الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الطيبي يقلد القذافي الكوفية الفلسطينية فيرد الاخير "انا فخور بذلك"

نشر بتاريخ: 25/04/2010 ( آخر تحديث: 26/04/2010 الساعة: 15:43 )
بيت لحم -معا- قلد النائب احمد الطيبي، رئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير في الكنيست الاسرائيلي، كوفيته للزعيم الليبي معمر القذافي الذي وقف مصفقاً وقال للطيبي : "انا فخور بذلك" .

وناشد الطيبي الزعيم الليبي وزعماء الأمة العربية من ملوك ورؤساء بأن يلتفتوا لإحتياجات هذا الجزء الحي من الأمة في مجالات التعليم والثقافة والرياضة والفنون والأرض والمقدسات.

جاء ذلك خلال كلمة القاها النائب الدكتور أحمد ألطيبي، رئيس كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير، أمام القائد معمر القذافي في سرت ضمن وفد عرب 48 الذي يزور ليبيا، في زيارة تاريخية . وفيما يلي نص الخطاب :

ألاخ القائد معمر القذافي
قائد ثورة الفاتح من أيلول

من الجليل الأشم .. من الناصرة الأبية .. من عكا وحيفا ويافا واللد والرملة .. من أم الفحم الصامدة .. من طيون وادي عارة .. من الطيبة الحبيبة الشامخة.. من النقب المرابط .. جئناك هنا إلى سرت بلد النصر والتحدي.. سرت التي تقع في قلب الوطن العربي فهي تبعد من مشرقه تماماً كما تبعد من مغربه .. التي كانت تتوسط الصراع بين امبراطوريتين : الامبراطورية الفينيقية والإغريقية.

وهنا في سرت وقعت معركة القرضابية عام 1915 التي قاتل فيها والدك واستشهد فيها جدك .. ، سرت التي هي مسقط رأسكم .

الأخ القائد : نبارك لكم انتخابكم رئيسا للقمة العربية..

جئتك إلى هنا واخواني وأنا أستذكر تلك الصورة التي تكاد لا تفارقني .. صورة ذلك القائد الشعبي الذي وصل إلى إيطاليا تلك البلد التي كانت مستعمرة لأرضه ووطنه وقبل أن ينزل من طائرته وقف على مدرج الطائرة ليتقدم عنه ابن عمر المختار الذي وضعت صورته على صدرك .. رمز الصمود والتصدي لقوات الغزو الإيطالية.. انها صورة القائد الذي يرسّخ رمزية البطولة والنضال ويعطي الناس حقها .. أكبرت فيك تلك اللحظة وأكبر فيك الناس كل الناس عظيم فعلك..

ليست هذه زيارة عادية وهذا الوفد في سرت ليس ككل الوفود .. فهنا بينكم يقف ممثلو الشعب الفلسطيني الذين صمدوا ..فبعد النكبة كنا 120 ألفاً وأصبحنا عشرة أضعاف.

أولئك القابضون على الجمر المدافعون عن الهوية والوطن .. أولئك الذين يراد لهم ان يكونوا غرباء في وطنهم الذي لا وطن لهم سواه .. أولئك الذين يحملون المواطنة في اسرائيل ويناضلون من أجل المساواة الضائعة تحت طائلة تعريف اسرائيل نفسها " بالدولة اليهودية ".
ان اسرائيل اخي القائد تدير 3 انظمة حكم:

الاول – ديمقراطية ل80% من السكان اي لليهود..انها ديمقراطية عرقية
الثاني – نظام الاقصاء والتمييز العنصري ضد 20% من السكان. ضدنا نحن العرب.
الثالث- نظام الاحتلال والابرتهايد في الاراضي المحتلة عام 67

اسرائيل نجحت في تسويق نفسها عبر النظام الاول فقط ونسي العالم او تناسى النظامين الثاني والثالث.نريد للعالم ان يعرف تفاصيل حياتنا ومعاناتنا وانعدام المساواة المطلق بيننا.

ليس هذا لقاء عادياً لنا .. فقد التقينا رؤساء وحكاماً وملوكاً ولكننا اليوم نلتقي في سرت برئيس القمة العربية الذي فتح بيته وبلده أمامنا في حين يغلقها الآخرون بإدعاء التطبيع .. ونحن هنا لنقول .. نحن جزء حي لا يتجزأ من الأمة العربية والشعب الفلسطيني فاللقاء معنا هو الطبيعي وليس التطبيعي .. الإنسان لا يطبّع مع ذاته .. نريد لإلتفاتتكم الكريمة هذه ان تكون فاتحة طريق بل فاتحة للعالم العربي أمام طلابنا ومثقفينا .. أمام باحثينا وفنانينا ..فهذا هو فناؤنا الواسع, وكما قال شاعرنا الكبير محمود درويش : " هذا البحر لي .. هذا الهواء الرطب لي .. وآنية النحاس وآية الكرسي والمفتاح لي .. والباب والحراس والأجراس لي .. لي ما كان لي .." لنضيف : وهذا الوطن لي .. .

أيها الأخ القائد :
ظُلِمنا على مدى عقود من عالمنا العربي الذي قسى علينا.. ثم تعرّف العالم على نضالاتنا وتفاصيل حياتنا .. معاركنا وصمودنا .. أمام التهجير والتهميش .. أمام العنصرية والتمييز .. أمام الإقصاء والإلغاء .. في بلد تنصب ميزانياته لأغلبيته اليهودية وليس لأقليته العربية في دولة تفضل مستوطنيها على مواطنيها.. المواطنة منقوصة ومجتزئة .. والديمقراطية انتقائية وعرقية .. فلا السلام هناك ولا المساواة هناك .

ونحن نناشدك من هنا وعبرك نناشد زعماء الأمة العربية من ملوك ورؤساء بأن يلتفتوا لإحتياجات هذا الجزء الحي من الأمة في مجالات التعليم والثقافة والرياضة والفنون والأرض والمقدسات.

أما انت يا سعادة السفير ، الدكتور محمد البرغثي، فشكرا لك على انك فتحت مكتبك وبيتك في عمان لنا.. بيت ليبيا وتحملت منا الكثير..شكرا لك ايها الدبلوماسي المثقف وايها المثقف السياسي بامتياز..بإسمنا جميعا.

وإنطلاقاً من كوننا أبناء لهذه الأمة العربية نحمل آمالها وآلامها .. همومها وإخفاقاتها .. لا يسعنا ألا نشاركك الرؤية النقدية للذات حول حال الأمة ..

لماذا كُتب على هذه الأمة من المحيط إلى الخليج أن تكون مجتمعاً مستهلكاً وغير منتج .. وقد قلتم في الكتاب الأخضر " ان فقط المنتج هو من يستهلك "" فلماذا لا ننتج ؟ لماذا تتفجر قدرات الإنسان العربي في المهجر بينما تُكبت في داخل الوطن ؟

الأخ قائد الثورة
كيف يمكن ان نقبل تخلف الأمة عن ركب الحضارات وهي أصلاً أول بناة الحضارة ؟

ويطالعنا ما جاء في خطابكم الهام أمام اتحاد الجامعات العربية الذي دعوتم فيه إلى تخصيص الأموال للجامعات والبحوث العلمية وقلتم هذا هو عصر العلم ، ومن يتقدم علمياً هو الذي ينتصر في المعركة ، وبأن البحث العلمي مقرون بالحرية وإذا لم يتمتع المجتمع العربي بحرية والجامعات تمتعت بحرية كاملة لن ينجح البحث العلمي ، واذا لم تخصص الأموال في البحث العلمي فإن من ينبغ ويتعلم يذهب للخارج ولذلك نحن لا نخترع شيئاً.

ونحن في ذات السياق كنا عبرنا عن خجلنا واستيائنا من عدم وجود أي جامعة عربية ضمن أفضل مئة جامعة في العالم ولا حتى ضمن الخمسمئة الأفضل، أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج والتي حباها الله بثروات وإمكانات تصرف 2 بالألف فقط من مجمل ناتجها القومي في الدراسات والبحث، أما عدد الاختراعات التي سجلها العلماء العرب, على سبيل المثال, عام 1994 كان 24 اختراعاً, بمعدل اختراع واحد لكل 10 ملايين نسمة، والشأن ذاته إذا قارنا عدد الأبحاث والمقالات العلمية، وعدد جوائز نوبل ، والكتب المترجمة.

الآن الآن وليس غداً أجراس الخطر فلتقرع. لنرمم ما تهدم ولنعيد للأمة أمجادها من خلال بناء الإنسان العربي ولنعمل لرفعته من خلال العلم والمعرفة ولنترك مرة واحدة وإلى الأبد الوهم والوعود المزايدة , فنصرنا على ذواتنا وعلى الجهل هو النصر الذي يجب أن نعمل على تحقيقه لنكتسب احترام العالم لنا وليؤمن المواطن العربي بأن ما سميَ دولاً مستقلة بنيت وتحررت بالدم من براثن المستعمر جاءت لتعطيه حياة كريمة وتكرس نفسها لمصلحته فتتحقق عندها أحلامه بحياة قائمة على العدل والكرامة ويقف المتأبطون به شراً عند حدودهم ويحترموا حقه بالسيادة والحرية والتقدم ..

ألاخ القائد
الحقيقة ايها الاخ القائد :
لا يوجد حل عادل للقضية الفلسطينية بل يوجد حل ممكن. وهذا الحل الذي يريده العالم هو حل الدولتين الذي يستند الى انهاء كامل للاحتلال والعودة لحدود 1967

ولكن كل يوم يمر والاستيطان مستمر وتهويد القدس مستمر والمسلمون لا يستطيعون الوصول الى المسجد الاقصى للصلاة فيه جراء الحواجز ، والاحتلال يجعل من هذا الحل امرا عسيرا مما يجعل سياسات نتانياهو حجر عثرة امام حل الدولتين ولذلك اقول ما قلناه قبل سنوات بأن هذه السياسات ستلزم نتانياهو بأن يوضع امام الخيار الآخر وخيار الدولة الواحدة.. فليختار إما الخيار الاول فورا او الخيار الثاني غدا..أما الخيار الثالث الذي اعتمدته كل الحكومات الاسرائيلية ويعتمده نتانياهو وهو خيار استمرار الوضع الراهن فانه لن يُقبل دولياً خاصة لأنه يعمق الابارتهايد ويبعد التسوية عقوداً طويلة.

الاخ القائد:
اهلك واحباؤك في غزة ورام الله ونابلس وسائر الاراضي الفلسطينية المحتلة ينظرون اليك بترقب واحترام.. انهم يدركون ان فلسطين في قلب القائد وعقله..يعرفون مواقفك الصادقة تجاههم والتفاتاتك الدائمة تجاه طلابهم وجرحاهم بالتعليم والتطبيب.. انهم يرون في رئاستك للقمة مرحلة لإسماع صوتهم وندائهم الدائم من اجل الحرية والانعتاق لقائد تربى على القومية والوطنية .

هذا الشعب لن يلين ولن يستكين..
تذكرون صورة الطفل الشهيد فارس عودة الذي رمى الدبابة بحجر ثم سقط شهيدا بنيران الاحتلال برصاصة في رأسه من الخلف..لقد كان يردد قبل استشهاده انشودة :"لو هدموا البيت مش خايف لو كسروا عظامي مش خايف!"..

الاخ القائد : ان شعبا بهذه الروح في اطفاله لا يمكن الا ينتصر على الظلم والاستعباد..
لا طريق للحرية..فالحرية هي الطريق.

وفي الختام أيها القائد :اسمح لي ان اخلع كوفيتي هذه واقلدك اياها لأنك تحب فلسطين فهذه الكوفية هي رمز العزة والكرامة.
تحية من فلسطين الى ليبيا وتحية من الطيبة الى سرت..

نرفع لك جزيل شكرنا على هذه الدعوة العزيزة أدامك الله وحفظك