الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحكومة الاسرائيلية تعلن انتهاء العمل بموجب مخطط ويسكونسون

نشر بتاريخ: 01/05/2010 ( آخر تحديث: 01/05/2010 الساعة: 23:03 )
القدس -معا- مع حلول الأول من أيار، أعلنت الحكومة الاسرائيلية عن انتهاء العمل بموجب مخطط ويسكونسون في جميع المناطق الدارج العمل بها بما فيها القدس الشرقية والذي كان يعرف تحت اسم " شركة أمين " .

وجاء قرار الحكومة الاسرائيلية بذلك بعد ان رفضت اللجنة الخاصة التي يترأسها عضو الكنيست حاييم كاتس ، اقتراح الحكومة الاسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو ، بتمديد فترة العمل بخطة ويسكونسون ثلاثة أشهر إضافية .

يذكر أنه كان من المفترض ان ينتهي العمل بهذه الخطة في نهاية العام الماضي ، الا ان الحكومة الاسرائيلية قررت تمديد المدة الى نهاية نيسان الماضي بعد عمليات تداول عديدة في لجنة العمل والرفاه الاجتماعي البرلمانية.

وكانت خطة ويسكونسون قد طفت على السطح في أعقاب الخطة الاقتصادية التي أتى بها نتنياهو إبان تولية حقيبة المالية عام 2005 بهدف تقليص الموارد المالية المصروفة على مخصصات ضمان الدخل دون الاكتراث بأن متلقي هذه المخصصات يشكلون الشريحة الاكثر فقرا في المجتمع .

وكان مركز العمل المجتمعي التابع لجامعة القدس ، قد قام بالكثير من العمل والجهد وعلى كافة المستويات ، وتنظيم المسيرات والمظاهرات المعارضة لايقاف العمل بالمخطط المذكور .

وأوضحت نجوى السلوادي مديرة مركز العمل المجتمعي ان خطة ويسكونسون إستوردتها اسرائيل من الولايات المتحدة الامريكية بعد ان كانت قد طبقت في دول اوروبية عديدة رغم الاشارة الى فشلها في تحقيق أهدافها ، حيث تقضي الخطة نقل مسؤولية نظام الخدمات الحكومية المقدمة الى الفئات غير القادرة على العمل الى القطاع الخاص حيث عرفت حينها بإسم " إعادة إصلاح ، أو من الرفاة الى العمل " .

واضافت السلوادي ان الحكومة الاسرائيلية لم تكترث في حينها الى تحذيرات أساتذة في الاقتصاد وعلم الاجتماع بأن تطبيقها سيكون كارثيا بالنسبة للكثير من الفئات المستهدفة في هذه الخطة والتي هي ألأشد ضعفا وتهميشا وخاصة المجتمع المقدسي ، الذي عانى الكثير منها حيث اضطر المشاركون منة الى قضاء 30 – 40 ساعة اسبوعية في الدورات والعمل التطوعي في القدس الغربية دون مراعاة ظروفهم ودون الأخذ بعين الاعتبار النسيج الاجتماعي والثقافي الخاص بهم .

واعتبرت ان الهدف من المخطط في القدس الشرقية هو إذلال المقدسيين وخاصة النساء ، حيث تسبب ذلك بأزمات بوسط العائلة المقدسية ، وهو أشبة بسجن يومي وبنظام العبودية ، ومن هنا وحسبما تشير السلوادي انطلق مركز العمل المجتمعي والذي يعد المركز الاكثر مناصرة للمقدسيين ضد هذا المخطط ، وسيواصل عمله بمناصرة سكان القدس بكل ما يتعلق بحقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وحقهم بالحياة الكريمة على أرضهم وحقهم بالدفاع عن صمودهم وبقائهم وتطورهم .

وتشير إحصائيات مركز العمل المجتمعي التابع الى جامعة القدس وحسب عينة عشوائية بحثت في المكز الى ان المخطط أدى الى إلحاق ضرر كبير للعائلة والمرأة الفلسطينية بشكل خاص، والتي اضطرت للتنقل بمكاتب شركة أمين في القدس الغربية وأماكن عمل بظروف مهينة وصعبة .

واوضحت لبنى مصاروة منسقة العمل الجماهيري في المركز ، أنه وحسب العينة العشوائية ان نسبة المشاركات من النساء في هذة الخطة بلغت أكثر من 61 بالمئة ، وأن المخطط استهدف أكثر الفئات ضعفا وأولهن النساء، وفي وقت ارتفاع نسبة الفقر حيث ارتفعت نسبة هذه العائلات التي تعتمد على ضمان الدخل ما بين العام 1985 و 2001 ، بنسبة خمسة أضعاف وهي نسبة الزيادة الطبيعية للسكان ، وحسب الاحصائيات فهناك 69 بالمئة من العائلات المقدسية تعيش تحت خط الفقر ، وهي في تزايد متواصل جراء الاوضاع الاقتصادية الصعبة واستكمال العمل بجدار الفصل وعزل القدس عن محيطها الاجتماعي والاقتصادي بشكل كامل .

وتوضح مصاروة ان خطة ويسكونسون تقوم على مبدأ الربح المادي والخصخصة على حساب الفئات الاكثر فقرا والعائلات الاحادية المعيل، ومعظم الدورات التي كانت تنظمها شركة أمين تنطلق من لوم الضحية وتحميل مسؤولية الفقر للفقير ، حيث الشعار الذي كانت ترفعة ( لا يوجد غذاء مجاني ) وتدفع الخطة المشاركين للمعاناة من أجل الحصول على تأمين الحد الادنى لحياتهم وتجبرهم على العمل وتحرمهم من الكرامة .

واكدت ان الخطة تفرض على الامهات ترك أطفالهن دون حماية ودون توفير احتياجاتهم للتوجة الى مركز العمل ( شركة أمين ) او التطوع بالرغم من ان نسبة الاطفال المقدسيين الذين هم تحت خط الفقر تبلغ 76.3 بالمئة ، وهذا ناتج عن سياسة اجتماعية خدماتية ، وسياسة موجة نحو المجتمع المقدسي بهدف تهميشة وذلك من خلال عدم الاهتمام بوجود امكانيات للتأهيل واهمال الخدمات لكافة مرافق القدس الشرقية .

هذا إضافة الى ان طبيعة الاعمال التي تفرض على النساء لا تتناسب وأهداف الخطة المعلنة وهي الرغبة في تحسين مكانة المرأة حيث أشارت الكثير من المنتفعات اللواتي توجهن الى مركز العمل المجتمعي أنهن يتعرضن للاهانة ، ويعاملن بطريقة تتنافى وحقوقهن وكرامتهن ، ما دفع المركز الى القيام بحملات مناهضة لخطة ويسكونسون ، والتحالف مع مؤسسات اخرى لاسقاطها وإلغائها ، وقد أثمرت الجهود في البداية من خلال إجبار الحكومة الاسرائيلية على إدخال تعديلات ، وبالرغم من عدم إنصافها الا انها ساعدت وشجعت في مواصلة الجهود للوصول الى إلغاءها ، ومن أبرز التعديلات في حينة إعفاء من هم فوق سن الـ 45 .

وأعلنت مصاروة ووفق التقارير الاسرائيلية ان الحكومة أوقفت العمل بمخطط ويسكونسون ، وأنه سيتم تحويل المشاركين فيه الى مكتب العمل كما كان دارجا في السابق .