الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قريبا من السلك الحدودي شرقي خان يونس: علم فلسطين وطلقات نارية

نشر بتاريخ: 26/04/2010 ( آخر تحديث: 26/04/2010 الساعة: 18:33 )
غزة- معا- من خضرة حمدان- للفراحين قصة أخرى مع هذا السلك الإلكتروني الملتف كما الأفعى، يقترب المواطنون ويتراجعون، بين كر وفر، يخشون الطلقات النارية التحذيرية التي تستهدفهم بشكل مباشر وغير مباشر، يعلمون أنهم في تظاهرة سلمية شعبية وبتواجد اعلامي لصحفيين أجانب ومتضامنين دوليين يستمدون بعض الجرأة للاقتراب من أراضيهم الزراعية التي لم تطأها أقدامهم لأعوام ثلاثة ماضية.

مواطنون مدنيون عزل هم سكان منطقة الفراحين من عائلات ابو دقة، أبو رجيلة، فرحان وغيرها تشجعوا بشكل لافت حين بادرت لجنة شعبية للخروج معهم وبهم إلى عشرات الدونمات الزراعية الواقعة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، والتي يمنع ملاكها من فلاحتها بشكل مطلق وإلا يتعرض من يقترب منها للموت المحقق والاستهداف المباشر بنيران اسرائيلية حية وبذلك اصبحت هذه الأراضي عبء على اصحابها ومكان مقلق وخطر لمن يجرؤ على الاقتراب منها.

تقع منطقة الفراحين إلى الجنوب الشرقي من قطاع غزة وبالتحديد بمنطقة عبسان الكبيرة القرية الهادئة شرقي محافظة خانيونس، تشكل هذه المنطقة مع مناطق خانيونس الشرقية والتي تضم " عبسان الكبيرة والصغيرة، خزاعة، بني سهيلا" تشكل جميعها مصدرا زراعياً هاماً للسلة الغذائية لسكان قطاع غزة البالغ عددهم قرابة مليون وسبعمائة ألف نسمة، إلا أن قرار الاحتلال بإقامة حزام أمني على مسافة ثلاثمائة متر يجعل من آلاف الدونمات الزراعية بلا فائدة.

ويتشابه مع هذه المنطقة كافة الحدود الشرقية للشريط الحدودي لقطاع غزة البالغ طوله 360 كيلو متر بدءا من محافظة شمال القطاع حيث تضم مناطق التماس بلدة بيت حانون وشرقي مخيم جباليا للاجئين، ومحافظة غزة حيث المناطق الشرقية لحي الشجاعية، ووسط القطاع مناطق شرق مخيمي البريج والمغازي وجنوبا اربع قرى شرقي خانيونس والشوكة شرق رفح، وتكاد جرافات الاحتلال الاسرائيلي تشاهد بشكل شبه يومي بهذه المناطق للقيام بعمليات تجريف وتمشيط للمناطق القريبة من الحدود وتتوغل لمسافات قريبة من منازل المواطنين الذين يضطرون لإخلاء منازلهم في ساعات المساء والمبيت لدى اقاربهم داخل المحافظات خشية من توغل اسرائيلي مباغت ليلا كما العادة.

ماجد كوارع يمتلك ثلاثة دونمات تبعد مسافة تزيد عن 600 متر من السلك الإلكتروني بمنطقة الفراحين ولكنه لا يزرع أرضه للعام الثالث على التوالي خشية من إطلاق النار المباشر الذي يفاجئ المزارعين قرب المناطق الحدودية، يقول لـ معا:" أتمنى أن أزرع أرضي وأبني بيتا فيها ولكنني لا أجرؤ على ذلك فحياتي ليست رخيصة ولا أضحي بها مقابل هذه الدونمات التي أصبحت بورا".

ليلى ابو رجيلة يقع منزلها داخل المنطقة المحظورة وهي لا تقطن فيه خشية على حياتها وحياة أطفالها، وتؤكد أنها تقوم برفقة ابناء العائلة بفلاحة الدونمات الثلاث التي تمتلكها ولكنها لا تستطيع حصادها لأنه وبكل بساطة تكون آليات الاحتلال قد قامت بالمهمة وجرفت المنطقة.

أما الشاب محمد أبو دقة فيؤكد أن عائلته تمتلك عشرات الدونمات القريبة من السلك الحدودي والتي اصبحت بلا منفعة بعد صدور القرارات الاسرائيلية المتتالية بإطلاق النيران على من يقترب لمسافة 300 متر من السلك، وهي المسافة التي لا تلتزم بها قوات الاحتلال ذاتها والتي تقوم على حد قول المزارعين بإطلاق النيران عن مسافة تزيد على 800 متر عن الحدود وبذلك تقع هذه الاراضي ضمن دائرة الخطر أما المنازل المقامة فيها فحدث ولا حرج.

نعمة عبد الكريم الفرا/ أبو دقة مواطنة فلسطينية يقع منزلها الذي يضم 11 فرداً على بعد يتراوح بين 500-600 متر عن الحدود، شعرت بقلق كبير لتقدم المتظاهرين بالمسيرة السلمية قرب السلك الحدودي لا سيما بعد أن قام عدد من الشبان المتحمسين بوضع العلم الفلسطيني على السلك وقالت حين رأت جيبا عسكريا اسرائيليا بالقرب من المتظاهرين وقد قام بإطلاق عدة طلقات نارية:" أخشى أن يغادر المتظاهرون المكان وتتقدم آليات الاحتلال نحو منزلي أو ترسل طلقاتها النارية باتجاهنا"، ويزداد خوفها في ساعات الليل حين يقتحم الجنود الاسرائيليون منزلها كما العادة ويبثون الرعب في نفوس أحفادها".

وهو ذاته ما يخشاه قريبها المواطن بركة ابو دقة الذي قال لمعا أن السلك الحدودي يبعد عن منزله قرابة 500 متر وأن حياته أصبحت جحيما بحيث بات دخوله للمنزل وخروجه منه يشكل مصدر خطر ورعب له ولأفراد عائلته.

ويضيف: "بالطبع نعيش في رعب وخوف دائمين بالإضافة إلى حسرة ففي كل يوم يقوم المحتل بتجريف أراضينا التي نزرعها أمام عيوننا ولا نكاد نسمع من يحتج على ذلك أما السياسيين فهم لا ينظرون لمعاناتنا".

مؤخراً قام وطنيون وفعاليات شعبية بتنظيم لجنة أطلقوا عليها اسم الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني وهم يخرجون بشكل شبه يومي بتظاهرة شعبية سلمية إلى الحدود الشرقية للقطاع يرفعون العلم الفلسطيني ويرددون هتافات منددة بالسلك الإلكتروني الاسرائيلي الذي يقضم آلاف الدونمات الزراعية ويضع مئات المنازل بدائرة الخطر ويؤكدون انهم سيواصلون مسيرة التظاهر السلمي الشعبي رغم قيام الاحتلال بإطلاق النيران نحوهم والتي أصيب خلالها عدد من المتظاهرين من بينهم المتضامنة المالطية بيانكا زامت خلال تظاهرة سلمية شرقي مخيم المغازي قبل أيام.