محطات من دورينا*بقلم :صادق الخضور
نشر بتاريخ: 28/04/2010 ( آخر تحديث: 28/04/2010 الساعة: 15:13 )
جدل كبير ، وتبرم وشكوى ـ قرارات الاتحاد الأخيرة أثارت زوبعة ، ثمة من يساندها وثمة من يتحفظ ، وثمة من يلتزم الصمت ، فهي جاءت لتضع حدّا للانتظار لكنها فتحت الباب على مصراعيه لتساؤلات عدة ستظل نهاياتها مفتوحة ، فهل كان بالإمكان أفضل مما كان ؟
الممتازة أ –قابلة لاستيعاب فريقين
فقد كان بالإمكان اعتماد الممتازة أ بالتعديلات الطارئة عليها ، وإضافة فريقي الجورة والعربي الصفافي ، فلا ذنب لهما في أية إشكاليات اعترضت مسيرة الدوري ، صحيح أنه يوجد اعتراض على العربي الصفافي ، نعم صحيح ، لكن ومن باب رد الاعتراضات جميعها فإن هذا الاعتراض يغدو غير مؤثر ، فالعربي تاريخ ما كان يجدر تجاوزه ، أما الجورة فهي فريق مجتهد يحث خطاه .
نقول ، كان بالإمكان تبني حل توفيقي ، ومع الجزم بأن الدوري القادم للممتازة ب سيقام وفق نظام مجموعتين ، فما كان إضافة فريقين –عفوا الإبقاء عليهما- مما سيعطّل مسيرة ، وما زالت الإمكانية واردة لاستدراك ما حدث.
في الإطار ذاته ، موقف أهلي قلقيلية بحاجة لمتابعة ، وإدارة الفريق تتابع القضية ، وهي قادرة التواصل مع الاتحاد ونقاشه
ليس دفاعا عن الاتحاد بل كلمة حق
فجأة ، انبرت عديد الأسهم الكلامية والكتابية اللاذعة لتتطاول على الاتحاد ، الاتحاد الذي أوجد واقعا غدا فيه دوري المحترفين طموحا لكل الفرق ، وإلا بمّ نعلل هذا الحرص الكبير على ولوج دوري المحترفين في نسخته الأولى ؟! فالاتحاد وبقيادته عمل بشكل دؤوب لنصل هذه المرحلة من انتظام المسابقات ، وفجأة ودون مقدمات يصبح في مرمى نيران المتبرمين .
للحقيقة والتاريخ قرار الاحتراف مغامرة جريئة، ونتمنى ألا يكون رصد مبلغ الربع مليون دولار هو الذي فتح شهية الأندية وجعلها راغبة في الاحتراف غير منطلقة من حقيقة واقعها وما تحوزه من إمكانيات.
الاتحاد أنجز ، حقيقة لا يختلف عليها اثنان ، وهي شهادة يجب أن تصدر عن الجميع اتفقنا مع الاتحاد أم اختلفنا معه ، وجهوده تستحق التقدير ، هذا ما يجب التسليم به قبل نقاش أي تحفظ على قراراته، أما المبالغة في التهجم وتوظيف الاعتراض لغايات ومآرب تخدم من ساروا في فيلق "فليغنّ كل على ليلاه" فلن تفيدنا شيئا.
ثمة حرص وغيرة، ولبعض الفرق الحق في الاعتراض، لها ذلك، وللمطالبين بالانضمام لركب الاحتراف نقول: أول متطلبات الاحتراف الممارسة الإدارية الواعية، فهل تبنت إداراتنا هذا النهج ؟ وهل تدار الأمور بهذه العشوائية والتسابق على النقد والتجريح؟؟!!
ليس دفاعا عن الاتحاد بل من باب الحقيقة، الاتحاد قال كلمته، ولكنها قابلة للنقاش، فما زالت للحديث بقية، وباب النقاش الموضوعي والهادف والبنّاء لم يغلق بعد.
للمناقشين والمعترضين نقول: معكم حق، وللمشاركين في الاعتراض باعتباره هدفا بحدّ ذاته نطرح التساؤل: أين كنتم أيام كان الاتحاد في خبر كان ؟ ولماذا ؟ ولماذا ؟
نقاش لن ينتهي بمقالة ، ولن يغطّى في عجالة ، فالمسافة بين الاتحاد والأندية المعترضة أقصر مما يتصورها أو يصورها البعض ، وتأجيج الأمور من قبل الحالمين باللعب على التناقضات لن يضيف شيئا.
كل ما نأمله أن يراجع الاتحاد قراراته ، وأن يخضعها للنقاش مع المتضررين ، نقول مع المتضررين ، وقطع الطريق على كل من يحاولون تصوير الأمور بين الطرفين وكأنها باتت على طرفي نقيض .
التدارك ممكن ، والنقاش الودّي والهادئ قادر على جسر الهوّة ، فمهما كانت المعطيات هناك دوما بصيص أمل ، والاتحاد الذي يحاول البعض النيل منه قادر على أن يتحول بقرار منه إلى محط قلوب ومهوى أفئدة حتى المتحاملين عليه ، لكنه عودّنا على أنه لا يتصرف من منطلق ردّة الفعل ، واللواء الرجوب لم يأل جهدا لتطوير الاتحاد والمسابقات والفرق ، وهو قادر على علاج المواقف برويّة وتأن .
بطولة نهاد أبو غربية....
بطولة تندرج في إطار تقدير فارس من فوارس القدس ، والبطولة كمحطة تكريم جيدة ، لكن توقيتها تزامن مع وجود بطولة جنين ، والانتهاء من الدوري قبل مدة وجيزة ، علاوة على استمرارية دوري الأولى ب ، الذي سيدخل مع نهاية الأسبوع الحالي مرحلة حرجة بانتظار المراحل القادمة بعد أن تقلصت إمكانية صعود ثمانية فرق للأولى أ –الممتازة ب حسب التسمية الجديدة .
بمتابعة مباريات البطولة نلحظ أنها لم ترتق للمستوى الفني المطلوب لسبب بسيط وواضح وهو أن الفرق نزعت لتجريب عناصر جديدة تم استقطابها أو ترفيعها من الشباب ، وهذه فائدة حقيقية .
البطولة وبوجود تطلعات لتحويلها لتقليد سنوي قابلة لأن تنضج أكثر، وما زالت مباريات دور الأربعة قادرة على البوح بمعطيات فنية جديدة.