السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أكاديميون يؤكدون على ضرورة العمل الجماعي لإنقاذ "ما تبقى من القدس"

نشر بتاريخ: 26/04/2010 ( آخر تحديث: 27/04/2010 الساعة: 00:00 )
ابو ديس - معا - أكد أكاديميون مشاركون في جلسات مؤتمر القدس حاضر ومستقبل و الذي افتتح صباح اليوم في جامعة القدس أبو ديس، على ضرورة العمل الجماعي لانقاذ ما تبقى من مدينة القدس المحتلة في مواجهة سياسية التهويد و الاستيطان.

وخلال الجلسة الأولى بعنوان "إبعاد الوضع القانوني و السياسي لمدينة القدس" قدم المحامي الحلبي ورقة عمل حول الوضع القانوني للقدس في التشريعات الإسرائيلية

وفي الورقة الثانية من الجلسة الأولى قدم د. رامي نصرالله، رئيس مركز التعاون والسلام الدولي ورقة عمل حول الجماعات اليهودية الفاعلة في تهويد القدس.

وقال نصر الله ان الاعتبارات الديمغرافية شكلت اساس للسياسات الإسرائيلية للحفاظ على ما سمي بالأغلبية اليهودية، وفعليا ولهذا الاعتبار واعتبارات الهيمنة الحزبية كانت الحكومة الإسرائيلية هي الجهة التي تقوم على وضع السياسات وتنفيذها.

وركزت ورقه نصر الله على رسم طبوغرفيا للجماعات اليهودية اليمينية المتطرفة التي تعتبر نفسها "ذراع طلائعية" لتحقيق الاهداف اليهودية الصهيونية بالسيطرة على البلدة القديمة ومحيطها المباشر او ما يسمى بالحوض المقدس او الحوض المرئي للبلدة القديمة.

وفي ورقة عمل حول مواقف أحزاب الوسط و اليسار الإسرائيلي من قضية القدس استعرضت رئيسة دائرة العلوم السياسية في جامعة القدس د. آمنة بدران عن مواقف الاحزاب السياسية المختلفة و كيف شكلت مدينة القدس إجماعا لديها.

وفي الورقة الختامية للجلسة، قدم الأستاذ وليد سالم مدير مركز الديمقراطية و تنمية المجتمع ورقة عمل بعنوان "القدس: بين السياسات الإلحاقية الإسرائيلية والرد الفلسطيني المعاكس"، و الذي استعرض تقسيم السياسات الإسرائيلية بشأن القدس إلى مراحل زمينة مختلفة تدرجت سلطات الاحتلال خلالها من الضم الى فصل القدس عن باقي المناطق الفلسطينية تعزيز البناء القدس الكبرى إلى حاضرة القدس الكبرى.

وقال سالم ان نجاح إسرائيل في تهويد القدس و أسراتها ليس قدراً لا مناص منه، وأن كل الإجراءات الإسرائيلية التي تم اعتمادها وتطبيقها في القدس هي إجراءات قابلة للعكس والتغيير، وفي هذا الإطار تمت نجاحات فلسطينية سابقة يمكن المتراكمة عليها من خلال خطة تنموية فلسطينية للقدس، يجري تنفيذها بجدية وبسياسة مستدامة، مترافقة مع المطالبة والعمل من أجل صيغة تفاوضية جديدة مبنية على مبادئ المساواة والتكافؤ والتبادلية، وتجنيد الدعم الدولي لهذه الصيغة التفاوضية، وكما لعمليات التنمية الفلسطينية في القدس وتقديم الدعم الدولي المالي اللازم لها.

وركز سالم انه حتى الآن لم ترتق الحلول السياسية المطروحة من إسرائيل إلى مستوى الحد الأدنى المقبول فلسطينياً، في البداية رفضت مناقشة موضوع القدس.


الجلسة الثانية

وفي الجلسة الثانية من المؤتمر و التي عنونت باسم "الاستيطان و البناء و التركيبة السكانية" قدم إسحاق جاد مدير عام معهد الأبحاث التطبيقية في مدينة القدس، ورقة عمل حول تهويد القدس و التخطيط و الديمغرافيا مستعرضا تطور الاستيطان في مدينة القدس و بناء المستوطنات في المدينة المقدسة.

وقدم الأستاذ جاد استعراضا السياسات والخطط الإسرائيلية الإحتلالية وأساليب التمييز الممنهجة ضد الفلسطينيين، والمتمثلة بسياسات إدارة وفرز الأراضي التي تسعى إلى تعزيز غلبة يهودية في الشطر الشرقي لمدينة القدس المحتلة.

بالإضافة الى تقديمه تحليل نقدي-إستراتيجي للأدوات المستخدمة على أرض الواقع من المستوطنات الإسرائيلية والجدار العازل وأبعادها على مستقبل مدينة القدس كعاصمة أبدية للدولة الفلسطينية المستقلة.

ومن جهته قدم المحامي قيس يوسف الناصر، و المحاضر في الجامعة العبرية ورقه عمل حول قضايا التنظيم و هدم البيوت في الشق الشرقي من مدينة القدس المحتلة، مشيرا الى انه ومنذ احتلال عام 1967 اصبح القرار التخطيطي في هو قرار سياسي و ديموغرافي, يهدف إلى الحفاظ على أغلبية يهودية ساحقة في القدس بشقيها.

وقال قيس أن الهدف الديموغرافي الأخير الذي وضعته الحكومة الإسرائيلية ينص على وجوب وجود 40% من العرب و- 60% من اليهود في عام 2020، و لتحقيق هذا الهدف استخدم الاحتلال هذه السياسية اسلوبا لتحقيق الهدف.

وفي ورقة العمل الثالثة استعرض المنسق لبرنامج ماجستير الدراسات المقدسية في أبو ديس، د. عمر يوسف الآثار السياسية للاستيطان في القدس المحتلة، و إمكانية إقامة الدولة الفلسطينية في ظل استمرار الاستيطان.

وعن "القدس: بين الآثار والاستيطان" تحدث د. نظمي الجعبة في الورقة الرابعة مؤكدا ان مدينة القدس مكانة كبيرة في البحث عن الآثار، خاصة في مسألة البحث عن مصادر الشرعية لمشروع سياسي.

و أشار الجعبي إلى ان "المكتشفات الأثرية التوراتية" هزت المقولات التوراتية، ففي القدس تم ومن منطلقات البحث الأثري، التوصل الى ضحالة التاريخ التوارتي في المدينة.

وفي ختام الجلسة، استعرض مستشار الحركة الإسلامية في شؤون القدس، علي أبو شيخه الأخطار المحدقة بالمسجد الأقصى في ظل عمليات الحفريات و مخططات التهويد التي تقوم سلطات الاحتلال.


الجلسة الثالثة:

و افتتح الجلسة الثالثة و التي ركزت على البعد القانوني و الثقافي و الديني لمدينة القدس، د. إبراهيم الفني، مدير مؤسسة القدس للبحث و التطوير، بورقه عمل بعنوان " الحق التاريخي في مدينة القدس".

و خلال ورقته قال د. الفني أن علماء الآثار الحق الفلسطيني في المدينة، إلا أن إسرائيل استخدمت علم الآثار عبر قاعدة علم التأويل وحولته إلى مفهوم جدلي.

و أكد الفني على ان الاحتلال عسكر علم الآثار ليصبح طيعا بما يكشف او يخفي لصالح تأكيد الحق التاريخي على الرغم من كل ما ينطوي عليه من شواهد محفورة عمرانية ووثائقية. كالبرديات المصرية الموجودة فعلا وغير فاعلة.

وقال الفني أن الحفريات الأثرية التي تمت في القدس قدمت أجوبة حول التجمعات البشرية التي سكنت القدس التي لم تثبت حقا للإسرائيليين.

ومن هنا، كان خوف الإسرائيليين من علم الآثار، وضرورة تركيز الفلسطينيين على رؤية واضحة بأن الفلسطينيين لهم الحق التاريخي الكبير في المدينة، و هذا ما أكدته الحفريات التي وقعت في القدس

وكانت الورقة الثالثة و التي قدمها مدير المسرح الوطني الفلسطيني جمال غوشة عن واقع القدس، تحدث عن المعوقات التي تواجه الفعاليات و المؤسسات الثقافية في مدينة القدس، وعلى رأسها الاحتلال الذي قيد الحركة الثقافية، إلى جانب امتناع المؤسسات المانحة على تمويل المشاريع الثقافية.

وقال غوشة أن البنية الثقافية التحتية ليس بحجم العاصمة التي يجب التركيز عليها ثقافيا، فلم تقم بناية حديثه ولا متحف وطني و كل المؤسسات الموجودة هي من السابق.

وطالب جمال غوشة خلال كلمته، بإنشاء صندوق قافي لدعم القطاعات الثقافية في مدينة القدس المحتلة و تركيزها في عاصمة فلسطين الأبدية.

و عن البعد الديني الإسلامي، قال د. مصطفى أبو صوي من جامعة القدس أن الأنبياء كان لهم علاقة واضحة بينت من خلال الآيات القرآنية مع بيت المقدس.

وتطرق الصوي إلى أهمية بيت المقدس مستشهدا بالآيات و الأحاديث النبوية التي ركزت على أهمية المسجد الأقصى و بيت المقدس.

وقدم كل من مفتي القدس و الأراضي المقدسة الشيخ محمد حسين، و رئيس أساقفة سبسطية و الروم الارثدذكس الاب عطا الله حنا استعراضا لأهمية القدس في الديانات الإسلامية و المسيحية و موقعها الروحي في الديانات السماوية.

وقال المفتى حسين ان الإسلام و المقدسات الإسلامية في القدس هي عنوان مدينة القدس ومزيتها التي يحاول الاحتلال طمسه.

وشدد الاب عطا الله على ضرورة وضع أجندة و إستراتيجية وطنية واضحة للدفاع عن مدينة القدس، التي انطلقت المسيحية منها.

ومن المقرر ان يخرج المؤتمر في يومه الثاني، الثلاثاء، ببيان ختامي يتضمن التوصيات و المطالب التي تمخضت عن جلسات المؤتمر خلال اليومين.