برنامج "ناس وناس" يعمق الحوار بين الناس والمسؤولين
نشر بتاريخ: 24/04/2010 ( آخر تحديث: 24/04/2010 الساعة: 16:06 )
بيت لحم- معا- انسجاما لفهمنا بضرورة تعزيز وإشاعة مفاهيم وثقافة النزاهة والشفافية، وللوصول بفلسطين إلى مستوى من الممارسة من خلال مساهمة الإعلام المحلي، يسعى برنامج (ناس وناس) من خلال مقدمه عبد العزيز نوفل، والمنتج الرئيسي للبرنامج اسلام حمد، ومخرج البرنامج اياد العطيات إلى تقديم سلسلة من القضايا الجدلية التي تمس المواطن الفلسطيني بشكل مباشر، من خلال السماع لكافة أطراف، وطرح القضايا ذات العلاقة على الطاولة أمامه، الحلقة الثلاثون من البرنامج، قضية القروض التشغلية المقدمة من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة.
"ذوو الاحتياجات الخاصة أو المعوقون" كما نحب أن نطلق عليهم، التي تعيقهم تارات كثيرة القوانين المعطلة ونظرة المجتمع تارة أخرى وحالات الخيبة التي يشعرون بها من وقت الى آخر، هم شريحة اجتماعية اصابها القدر بقصور عقلي او حركي، فهم جاؤوا الى عالمنا حاملين معهم دائرة مفرغة من الاسئلة ساعين وراء اجابة، يريدوا من خلالها ان يحدثوا في عقول من حولهم تغييرا في النظرة لهم، مجتمعنا الفلسطيني لا يخلو من هكذا حالات بل على العكس هي كثيرة، لكن يبقى السؤال اليس من حقهم ان تكون لهم فرص تفتح امامهم افق التقدم؟.
بدعم من الهلال الاحمر الاماراتي اعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية عن اطلاقها لمشروع ( القروض التشغيلية ) ، لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والانتقال بهم من مرحلة الاغاثة الى التنمية .وبالفعل بدأت الوزارة بمنح 5000 $ ، لكل مستفيد من هذا البرنامج ، ليبدأ بمشروع خاص به.
لكن وكما يقول المثل الشعبي "يا فرحة ما تمت!"، فقد وضعت الوزارة شروطاً اعتبرها رئيس اتحاد المعاقين ( رفيق ابو سيفين ) هزيلة، حيث كان من ابرزها ، ان يتنازل المستفيد من القرض، عن مخصصاته التي يتقاضاها من الوزارة بالاضافة الى شرط وجود كفيلين عند الحصول على القرض.
يقول (عثمان عبادي)، وهو من ( المعوقين )، "بديش اقدم لقرض لانه فش حدا يكفلني، انا معاق على باب الله، لو يخففوا شروطهم بآخذ قرض وبعيش حياتي". اذاً هذه الشريحة عندما وجدت الفرصة ، كانت منقوصة وجاء من ينغص عليها فرحتها.
اما وزارة الشؤون الاجتماعية فنفت من جانبها وجود مثل هكذا اجراءات بيروقراطية وقاسية، وعبرت الوزارة من خلال مدير مشاريع الاقراض ( اياد الديك )، عن بقاء الحق لهؤلاء بمستحقاتهم.
واضاف ان الوزارة سهلت من الشروط الموضوعة واصبح بإمكان المستفيد ان يحضر كفيل فقط بدلاً من اثنين بالاضافة الى تقديم كومبيالات فالحلول هنا احلاها مر ، فلا توجد ضمانات لأي مستفيد تؤكد نجاح مشروعه.
ومن جهة ثانية قال رفيق ابو سيفين ، " في الدول الاجنبية يعطوا " المعوقون " مخصصات لتشجيعهم والرفع من معنوياتهم ، لكن نحن نهددهم اذا لم يسددوا " ، فحسب اياد الديك ، فإن على كل مستفيد ان يسدد المبلغ المقترض خلال ستة اشهر من البدء بالمشروع " ، فهل هذا الوقت كافي ليصبح للمشروع مردوداً مادياً ؟.
لتجدوا جواب هذا السؤال يمكنكم متابعة الحلقة الثلاثين من البرنامج ، والتي تشاهدون فيها ايضاً ، قضية خلو المساجد في منطقة الضفة من الائمة والمؤذنون.
تخيلوا... ، أن تتوجه يوماً الى احد المساجد فتراه مغلقاً!!! . هنا بالتأكيد ستصاب بلجوم الرؤية ، وستقول في داخلك : " معقول بيت من بيوت الله مغلق؟ ".
نعم يا عزيزي فبيوت الله ، التي من المفترض ان تشرع ابوابها كل الوقت ، مغلقة.
يوجد في الضفة الغربية اكثر من 500 مسجد ، لا يتوفر في بعضها أمام أو حتى خادم يدير شؤونها ، مما خلق إشكاليات لدى المواطنين ، الذين رفعوا صوتهم مطالبين بسد هذا النقص.
فمن الطبيعي ان يتوفر في اي مسجد كان امام ، مؤهل للإمامة ، فقيه بأمور دينه ودنياه ، قادر على توجيه الناس ، فتاريخياً ، المسجد ما هو الا مكان للعبادة وحلقة تناقش فيها المستجدات اليومية.
تقول وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ، بأن هناك نقص في عدد الموظفين المتقدمين لشغل وظيفة الامامة ، وفي واقع الامر يوجد في الوزارة ما يزيد عن 800 شاغر وظيفي لأئمة المساجد في مختلف المحافظات ، شواغر نجحت العوامل السياسية التي تعيشها فلسطين في شطب كثيراً من اسماء المتقدمين لها ، وأدت بالوزارة للاعتماد على المتطوعين بشكل اساسي.
اما عن الكيفية التي ستحل من خلالها وزارة الاوقاف والشؤون الدينية هذه المشكلة ، فجاء الرد على لسان ، وكيل الوزارة ، زياد رجوب ،فقال : " ان الوزارة ستعمل على تخريج افواج مؤهلة لاكمال دراستها بالجامعة المفتوحة "، فهل يا وكيلنا العزيز سننتظر تخرج هذه الافواج ، لنسمع الأذان او لنقيم الصلاة؟.
اما انت ايها المواطن ،فارضَ بواقعك ولا تتعجب ان يتحول المؤذن إماماً، واذا ضايقك الاذان فاعلم ان شخصاً ما عاطل عن العمل اصبح مؤذناً !!!.
كل هذا وأكثر يمكنكم مشاهدته، من خلال برنامج ناس وناس التي يبث على تلفزيونات شبكة معاً يوم الخميس في تمام الساعة الثامنة ،ويعاد البث يوم الجمعة الساعة في تمام الساعة يوم الواحدة ،والسبت الساعة الخامسة.