الأندية والاحتراف * بقلم :خالد اسحاق الغول
نشر بتاريخ: 26/04/2010 ( آخر تحديث: 26/04/2010 الساعة: 19:15 )
أي حديث عن الوضع الفلسطيني وخصوصيته، وأي استفسار عن الامكانيات الفعلية والواقعية لاحتراف فعلي وواقعي هو قفز نحو الخلف ومضيعة للوقت والجهد... الوقت الآن هو وقت التنفيذ الفوري، ولحظة البحث عن مكان في قافلة الاحتراف التي انطلقت، وعلى الاندية الفلسطينية ان تتأقلم مع القرارات ومع التصنيفات التي تم اعتمادها والتي تم الاعلان عن مواقع الاندية بناء عليها. كما ان على الاندية المنضوية في خانة المحترفين ان تعمل اكثر من غيرها كي تعزز من مقوماتها الذاتية لتنخرط في منظومة الاحتراف بجدارة.
بعض الاندية ترى ان مقومات وشروط الاحتراف متوافرة في الظرف الفلسطيني الحالي، وليس هناك ما يعيقها، وأن على الأسرة الرياضية الفلسطينية ان تتكافل وتتكاتف جميعها من اجل التنفيذ الحرفي للقرارات، على اعتبار ان الاتحاد يدرك اكثر من غيره الى اين يجب ان تسير الاندية، وما هي اولوياتها، وما عليها الا ان تعيد ترتيب امورها الداخلية انسجاما مع هذه القرارات التي جاءت بعد دراسة عميقة، ولم تصدر بشكل ارتجالي.
والبعض الآخر يرى ان صيغة الاحتراف المتداولة بين الاندية لا تتلاءم مع ظروف وامكانيات وقدرات الاندية ومدى استعدادها الذاتي لخوض غمار التحدي، وانه لم تنضج بعد تلك الاسس الموضوعية الطبيعية اللازمة للاحتراف كحالة مجتمعية وطنية شاملة، تشارك فيها كل مكونات المجتمع السياسي والمدني، وتندرج في اطار استراتيجية تنموية وطنية شاملة تكون الرياضة عامة وكرة القدم خاصة جزء لامعا فيها كتجل حقيقي من تجليات النهوض الفلسطيني.
ويعتقد هؤلاء ان وضع الاندية أمام الاحتراف بهذا الشكل، انما يشكل انهاكا كبيرا للمجتمع الفلسطيني ولفعالياته ومؤسساته وافراده، وتحميلهم اكثر من طاقاتهم وقدراتهم، قبل التمهيد والتهيئة لمشروع الاحتراف بشكل تدريجي في سياق سياسي اقتصادي اجتماعي رياضي مؤات.
وبغض النظر عن وجهتي النظر في موضوع الاحتراف، يسارع كل ناد الى استجماع قواه وحشد كل طاقات مجتمعه المحلي واستنفار كل علاقاته وارتباطاته ومفاتيحه، لضمان توفير متطلبات النجاح في دوري المحترفين بطبعته الفلسطينية. فبعض الاندية ستنجح (رياضيا) لانها استطاعت ان تهيء لنفسها موقعا مناسبا من خلال الاموال والعلاقات والترتيبات المسبقة، وبعضها يلهث ويعاني من فقر وحصار وارتباك وخلط في الاولويات التي لم يعد قادرا على تحديدها، والذي لن يسعفه الوقت الضيق، ولا الامكانيات الشحيحة، ولا الضغوط الهائلة لكي يلحق بالركب ويواكب التحولات الهائلة التي لا تسمح له بالتقاط انفاسه.
ما نجح الحراك الحاصل في المشهد الكروي في احداثه لم ينجح احد في احداث حراك مشابه له في مناحي الحياة الفلسطينية الاخرى بهذه السرعة. ومع هذا التحول الهائل تجري اعادة صياغة أولويات المجتمع واهتماماته في مدن وقرى ومخيمات فلسطين على العموم. وبالتالي يحدث تعديل لطبيعة المسؤوليات والواجبات الاجتماعية، حيث اصبح القطاع الخاص الفلسطيني ملزما بان يحدد مسؤولياته الاجتماعية بما بتناسب ومتطلبات الاحتراف الكروي الفلسطيني بغض النظر عن قيمة واهمية المجالات المجتمعية الاخرى التي يهتم بدعمها، والتي قد يراها البعض اكثر اهمية والحاحا من دعم الاندية المتجهة نحو الاحتراف.
لقد انتاب بعض الاندية احساس بالغبن، وتوجد لدى البعض ملاحظات على الخيارات التي تم اعتمادها، وعلى مستوى وطبيعة التصنيفات ومواقع الاندية في هذه التصنيفات، وشكل ذلك صدمة لدى البعض، ومفاجأة سارة للبعض الاخر. وفي كل الاحوال فان النهج الديمقراطي الذي سيسلكه الاتحاد في معالجة اي اعتراضات او انتقادات او ملاحظات على ما تم اقراره واعتماده، سيكون المحك الفعلي والحقيقي للكشف عن طبيعة التحول الجاري في استراتيجية واداء اتحاد كرة القدم في عهده الحالي.