الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فتح بستة عشر رجلاً بعد ستة عشر عاماً

نشر بتاريخ: 02/07/2005 ( آخر تحديث: 02/07/2005 الساعة: 21:33 )
بقلم: محمد عبد النبي اللحام
ثلاثة ايام وستة عشر رجل هم من تبقى من اعضاء المركزية لحركة فتح يجتمعون في عمان ولاول مرة بعد رحيل زعيم الحركة ياسرعرفات فالستة عشر جلسوا تحت قيادة آخر عناقيد الحركة من الرعيل المؤسس فاروق القدومي ومحمود عباس وقبيل الاجتماعات اجتهدنا في معاً وكتبنا عن المأمول والمتوقع والجماعة لم يخيبوا ظننا فيهم وجائت النتائج كما هو متوقع وليس كما هو مأمول ..... فعلى صعيد تحديد موعد المؤتمر السادس فقد عام الموعد ولم يحدد وتركت صلاحيات ترتيبه للسيد ابو ماهر غنيم الذي يعيش في تونس مع العلم ان المؤتمر السادس يعول عليه ابناء حركة فتح الكثير مثل اختيار لجنة مركزية جديدة ومجلس ثوري وتقييم وتقويم مؤسسات الحركة التي اعتراها الكثير جراء السنوات الطوال ما بين المؤتمر الخامس عام 1989 حتى اللحظة وما مر من تغيرات جذرية على صعيد الساحة الفتحاوية والفلسطينية والعربية وحتى العالمية فستة عشر عاماً كانت كفيلة بان ازالة دولاً وافرزت دويلات وعظمة وقزمت وامطرت ... وغيمت ... ، وفتح تراوح مكانها على اقل تعديل ان لم نقل تراجعت .. تقهقرت .. ترهلت ..
وعلى صعيد الانتخابات العامة فقد قررت المركزية الايعاز الى اعضائها في المجلس التشريعي ان يقروا 20/1/2006 موعداً للانتخابات التشريعية الفلسطينية وهذا طبعاً على امل ان تكون الحركة قد رتبت صفوفها واعدت جيداً للانتخابات العامة ولم يتطرق احد من اعضاء المركزية الى شكل اختيار المرشحين فهل سيكون هناك ( برايمرز) ام ( كونفرانس) داخلي لفتح يقرر؟؟ فقط كان الحديث يدور حول شمول قوائم فتح لبعض المستقلين ضمن لوائحها ولكن من هم وكيفية اختيارهم ايضاً لم يطرحها احد ، وهذا دليل على عدم وجود آلية اختيار مما يبقي الازمة تراوح مكانها ، وعلى الصعيد السياسي المخنوق ، والمسروق فلا مجال للمناورة والخيارات محدودة ومرهونة بالآخر فهي لا تعدوا كونها ردات فعل وتجاذب في ظل الفجوة الفاصلة ما بيننا وبينهم ومعنا ومن معهم ومالنا ومالهم فكان المحور السياسي مقتصر على موضوع الانسحاب من قطاع غزة ومحاولة لترتيب البيت الفلسطيني عبر الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تراوحت الردود عليها ما بين مرحباً مثل الجبهة الديمقراطية ورافضاً مثل الجهاد الاسلامي ودارساً لها ومفكرًا بها مثل حماس وما بين ذلك الفصائل الباقية ... وعلى صعيد العلاقات الداخلية للجنة المركزية فقد تم الاتفاق على اعتماد فاروق القدومي كمرجعية للدبلوماسية الفلسطينيةمن خلال ابقاء صلاحيات السفراء والممثليات بيديه وبالشراكة مع الرئيس محمود عباس مما يعني بشكل نسبي استبعاد ناصر القدوه من هذا الملف وعدم مزاحمته للقدومي في المحافل الدولية وخاصة العربية ، كذلك انيط بابو ماهر غنيم ملف ترتيب المؤتمر السادس المؤجل لاجل غير مسمى في حين تم التأكيد على استمرار هاني الحسن في ملف التعبئة والتنظيم واعتماد الاوراق الصادرة عنه ... وكان لمنظمة التحرير حصة من النقاش والمداولات حيث تم الاقرار بوجوب عقد المجلس المركزي ويتلوه المجلس الوطني وكذلك استكمال الشواغر فيهما ووضع تصورات لشكل وحجم الفصائل الاسلامية في دوائر المنظمة ،، ويكلف فاروق القدومي ومحمود عباس بمتابعة اللقاء مع امناء سر الفصائل في الشتات وكذلك احمد قريع مع محمد دحلان لمتابعة المشاورات في الضفة الغربية وقطاع غزة
وهكذا كان اللقاء الذي كان مطالب بقرارات جريئه ومؤثرة ولكن شيء من ذلك لم يحدث فخاب ظن د. سفيان ابو زايدة الذي قال لنا قبل الاجتماعات انه يتأمل ويطلب تحديد موعد للمؤتمر السادس ولم يكن صلاح التعمري عضو التشريعي والثوري احسن حال فخاب ظنه الآخر بان تعالج المركزية القصور وتضخ دماءاً شابه اما ( ابو شاكر ) رفيق النتشه عضو المركزية السابق والنائب وعضو الثوري الحالي فقال أتأمل ولكني لا اتوقع فلم يخيب ظنك ابا شاكر .فها هي الثلاثة ايام تنتهي مع ستة عشر رجل تم انتخابهم قبل ستة عشر عاماً رحل منهم خمسة (الرئيس ابو عمار ، خالد الحسن ، صلاح خلف ، هايل عبد الحميد ، فيصل الحسيني ) رحمهم الله جميعاً ،،،،، ففتح لم تخرج نفسها من عنق الزجاجة وكما قال لي احد الاصدقاء ان مشكلة فتح مثل مشكلة والدي التي حيرت الاطباء فعمره حوالي خمسة وستون عاماً وهو يعاني من عدم الاخراج مما اربك العائلة على مدار الايام الماضية رغم انه يحاول ان يمارس بعض التمارين لليونة ، فالليونة في عمان لم تنجح على ما يبدو في احداث اخراج حقيقي لتبقى الامور معلقة على امل ان يكون هناك تمرين آخر في مكان آخر لكي يحدث ما يريح ويستنهض فتح وابنائها ومؤسساتها لاننا على قناعة ان في ذلك مصلحة وطنية .