الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأغا: تحقيق العودة طبقا للقرار 194 مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة

نشر بتاريخ: 26/04/2010 ( آخر تحديث: 26/04/2010 الساعة: 14:02 )
غزة- معا- بدأت في العاصمة السورية دمشق، اليوم، الندوة المتخصصة بشؤون اللاجئين وأوضاعهم في الدول العربية المضيفة التي تقيمها الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، بمشاركة وفود من: فلسطين، والأردن، ولبنان، ومصر، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 'إيسيسكو'، وجامعة الدول العربية.

وتناقش الندوة، التي تستمر يومين، أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة، وقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي القاضي بطرد عشرات الآلاف من فلسطينيي الضفة الغربية، والتمييز العنصري في القدس الشريف، والتهجير الإسرائيلي للمقدسيين، ووضع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا'.

وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين، الدكتور زكريا الآغا أن قضية اللاجئين الفلسطينيين هي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها طبقاً للقرار 194 مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة مشيراً إلى القرار العسكري العنصري رقم 1650 القاضي بترحيل عشرات الآلاف من السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث جاء هذا القرار مكمّلاً لسياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من من سكانها الفلسطينيين والتي تشكل انتهاكاً خطيراً للمواثيق الدولية ولكافة الاتفاقيات الموقعة.

وشدد د. الأغا في كلمته على ان الشعب الفلسطيني منذ نكبته التي ألمت به في العام 48 عندما هجر من دياره وهولا يزال يتطلع إلى أمته العربية والمجتمع الدولي لنصرته في استرداد حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للجم العدوان الإسرائيلي المتواصل وإجبار الحكومة الإسرائيلية على تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإلزامها بتنفيذ ما عليها من استحقاقات ووقف الاستيطان الذي يشكل العقبة الرئيسية أمام الجهود الدولية لإحياء عملية السلام.

ولفت الآغا إلى تصريحات المسئولين الإسرائيليين التي تعتبر القدس عاصمة أبدية لدولتهم العنصرية، مشدداً على ان القدس ستبقى العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية بالرغم من عمليات التهويد والاستيطان والإجراءات العنصرية التي تمارسها حكومة نتنياهو بحق المقدسيين والمقدسات .

وتابع يقول : إن مدينة القدس التي احتلت في حرب حزيران لعام 1967 كان من المفترض أن ينسحب الاحتلال الإسرائيلي منها تطبيقاً لقراري مجلس الأمن 242 و 338 مشيراً إلى أن مدينة القدس تتعرض منذ ثلاثة وأربعين عاماً ولا تزال لحملة إسرائيلية مسعورة لتهويدها من خلال توسيع حزام المستوطنات حولها ، وإقامة جدار الفصل العنصري الذي يعزلها عن محيطها العربي الذي تسبب بعزل 55 ألف مقدسي خارج مدينتهم ، وممارسة أبشع عمليات التمييز العنصري ضد المقدسيين عبر سحب هوياتهم المقدسية ومصادرة 13600 دونم وتهجير 5920 مواطناً فلسطينياً من مدينة القدس هذا العام.

وأوضح د. الاغا إن تصاعد العدوان الإسرائيلي بهذا الشكل يؤكد على أن الحكومة الإسرائيلية ليست معنية بأي حال من الأحوال بالتقدم الحقيقي نحو عملية سياسية جادة تضع حداً للصراع بشكل عادل ، كما أنها لا تريد السلام الذي نريده نحن والمجتمع الدولي القائم على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس.

وشدد د. الأغا على أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبنا لن ينال من عزيمة وإرادة شعبنا ولن يحقق أهدافه أو تمرير مخططاته العنصرية الرامية إلى تهويد القدس وإلغاء حق العودة للاجئين وتمرير حلول تفتقر من الحد الأدنى لحقوق شعبنا المشروعة في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس .

وطالب د. الأغا الدول العربية بضرورة العمل على تعزيز دورها لكسر الحصار المفروض على شعبنا ومساندة شعبنا الفلسطيني وقضيته عبر اتخاذ الخطوات التنفيذية السريعة لتنفيذ قرارات القمة العربية الأخيرة المنعقدة في مدينة سرت الليبية والمتعلقة بالقدس والاستيطان واللاجئين ، والعمل على تعزيز الدور المصري في تحقيق المصالحة الفلسطينية ، وإقناع الأطراف الفلسطينية التي لا زالت مترددة لاتخاذ خطوة عملية في هذا المجال بتوقيع الورقة المصرية للمصالحة كبداية لإنهاء الانقسام وإعادة اللحمة والوحدة لشعبنا الفلسطيني.

ومن جانبه قال المدير العام للهيئة علي مصطفى: 'إن الندوة تتناول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في العودة إلى ديارهم الأمر الذي يحظى بأهمية كبيرة لدى الشعب الفلسطيني والدور الذي تلعبه الأونروا لتسهيل حياة اللاجئين وغيرها من الموضوعات التي تمس حياتهم بشكل مباشر'.

وأشار مصطفى إلى أن الشعب السوري استقبل اللاجئين الفلسطينيين وأمّن لهم المسكن والعمل ولا يزال يقف إلى جانبهم حتى تحقيق العودة، لافتاً إلى أن الحكومة السورية تعمل بالتعاون مع الأونروا على تقديم أفضل الخدمات للاجئين الفلسطينيين، وإنجاز المشاريع الخدمية والأبنية المدرسية والصحية ورياض الأطفال في المخيمات بما يوفّر الحياة الكريمة.

وبيّن أن سورية وقفت دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمت نضاله في سبيل استعادة حقوقه وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، كما أصدرت العديد من القوانين التي تنص على معاملة اللاجئين الفلسطينيين معاملة مواطنيها مع احتفاظهم بالجنسية الفلسطينية، وفي مقدمتها القانون رقم 160 لعام 1956 الذي يركّز على معاملة الفلسطينيين كالسوريين تماماً مع احتفاظهم بالجنسية الفلسطينية.

وأوضح أن اللاجئين الفلسطينيين متمسكون بحق العودة ويرفضون أي شكل من أشكال التوطين، داعياً المجتمع الدولي إلى تأمين الموارد المالية الكافية للأونروا لتتمكن من تقديم الخدمات للاجئين.

من جهته، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية رئيس قطاع فلسطين والأراضي المحتلة السفير محمد صبيح إن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض الفلسطينية التي تعمل إسرائيل على تهجيره منها وتدمير قراه وتغيير ملامحها وتهويدها، إلى جانب سلب خيراتها ومواردها وتوسيع رقعة الاستيطان، مشيراً إلى أن الحفريات التي أجرتها إسرائيل في فلسطين لم تكتشف سوى الآثار العربية.

وطالب صبيح بتسهيل حياة المحاصرين في قطاع غزة ودعم صمودهم وتمسكهم بحقوقهم، لافتاً إلى الدور الذي يلعبه الفلسطينيون الباقون في الأرض التي احتلتها إسرائيل عام 1948 في الحفاظ على الهوية الفلسطينية.

وشرح صبيح تداعيات القرار الإسرائيلي الذي دخل حيز التنفيذ في 13-4-2010 والذي وصف الفلسطينيين الموجودين في الضفة الغربية دون تصاريح بالمتسللين غير القانونيين، وعدهم مرتكبي جنح تعرضهم للسجن والطرد والغرامة المالية، مشيراً إلى أن هذا القرار يشمل أهالي القدس وفلسطينيي قطاع غزة الموجودين في الضفة.

وبيّن أن هذه الانتهاكات الإسرائيلية تأتي نتيجة دعم إسرائيل من قبل القوى الكبرى ما جعلها تتمادى في الحصار والعدوان وتشريد الفلسطينيين وخرق القوانين والمواثيق الدولية.

ومن جهته، لفت أمين اللجنة الوطنية السورية للتربية والثقافة والعلوم 'الإيسيسكو' الدكتور نضال حسن إلى الممارسات الإسرائيلية الأبشع والأعنف التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل والمحاصر، إضافة إلى تنفيذ مخطط هدم المسجد الأقصى وتهويد المقدسات وسرقة التراث وتغيير الصفات العمرانية والهوية التاريخية والإدعاء بملكيتها.

وأشار حسن إلى أن منظمة الإيسيسكو تعمل منذ سنوات وتسعى لتقديم الدعم الكامل لدور المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية في القدس الشريف والأراضي العربية المحتلة، لافتاً إلى البرامج والمشاريع الهادفة إلى تطوير المناهج التعليمية للمدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، إلى جانب دعم المؤسسات المهتمة بذوي الاحتياجات الخاصة ومحو الأمية وحماية المواقع الأثرية وترميمها جراء الدمار والاعتداءات المتكررة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ومن جانبه، أشار مدير شؤون فلسطين في وزارة الخارجية المصرية الوزير المفوض هشام سيف الدين إلى حجم المأساة التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني وخاصة بعد تراجع في ميزانية وكالة تشغيل وغوث اللاجئين نتيجة إحجام بعض المانحين الدوليين، الأمر الذي انعكس سلباً على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين.

ولفت إلى المحاولات التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، وإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي عن تهويد نحو ثلاثين ألف معلم تاريخي تراثي ترتبط بالتاريخ العربي والإسلامي.

ومن جهته، أكد السكرتير في السلك الخارجي لوزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية ربيع نرش أهمية العمل العربي المشترك من خلال تكثيف الحملات الدبلوماسية عالمياً لفضح الجرائم والانتهاكات الدولية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي، والعمل على محاكمة قادة الاحتلال الإسرائيلي في المحاكم الدولية.

بدوره، أشار مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية وجيه عزايزة إلى الأبعاد الاجتماعية والسياسية والأخلاقية لقضية اللاجئين ومعاناتهم الكبيرة، وخاصة بسبب نقص التمويل الذي أثر سلباً على حياتهم.

الجدير ذكره أن انعقاد الندوة جاء بناءً على توصيات مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في دورته (83) التي عقدت في مقر الأمانة العامة بالقاهرة في منتصف يناير 2010 وصادق مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري عليها في دورته 133 المنعقدة في مارس 2010 بموجب قراره رقم 7158.