الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عزام الاحمد بين نار سلام فياض ونار اسماعيل هنية

نشر بتاريخ: 01/05/2010 ( آخر تحديث: 02/05/2010 الساعة: 20:36 )
بيت لحم- معا - كتب رئيس التحرير ناصر اللحام- يستطيع اي مواطن عربي او فلسطيني ان ينتقد رئيس وزارء السلطة د.سلام فياض ، فهو مكشوف الظهر ويمكن مهاجمته بسهولة، فلا هو من تنظيم فتح لتدافع عنه، ولا هو مبايع لحماس لتحميه، كما ان باقي الفصائل م. ت. ف تمتدحه تارة وتهاجمه معظم الاوقات، وبسبب او من دون سبب ترى ان المجتمع الفلسطيني والدولي صار يتعامل مع فياض بانه لازمة من لوازم بقاء السلطة، ويمكن ان تسمع العديد من القادة ينتقدونه ، ولكنك اذا ما جلست في مكتبه ستجد انهم انفسهم جاءوا لزيارته وتحية والتواصل معه !!!

ومنذ ان ساومنا العالم الغربي 2006 حليب اطفالنا ولقمة عيشنا باسماعيل هينة وغالبيتنا اخترنا حليب اطفالنا على هنية "دون ندم" بدأ نجم فياض يلمع فيما نجم هنية يبقى حبيس الصراعات الداخلية في غزة، وبغض النظر عن احقية او عدم احقية ذلك، فان فتح وحماس تطاحنتا على منصب رئيس الوزراء ، وتقاتلتا وسالت الدماء فكان النصيب من نصيب فياض، ونحن شعب مؤمن بالقسمة !! كما نؤمن بالنصيب ، فكانت "قسمة" وكان نصيب.

وحكومة فياض استصدرت من الرئيس عباس 38 مرسوما رئاسيا في عدة سنوات ،وهو ما يعتبره البعض تجاوزا لصلاحيات المجلس التشريعي، كما ان المجلس التشريعي الاول وخلال 10 سنوات عمل لم يشرع مثل هذا العدد من القرارات ، ولكن فياض رد علينا "القانون الاساسي يخول حكومتي لعمل ذلك وينص القانون على ان المجلس التشريعي وفي اول جلسة يلتئم من حقه ان يقر او يعدل او يشطب اي قرار من قرارات حكومتي" .

في كل مرة نجلس فيها مع فياض نهمس ونتهامس انه صار عرفاتيا اكثر من الفتحاويين انفسهم والمقصود طريقة العمل ، ومن باب "العصف الفكري اسمح لنفسي ان اسجل الملاحظات التالية :

اولا: د. فياض صار يعتمد التكرار في خطاباته فهو يكرر نفس الكلام، ونفس العبارات دون كلل او ملل، ويعتقد ان تكرار الامور سؤدي الى الوعي، وان الوعي قد يؤدي الى عدم التردد وعدم التردد يؤدي الى القناعة والقناعة تؤدي الى الفعل .

ثانيا: هو يقول ان الدولة ستقوم في اواسط 2011 ومعنى ذلك انه يعطي نفسه "تلقائيا" ان يبقى رئيسا للوزراء حتى ذلك الحين، وفي هذا قولان.:

القول الاول: انه واثق ان الفصائل لا تستطيع انجاز المصالحة وبصراحة معه حق.

والقول الثاني: ان اي اتفاق بين الفصائل لا يمكن ان ينجح من دون الاستعانة به وبعلاقاته الدولية وقبول العالم العربي والممولين لسياسته .

ثالثا: دكتور فياض تعلم الدرس جيدا وبسرعة وانه لا يمكن ان يكون مقبولا على مستوى عالمي اذا لا يحقق القبول المحلي، فتراه يتحرك من قرية الى اخرى ومن هذه المدينة الى تلك وبشكل مبالغ فيه احيانا وبشكل يهدد امنه الشخصي احيانا اخرى ، من اجل الالتحام بالبسطاء من الناس ورغم انتقادات السياسين الساخرة ضده الا انه حقق ذلك .

وفي اتجاه قراءة استشرافية للمستقبل ترى ان حكومة هنية قد حققت ترسيخا لنفسها في غزة وان كان ذلك بالعنف والقوة التي تمتلكها كتائب عز الدين القسام ومع ذلك فقد حققت حماس في السنوات الماضية حضورا على مائدة السلطة ووضعت نفسها ندا لسلام فياض ماليا ووزاريا وادائيا فاصبحت سلطة لها مالها وعليها ماعليها .

واسماعيل هنية حقق سلطة في قطاع غزة اي انه اصبح شريكا في مائدة الحكم لكنه لم يختلف عن السلطة في السلطة ولم يات بجديد سوى الخطاب السياسي، والخطاب السياسي لا يتعلق بما مضى وانما يتعلق فيما سياتي ؟

هل يريد اسماعيل هنية انتخابات ؟ هل يريد سلام فياض انتخابات؟ اعتقد ان مصلحة كليهما في عدم الاسراع في اجراء الانتخابات وبقاء الوضع على ماهو عليه .

وهنا جاء دور عزام الاحمد رئيس كتلة فتح في البرلمان وهو الذي انتقد حكومة سلام فياض اكثر مما انتقد حكومة اسماعيل هنية من الناحية السياسية فهل يتحول عزام الاحمد في الاشهر القادمة الى الشخصية الاقوى في المشهد السياسي لا سيما بعد "ضعف اداء اللجنة المركزية لحركة فتح فقد كان الجمهور يتوقع منها اداء اقوى بكثير !! تماما كما توقعوا من خالد مشعل والقيادات في سوريا اداء اقوى بكثير ".

سياسيا تبدو الكرة في يد عزام الاحمد فهل يتقن لعبها؟ ام يفقدها مثلما فقدها الاخرون علما ان الرئيس ابو مازن اكد انه لن يرشح نفسه لرئاسة السلطة مرة اخرى ، وللتذكير فاننا نبحث عن قائد لوظيفة رئيس، وليس بوظيفة زعيم تنيظم او ناطق اعلامي في المؤتمرات الصحفية ،بل رئيس يحمل العبء الثقيل على ظهره ويبلسم الجراح، ويعيد لحمة الوطن والشعب، فرغم كل الصراخ والزعيق على الفضائيات ، فقد اشتاقت رام الله لغزة ، ورفح تموت شوقا الى جنين ، ويا عزام الاحمد ماذا انت فاعل بنا ؟