية والتأمل عن وعي في مجموعتها القصصية، أما كتابها الثاني فأرادت به جرأة الطرح والحديث عن المسكوت عنه. أما الشيخ فأكدت على تجاوزها للمدارس وميلها للفنتازيا وأبرز أمثلتها عند بورخيس وكافكا. ورأت مهنا في تعريب الألفاظ الأجنبية مثل "تشات" و"مسج" وإدخالها في النص القصصي تجريباً جديداً محموداً. الكاتبة القصار أكدت أنها ليست مع نقد المدح فهي لا تعرف مسبقاً الكاتبة نهيل مهنا شخصياً. الكاتبة عبيد رأت أن معيارها النقدي هو مدى التفاعل والإحساس عند الكاتب في سرده، وليس المعيار الوصف.