الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

السامريون ينحرون الخراف والعلم الاسرائيلي باحتفالات عيد الفسح بجرزيم

نشر بتاريخ: 29/04/2010 ( آخر تحديث: 29/04/2010 الساعة: 14:26 )
نابلس - معا - اطلق 750 سامريا وهم عدد ابناء الطائفة السامرية في العالم، ليلة امس الاربعاء، الشعائر الرسمية للاحتفال بعيد الفسح من على قمة جبل جرزيم جنوب نابلس، شمال الضفة، والذي يبلغ ارتفاعه 940 مترا فوق سطح البحر، وهو المكان الذي يعتبره السامريون الاكثر قدسية في هذا العالم بالنسبة لهم.

ويقول كبار الكهنة في الطائفة السامرية أن عيد الفسح "بالسين وليس بالصاد" هو العيد الاكبر لهم، ويعود الى ما قبل 3648 عاما، يرمز الى الاستقلال والتخلص من العبودية التي فرضها فرعون قبل 3644 عاما بعد أن عاشوا سنوات في سيناء المصرية واقاموا مملكتهم في جبل الطور بنابلس، وغفر الله بعدها لهم كما يقولون وامرهم بذبح ذبيحه" انت وجارك وقريب بيتك تذبحون خروفا " كما ذكر في التوراة.

اسحاق السامري سكرتير الطائفة السامرية قال لمراسل "معا" خلال مشاركته اياهم في احتفالات الطائفة مساء امس على جبل جرزيم، ان الطائفة ذبحت 48 خروفا في هذا العيد وبنحرة واحدة فقط حسب معتقداتهم، مشيرا انه يمنع على احد من خارج العائلة ان يأكل منه، وما يتبقى من الخروف من مساء امس حتى فجر اليوم يجب ان يحرق حرقا كاملا حسب عادات وتقاليد ابائنا واجدادنا.

واضاف السامري من اليوم تبدأ الاعياد لمدة سبعة ايام حيث يمتنع ابناء الطائفة جمعيا عن الاكل من خارج المنزل ويأكلون فقط مما يصنع من داخل المنزل وحتى الفاكهة تؤكل مجففة ويقومون بخبز "الشراك" بعجين غير مختمر طيلة ايام العيد.

وتدفق الالاف ليلة امس للاحتفال بانطلاق العيد على قمة جبل جرزيم بنابلس من المسلمين والمسيحيين وحتى عشرات المستوطنين، وتقدم المحتفلين كبار المسؤولين من الجانب الفلسطيني والاسرائيلي، وبعثات دبلوماسية غربية لتقديم التهاني لابناء الطائفة السامرية بنابلس، الذين اصروا على انزال العلم الاسرائيلي من مكان الاحتفال بعد ان علقه احد المستوطنين عنوة قبل بدء الاحتفال وهددوا بإلغاء الاحتفال اذا لم يتم انزال العلم.

700 شخص تقريبا من ابناء الطائفة نساء ورجالا كان يرتدون اللباس الابيض بالكامل، و50 من كبار الكهنة فقط كانوا يلبسون "القمباز" الاخضر فوق اللباس الابيض، وبدأ الاحتفال بالتراتيل الدينية من الكاهن الاكبر في الطائفة، وهو الكاهن هارون ابو الحسن 83 عاما وعند الانتهاء بدأت عملية ذبح الخراف، ومن ثم قام كافة ابناء الطائفة "بتلطيخ" انفسهم ولو ببقعة صغيرة من دماء الخراف على جبهتهم، دليل على الشكر والطاعة لله عزوجل قبل ان يقوموا بسلخ الخراف وشويها داخل حفر كبيرة أشعلت فيها النيران.

احدى الشابات الفلسطينيات المسلمات "اماني الدنبك" كانت تقدم التهاني بصورة ملحوظة لابناء الطائفة السامرية ولا تحتاج الى جهد كبير من ملاحظة بسيطة حتى تعرف ان علاقة قوية تجمع بينها وبين السامريين بنابلس.

أماني قالت لـ"معا" تربطني علاقة قوية جدا مع كافة ابناء الطائفة السامرية تقريبا، من خلال جمعية "الاسطورة السامرية" حيث اقوم بالتنسيق لهم ولكافة نشطاتهم بنابلس كمتطوعة ليس اكثر، كما أحاول ان أشرك أكبر قدر من المجتمع الفلسطيني بهذه النشاطات للتعريف اكثر بالطائفة السامرية الذين يختلفون مع اليهود اختلافا كبيرا.

واضافت ان ابناء الطائفة ساعدوها يوما عندما تعرضت ابنتها لحادث سير وتم نقلها لمستشفى اسرائيلي للعلاج.