الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خمسة رؤساء حكومات اسرائيلية وافقوا على الانسحاب من الجولان كاملاً

نشر بتاريخ: 27/04/2010 ( آخر تحديث: 27/04/2010 الساعة: 21:44 )
بيت لحم – معا- قال الجنرال اوري ساغية الذي ترأس طاقم المفاوضات الاسرائيلية السورية في الفترة الواقع ما بين 1999 – 2000 ان خمسة رؤساء حكومات اسرائيلية متعاقبة بمن فيهم نتنياهو قد وافقوا على الانسحاب الاسرائيلي من هضبة الجولان حتى حدود عام 1967 مقابل اتفاق سلام مع سوريا .

وكشف الجنرال ساغيه خلال مقابلة اجرتها معه صحيفة "هلوحيم " الناطقة بلسان جمعية معاقي الجيش الاسرائيلي ونشرت صحيفة معاريف الناطقة بالعبرية مقاطع منها في عددها الصادر اليوم " الثلاثاء" تفاصيل دقيقة ونادرة لمجريات المفاوضات الاسرائيلية السورية التي قادها ساغيه بنفسه والتي وصفها بالفشل السياسي الاستراتيجي من الدرجة الاولى .

ووصف ساغيه الذي شغل حينها الى جانب رئاسة الوفد المفاوض منصب قائد الاستخبارات العسكرية " امان" المفاوضات التي جرت ابان تولي ايهود باراك رئاسة الحكومة بتضييع الفرصة النادرة لتحقيق السلام مع الاسد الاب "حافظ الاسد" الذي لو تحقق لمنع كافة الحروب التي اندلعت خلال العقد الماضي ولغيير وضع اسرائيل في المنطقة من جذوره .

وقال ساغيه بان ضعف القادة في تلك الفترة هو ما منع تحقيق التسوية وليس اصرار السوريين على غسل اقدامهم بمياه بحيرة طبريا كما اشيع حينها .
وتناول ساغيه مجريات المفاوضات قائلا " بعد جولات طويلة من المفاوضات جرت في ارجاء المعمورة بعضها سري اشترك فيها موفدون عن الرئيس حافظ الاسد وضباط في الجيش السوري، واخر علني اشترك فيه وزير الخارجية السوري فاروق الشرع نجح الطرفان في التغلب على معظم العقبات وليس من اللطيف ان اقتبس اقوال الرئيس السوري الحالي بشار الاسد لكنني اوقل بانه صادق حين قال بان 80% من المشاكل العالقة قد وجدت طريقها للحل ".

وفيما يتعلق باستئناف المفاوضات قال ساغيه " من الواضح لي ورغم التصريحات الاسرائيلية القائلة بضرورة استئناف المفاوضات دون شروط مسبقه الا انها ستبدأ من النقطة التي انهت اليها ".

وكشف ساغية بعض الامور التي حاول قادة اسرائيل على مدار العقدين الماضيين التستر عليها وقال بكل وضوح ان خمسة رؤساء حكومة من رابين وحتى اهود اولمرت بما في ذلك نتنياهو قد وافقوا على فكرة تسوية تشمل انسحاب اسرائيل من هضبة الجولان حتى حدود الرابع من حزيران 1967 .

وايدت مصادر مقربة من جولات المفاوضات المذكورة ما ذهب اليه اوري ساغيه قائلة ومؤكدة ان المفاوضات اوجدت طرقا للاتفاق على مكان حدود الرابع من حزيران وترسيم تلك الحدود التي كانت مرسمة بواسطة 14 علامة حدودية .

وبهذه الاقوال يدحض ساغيه اقوال نتنياهو التي اعقبت خسارته للسلطة عام 1999 والتي ادعى فيها بان موفده "رون الدور " رفض الانسحاب من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران خاصة وان "تركة " نتنياهو من الوثائق المتعلقة بالمفاوضات كانت تحت تصرف ساغيه الذي مثل اهود باراك في جولات المفاوضات اللاحقة .

واكد ساغيه بان حلولا لكافة المشاكل المتعلقة بالحدود والامن والمياه قد انجزت حيث تحدث السوريون عن خط حدود على ضفة طبريا يقع 208.9 مترا تحت مستوى سطح البحر فيما ادى انخفاض مستويات مياه طبريا الى ابعاد الشاطئ من نقطة الخلاف السورية الاسرائيلية بمئات الامتار واصبح يقع خط المياه في منطقة يتفق الطرفان بانها تقع داخل حدود اسرائيل .

واختتم ساغيه تصريحاته بالقول ان اسرائيل تتفحص ذاتها بعد فشلها في الحروب لكنها لا تفعل ذات الشئ للتحقيق في فشل سياسي استراتيجي حيث سجل عام 2000 فشلا سياسيا استراتيجيا من الدرجة الاولى .