مركز القدس يكشف تفاصيل عملية تنكيل بشعة بحق 4 مواطنين من بيت صفافا
نشر بتاريخ: 24/04/2010 ( آخر تحديث: 24/04/2010 الساعة: 14:16 )
القدس- معا- كشف مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم عن عملية تنكيل بشعة واعتداء عنيف ارتكبه أفراد من شركة أمنية خاصة إسرائيلية يتولون حراسة جنود الحاجز العسكري المعروف بحاجز رقم 300 جنوب القدس، أو ما يعرف بحاجز قبة راحيل، ضحاياها أربعة مواطنين من بلدة بيت صفافا لدى مرورهم عبر الحاجز المذكور في العاشر من نيسان الجاري.
ويقول المواطن سعيد زياد جميل عليان، وهو أب لطفلين، ويعمل موظفا في مكتب المحامي أسامة السعدي في القدس في إفادته إلى المركز: "في يوم الجمعة 10/4 /2010، كنت أنا وشقيقي أمير عليان 35 عاما، وبدر محمد عليان-51 عاما، ومحمد موسى سلمان-51 عاما عائدين من بيت لحم عبر حاجز 300 العسكري- القبة- إلى بيت صفافا استوقفنا أحد الجنود وطلب بطاقات الهوية كالعادة، والنزول من السيارة وسلوك ممر المشاة باستثناء السائق فيما توجهت لفتح الصندوق الخلفي للسيارة، وبقي الشباب داخلها، لأنهم لا يرغبون بالنزول والمشي عبر الممر، وما يرافقه من عملية تفتيش..الخ، كما أنها ليست المرة الأولى التي نمر فيها من الحاجز بواسطة السيارة، وبينما كنت افتح الصندوق، نزل محمد الذي كان يجلس بجانبي ، وطلب من الجندي استرجاع بطاقات الهوية، لأننا نود العودة وسلوك طريق آخر للوصول إلى بيت صفافا حيث نقيم، فيما كان يقف مع الجندي أحد الحراس وهو شخص قصير قوي البنية ويرتدي قبعة سوداء.
وعلى نحو مفاجئ قام الحارس الأمني بدفع محمد فوقع أرضا أمام السيارة بينما كان كل من أمير وبدر داخل السيارة، ولكنهما نزلا من السيارة عندما شاهدا ما حدث لمحمد ، فطلبت رقم رجل الأمن الذي دفع محمد فقام بدفعي كما دفع محمد ولكنني دفعته دفاعا عن النفس، وفي غضون ثوان هاجمني أربعة حراس أمنيين وقاموا بضربي بأيديهم وبأعقاب البنادق، كما جروني على الأرض لمسافة 6 أمتار بعيدا عن السيارة، واستمرت عملية الضرب حوالي 5 دقائق ، فيما كان الدم يسيل من انفي ، فتوجه بدر لمساعدتي وبدأ برفع الحراس الأمنيين عني.
وفي هذه الأثناء سمعت صوت أخي أمير يصرخ وكنت ابحث عن مصدر الصوت حيث توجه ،بدر لمساعدته ووجد أمير ملقى على الأرض بين سيارتنا والغرفة التي يجلس عادة فيها احد جنود الحاجز، حيث قال لي بدر فيما بعد أن حارسان أمنيان كانا يقومان بتثبيته.
وبعد أن رأيت أخي أمير في هذا الوضع وقفت وحاولت السير نحوه ولكنني شعرت بقبضات يد تضربني من الخلف على رأسي فوقعت أرضا ، وبقيت كذلك حتى قدوم سيارة الإسعاف التابعة لنجمة داود الحمراء!.
بعد ذلك نقلت بواسطة سيارة الإسعاف وبصحبتي بدر والذي كان مصابا بجرح في الرأس نتيجة ضربه بعقب البندقية من الخلف عندما كان يحاول مساعدة أخي أمير ، وفي مستشفى تشعاري تصديق تبين وجود كسر في انفي، وهناك أجريت كافة الفحوصات لي ولبدر ولكننا كنا في حالة اعتقال حيث تم كلبشة أيدينا إلى الإمام ، وفي غرفة الطوارئ لم يستحب الأطباء والممرضين لطلبنا بفك القيود.
وعند الساعة 12:30 من ظهر يوم السبت قرر احد الأطباء أن بإمكان الجنود اخذي من المستشفى ، أما بدر فعليه البقاء لأنه بحاجة إلى مزيد من الفحوصات ،حيث تم اخذي بواسطة سيارة الشرطة إلى مركز شرطة " موريا" في تلبيوت وبقيت جالسا بالممر حوالي الساعة، حيث تم اخذي للتحقيق وطلبت مني المحققة تقديم إفادة عن الحادث، وشرحت لي بعد ذلك بان هناك شكوى ضدي من قبل الحراس بأني قمت بتوجيه الاهانات لهم وعدم احترام قوانين الحاجز إضافة إلى الاعتداء عليهم !!فقلت لها انظري إلى الدماء التي تغطي ملابسي فهل أنا الذي قمت بالاعتداء عليهم ؟!وبعد نصف ساعة انتهى التحقيق وقالت لي المحققة بأنني موقوف على ذمة التحقيق ، حيث بقيت في مركز الشرطة من الساعة 2 ولغاية الساعة 4 مساء ، وبعد ذلك تم نقلي إلى معتقل المسكوبية، حيث وصلت حوالي الساعة 5:30 مساء ،ومكثت لغاية الساعة 7:30 مساء في غرف المعتقل إلى أن أطلق سراحي بكفالة شخصية أنا وأخي أمير الذي كان تم اعتقاله أيضا".
أما المواطن بدر محمد موسى عليان متزوج، وأب لثلاثة أبناء فيقول روايته عن الحادث: "في يوم الحادث جلست في السيارة ، بينما كان سعيد يقوم بفتح صندوق السيارة الخلفي للجندي، لكي يقوم بفحصه ، وكان محمد قد غادر السيارة للحديث مع الجندي حول استرجاع الهويات ، لأننا لا نرغب بالنزول من السيارة ، وسلوك ممر المشاة كما طلب منا الجندي باستثناء سعيد- السائق-، وفي لحظات رأيت محمد يطير بالهواء إلى الخلف من عند مقدمة السيارة ويقع أرضا ، فنزلت على الفور وتوجهت نحو محمد الذي كان يحاول الوقوف، ولكنني انتبهت إلى أن أربعة حراس من الشركة الأمنية يقومون بجر سعيد- السائق- الذي كان يفتح صندوق السيارة للجندي لأنه طلب رقم الشخص الذي ألقى محمد أرضا- وعلى الفور توجهت نحو سعيد وبدأت بأبعاد الحراس الأربعة عنه ، وفي هذه الأثناء سمعت أمير –شقيق سعيد- يصرخ ، فتوجهت نحو مكان الصراخ فرأيت أمير محشورا بين سيارتنا والغرفة المعدة لجلوس الجنود فيها ! وكان حارسان يقومان بتثبيته وهو على الأرض ، فانحنيت لمساعدة أمير وإبعاد الحراس عنه ، ولكني شعرت بضربة قوة على رأسي وشيء ساخن يسيل من رأسي فوقعت أرضا من شدة الضربة وكانت بواسطة بندقية كما قال لي محمد فيما بعد ، ولكني تمالكت نفسي واستجمعت قواي ونهضت واشتبكت بالأيدي مع أربعة أو خمسة أشخاص من الشركة الأمنية ، تلقيت خلالها ضربة على عيني جراء لكمة عنيفة، وبعد خمس أو عشر دقائق جاءت قوة من حرس الحدود برفقة شخص يدعي منير وهو مسؤول الحاجز العسكري- 300- ، وقام بسؤال الأشخاص عن الواقعة فقالوا له إن هؤلاء الثلاثة وأشاروا إلى : أمير ، سعيد، بدر، بالمبادرة بالاعتداء علينا – أي على الحراس –فيما رفض أمير الحديث معنا ، وقال لنا "ثلاثتكم رهن الاعتقال".
وبعد حوالي عشر دقائق جاء الجندي الوحيد الذي كان على الحاجز -إضافة إلى مجندة أخرى – وقام بعصب الجرح الذي برأسي لوقف نزيف الدم ، وجاءت سيارة الإسعاف ، وكان سعيد تقريبا في حالة إغماء تم وضعه على السرير ، بينما جلست أنا على الكرسي ، وكان برفقتنا جنديان من حرس الجنود ،وكانوا يرددون بأنهم سيسحبون مني الجنسية الإسرائيلية ، وأنهما سيكسران رؤوسنا ، لأننا "نعمل أبو علي" فيما كنا داخل سيارة الإسعاف مقيدي اليدين ، وبقينا كذلك ونحن في المستشفى حيث رفض الجنود فك قيودنا ، ولم يهتم الأطباء وطاقم التمريض في مستشفى تشعاري تصيدق لطلبنا المتكرر بالإيعاز للجنود بتحرير أيدينا من القيود !! وحين طلبت الذهاب إلى الحمام رفض الجنود فك قيدي ، ولكن احدهما قام بفتح أزرار البنطلون ، وعندما خرجت بقيت أزرار البنطلون مفتوحة ، وشرع أحد الجنود بالصراخ علي وتأنيبي وقال لي " أنت كلب وحقير ولا تفهم!!.
وفجأة وبدون مقدمات وعند الساعة 3 فجرا تغيرت معاملة الجنديان لنا كليا ، خاصة الجندي نزار، وكان هذا الأخير عاملني بجفاء واحتقار في سيارة الإسعاف ، حيث قام بفك قيودنا ، واعتقد انه فعل ذلك بعد أن جاء أولادي وكانوا قد تعرفوا عليه ، ويبدو انه خاف من التقدم بشكوى ضده وكشف عن هوية الحراس الذين نكلوا بنا على الحاجز وقال لي إن الأشخاص الذين ضربوني هم من بلدة دير الأسد ، وقد كشف لي اسم الشركة التي يعملون فيها ولكنني لا اذكرها الآن.
وبعد إجراء الفحوصات اللازمة لي ولسعيد ـ تم قطب الجرح الذي برأسي بخمس غرز ، وعند الساعة السادسة صباحا تغيرت وردية الجنود ، واستبدلوا ب 3 جنود روس ، حيث أوصى الجنديان الدروز بنا خيرا، وان يحسنوا معاملاتنا !وعند الساعة 12:30 ظهر قال الطبيب المعالج انه لا حاجة لبقاء سعيد في المستشفى وان بإمكان الجنود أخذه كونه معتقل . ولكن بالنسبة لوضعي الصحي : فقال الطبيب انه يجب تحويلي لمستشفى هداسا عين كارم لوجود كسر في الجمجمة ، ويجب إجراء المزيد من الفحوصات والصور الطبية . سمعت مسئول حاجز 300 من خلال اتصاله بالجنود والطلب منهم نقلي للمستشفى واقتياد سعيد مركز شرطة تل بيوت.
انتظرت طويلا لكي يتم نقلي إلى مستشفى هداسا عين كارم ، ولكني شعرت بالضجر فقررت المغادرة بواسطة سيارة احد أبنائي وعلى مسؤوليتي الخاصة . حيث كان معي " دسك صور الأشعة والتقارير الطبية " والتي تفيد بأن هناك كسرا في الطبقة الأولى من الجمجمة ، ولكن يخشى أن يكون هناك كسر آخر بالطبقة الثانية ولذلك تم تحويلي إلى هداسا عين كارم .وهناك تبين عدم وجود كسر في الطبقة الثانية من الجمجمة ، وطلب مني العودة للمستشفى لإجراء فحوصات أخرى.
أما المواطن أمير زياد جميل عليان 36 عاما، وهو متزوج، وأب لولد وبنت فسرد في إفادته ما يلي: "عندما رأيت محمد يطير في الهواء ويلقى به أرضا ، توجهت لذات الجندي الذي كان محمد يحاول الحديث معه ، وقلت له أننا نريد استرداد بطاقات الهوية لكي نسلك طريقا آخر لبيوتنا ، وفي هذه الأثناء شعرت بضربة قوية على ظهري بالبندقية ، وقام حارسان أمنيان بالهجوم علي وإلقائي أرضا وضربي بالركلات، ثم جاء شخصان آخران من الشركة الأمنية المكلفة بحراسة جنود الحاجز العسكري وقاما بضربي أيضا وأنا ملقى أرضا ومحشور بين سيارتي- التي كان يقودها سعيد- وغرفة الجنود ، وقد شاهدت بدر حين انحنى لمساعدتي –دفع الحراس عنه- وقام حينها احد الحراس واعتقد أن ذات الشخص الذي ألقى بمحمد في الهواء –قصير وقوي البنية –هو من ضرب بدر على رأسه بواسطة السلاح الذي يحمله ، وهنا فقدت أعصابي وبدأت أقاوم محاولاً النهوض، لكن تم تثبيتي وتقييد يدي إلى الأمام بكلبشات بلاستيك . وقاموا بجري مسافة خمسة أمتار بعيدا عن السيارة ، فرأيت بدر وسعيد والدماء تسيل منهما، وطلبت من الجنود جندي ومجندة إحضار سيارة الإسعاف ، ولكنهم رفضوا ذلك، فقلت لهما ، لماذا لا تقوموا بعملية إسعاف أولي للمصابين، ولكنهما رفضا ذلك أيضا !!؟ وعلى الفور ورغم أنني مكلبش قمت بسحب البلفون من جيبي ، فقال لي الجندي ماذا تفعل ؟ فقلت له ، سأتصل مع سيارة الإسعاف، ولكنه لم يعلق على ذلك. وحاولت التوجه إلى السيارة ، لان فيها حقيبة إسعاف أولي لكن منير مسئول الحاجز العسكري رفض السماح لي بإكمال طريقي.
حيث وقف بوجهي ثلاثة جنود حرس حدود بأمر من أمير!!.
وبعد ذلك جاءت نجمة داود الحمراء ونقلت سعيد وبدر إلى المستشفى بينما بقي محمد واقفا بجانبي ولم يكن رهن الاعتقال كثلاثتنا، وبعد ذلك جاءت سيارة الشرطة وتم كلبشة يدي وقدمي ، ونقلي إلى مركز شرطة مورياه".
وعندما وصلت مركز الشرطة شربت ماءً واستخدمت الحمام ، تم على الفور اقتيادي إلى غرفة التحقيق ، حيث وجه لي شخص يرتدي الزى المدني تهمة اهانة وضرب مستخدمي الشركة الأمنية على الحاجز كما أنني لم احترم أوامر الجنود ، فأنكرت تلك التهم.
وطلبت من المحقق العودة إلى الكاميرات الموجودة في محيط الحاجز والتي ستكشف حقيقة المعتدي. ومكثت في التحقيق لغاية الساعة 3 فجرا، ثم نقلت نقلي إلى معتقل المسكوبية ، وهناك تم اخذ كافة الأغراض الشخصية التي بحوزتي ، وفي يوم السبت مساء أطلق سراحي بكفالة شخصية.
وتتطابق رواية الضحية الرابعة لهذا الاعتداء محمد موسى صالح سلمان وهو متزوج، وأب لأربعة أبناء، مع رواية من سبقه حيث جاء على لسانه: "عندما ذهب سعيد لفتح صندوق السيارة الخلفي، نزلت لأتحدث مع الجندي ، بهدف إقناعه ببقاء الجميع داخل السيارة، علما بأننا نمر من هذا الحاجز بصورة دائمة، ولكن هذه أول مرة يطلب منا النزول من السيارة باستثناء السائق والتوجه لممر المشاة.
لكنني لم أتمكن من الحديث من الجندي ، لان الحارس الأمني قام على الفور بدفعي بكلتا يديه، فوقعت أرضا بعد أن قذفني لمسافة 3 أمتار تقريبا وارتطم رأسي بالأرض ، وشعرت بدوخة ، ولكنني استعدت قواي ووقفت على قدمي، وتوجهت إلى سعيد خلف السيارة، حيث كان يطلب رقم مستخدم الشركة الأمنية الذي قام بقذفي ودفعي. وهنا قام أربعة حراس من مستخدمي الشركة الأمنية بمهاجمة سعيد وطرحه أرضا، وبدأت بالصراخ عليهم، لكي يتركوا سعيد وتوجهت بعد ذلك لمساعدة أمير الذي كان محشورا بين غرفة الجنود وسيارته، وقد شاهدت عملية ضرب بدر الذي كان يحاول مساعدة أمير من الخلف على رأسه من قبل شخص ضخم.
وجاء منير مسؤول الحاجز العسكري فتوجهت إليه للعمل على حل الإشكال بيننا دون اللجوء إلى المستشفى أو مركز الشرطة، ولكنه رفض التعاون، وقال لي إن الثلاثة الآخرين رهن الاعتقال، لان الحراس اتهموهم بالمبادرة بالاعتداء عليهم.
وبعد اخذ سعيد وبدر في سيارة الإسعاف، مكثت عند أمير قليلا ومن ثم أخذت سيارته وتوجهت إلى مركز شرطة مورياه، ولكنني لم أجد بدر وسعيد، وقيل لي أنهما بالمستشفى فتوجهت بداية إلى مستشفى هداسا عين كارم بناء على بلاغ الشرطة ومن ثم إلى مستشفى تشعاريه تصيدق، وقد أجريت هناك فحوصات حيث تبين إصابتي برضوض في أنحاء مختلفة من جسدي، ومكثت مع سعيد وبدر لغاية الساعة 7 صباحا حيث ذهبت بعد ذلك إلى البيت.