الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قرارات اللواء بين جزر المصلحة الذاتية الأندية ومد المصلحة العليا للوطن

نشر بتاريخ: 27/04/2010 ( آخر تحديث: 27/04/2010 الساعة: 20:18 )
** بقلم: مجاهد عثمان

ما زلت أتذكر جيدا ذلك اليوم جيدا حيث كنت عائداً لبيتي بعد عناء يوم طويل عدت فيه من مدينة خليل الرحمن أحمل أوراقي التي لخصت عليها محضر أول إجتماع لإدارة مجلس إتحاد كرة القدم المنتخب جديدا برئاسة اللواء جبريل الرجوب والذي عقد في مقر جمعية الشبان المسلمين ، وعندما وصلت السيارة التي تقلني لقرية عين عريك الجميلة بعين ماءها وأهلها في نسيج فريد من نوعه يضم مسلمين ومسيحيين من فلاحين وأبناء مخيم ، عندها تلقيت إتصالا هاتفيا من اللواء طلب مني العودة في ساعة متأخرة لمكتبه ليطلع مني على محضر الجلسة الإفتتاحية قبل نشرها في الصحف اليومية وليضع سيادته لمساته الأخيرة عليها عندها أدركت بأنني أقف أمام إنسان قائد بكل ما تحمل الكلمة من معنى وأن التغيير في الإرث الرياضي العقيم الذي عانينا منه لن يتراكم على أعناقنا بعد اليوم ، حينها لمست الفرق بين القيادة الجديدة للإتحاد وبين سابقتها .

أن قرار اتحاد كرة القدم الأخير بالبدء بالعمل الإحترافي لكرتنا الفلسطينية بغض النظر عن نوعه سواء كان كاملا أم جزئيا لم يخطر على بال أحد ، وتثبيت الدرجات المختلفة بهذا العدد المقبول إقليميا ومحليا لم يكن يتوقعه حتى أكثر المتفائلين في القاموس الكروي الفلسطيني ناهيك عن إنتظام الدوري بشكل رسمي للعام الثاني على التوالي وبسلاسة هذه الأهداف الثلاثة أصابها اللواء بطلقة واحدة.

وقد تجلت شجاعة اللواء بتحديد أسماء الفرق التي ستكون ضمن مختلف الدرجات في الدوري القادم وطبعا هذا القرار صفق له البعض وعارضه البعض ، ولكن الكثيرون لا يعلمون بأن طاولة الإتحاد مثقلة بالإعتراضات والمشاكل للكثير من الأندية والبت فيها قد يطول ولن يصل مجلس إدارة الإتحاد لحل يرضي الجميع والتي جعلت البعض يعود بذاكرته لسنين قليلة مضت .

وهنا تجلت صفات القائد الحقيقية لدى اللواء الرجوب وإتخذ قراره وحدد ملامح الدوري القادم فهو قبطان السفينة التي أبحر بها ليصل لبر الأمان متحديا كافة الصعوبات التي ستعترض طريقه، وما يحزنني في هذا المقام هو تلك الأصوت التي بدأت تعلوا لائمة على بعض أعضاء الإتحاد متهمين رئيس دائرة الإنشطة بالوقوف وراء ذالك القرار لمصلحة فريقه وأخرين مقصرين بحق فرقهم التي هبطت ولم ينقذوها .

فأن كنتم تظنون بأن وجود فلان وفلان سيكون بمثابة حماية لمصلحتكم الذاتية الضيقة فأنتم مخطئون فنحن عانينا كثيرا وأخيرا وجدنا رجلا قويا أمسك بالبوصلة الرياضية الفلسطينية ليقودها لمكانها الطبيعي ليضعها في مكانها الطبيعي على خريطة العالم الرياضية وليعرف الجميع بأننا شعب نحب كرة القدم قدر حبنا للحياة والحرية ، فليترك كل منا مصلحته الشخصية ويضحي بها عند اللزوم من أجل أن نرتقي بكرة القدم الفلسطينية عاليا ، فالقافلة ستسير والبقاء فيها للأفضل وسيأتي ذلك اليوم الذي سيدرك فيه الجميع بأن القرار الأخير الذي صدر عن إتحاد كرة القدم يصب فقط وفقط في المصلحة الوطنية العليا لكرة القدم الفلسطينية وأن غدا لناظره لقريب.