كتبت له الحياة بعد أن سقط عن الطابق الـ8 فلم يعالج لانه لا يحمل تصريحا
نشر بتاريخ: 25/04/2010 ( آخر تحديث: 26/04/2010 الساعة: 12:17 )
بيت لحم- خاص معا- كتبت الحياة من جديد للعامل راجي علاونة (23 عاما) من محافظة جنين، وذلك بعد سقوطه عن علو ثمانية طوابق أثناء عمله في مستوطنة "بيت شيمش" داخل اراضي 48.
ويرقد علاونة حاليا في مستشفى بيت جالا الحكومي في بيت لحم، بعد أن تم إلقاؤه من قبل سيارة إسعاف اسرائيلية على حاجز الجبعة جنوب غرب بيت لحم، دون أن يقدم له العلاج اللازم من قبل الطواقم الطبية الاسرائيلية.
العامل علاونة قال لـ "معا" التي زارته وهو يرقد في قسم الجراحة بمستشفى بيت جالا: "عند الساعة الثالثة فجرا أفقت من نومي وأنا أشعر بألم في المعدة وفي طريقي للحمام أصابني الدوار وسقطت عن الطابق الثامن في الورشة التي اعمل وامكث فيها، ولحسن حظي أني سقطت على كومة من التراب، وعندما استفقت على نفسي لم استطع الحراك وبدأت بالصراخ على اصدقائي في العمل، حيث قاموا بحملي ونقلي الى الشارع العمومي وقاموا بالإتصال بالأسعاف الإسرائيلي".
وأضاف "بعد قدوم سيارة اسعاف اسرائيلية قام المسعفون فقط بحملي ووضعي داخل سيارة الأسعاف، وفي الطريق وقفت سيارة الأسعاف بجانب سيارة شرطة اسرائيلية، حيث قامو بأخذ هويتي وتسجيلها لدى الشرطة حيث تم استجوابي حول وجودي في موقع العمل وإن كنت أحمل تصريح عمل، فاخبرتهم أني لا املك تصريحا وأضطر للمبيت في مكان عملي سعيا لتوفير لقمة العيش".
ويقول راجي لم يقدم طاقم الاسعاف الاسرائيلي أي علاجات طبية لي أو التعامل مع حالتي بشكل جدي حيث أخذوا الأمر مجرد نقل فقط، بعدها قالو لي إنه سيتم وضعي على حاجز الجبعة ليتم نقلي الى داخل الضفة، فقلت لهم وانا في حالة لم استطع الحراك فيها: إنني اريد العلاج فلم يعطوا كلامي أي أهمية.
وتابع علاونة "بعد ذلك وضعوني عند حاجز الجبعة حيث كانت في انتظاري سيارة أسعاف فلسطينية، تم التنسيق معها من خلال الجانب الاسرائيلي، وفورا تم نقلي الى مستشفى الحسين في بيت لحم".
ويقول "إن اسرائيل التي تدعي الإنسانية لم تتعامل مع حالتي بشكل انساني فور معرفتهم بعدم حملي تصريح، حتى انهم لم يقدموا لي العلاج ولم يضعوا يدهم عليّ".
الدكتور محمود إبراهيم رئيس قسم الجراحة في مستشفى بيت جالا الحكومي وصف حالة العامل راجي علاونة بالصعبة جدا حيث انه وصل الى المستشفى الساعة السادسة صباحا، وكان يعاني من نزيف داخلي وتمزق في الطحال بالإضافة الى كسور في الحوض والساعد، حيث تم نقله الى غرفة العمليات وأجريت له عملية لتخييط الطحال بشكل سريع، وهو الآن يحتاج الى فترة علاج قد تستغرق أشهرا طويلة".
وأستهجن الدكتور إبراهيم استهتار الطواقم الطبية الاسرائيلية بحالة العامل علاونة، ورفضها نقله الى المستشفيات الاسرائيلية لتقديم المساعدة الطبية له خصوصا بعد علمهم أنه سقط عن علو مرتفع جدا".
وحال العامل علاونة يشابهها الاف الحالات للعمال الفلسطينيين الذين يضطرون للعمل في اسرائيل لتوفير لقمة عيش لابنائهم، متحملين كافة انواع الاذلال والقهر التي تمارس بحقهم من قبل سلطات الاحتلال والمشغلين الاسرائيليين والسماسرة الذين يسطون على لقمة عيش هؤلاء العمال التي يخضبها الدم في كثير من الاحيان.