الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

قلقيلية- لقاء مفتوح بعنوان "الأطفال الجانحين الى أين..؟؟"

نشر بتاريخ: 02/05/2010 ( آخر تحديث: 02/05/2010 الساعة: 12:47 )
قلقيلية- معا- دعا العميد ربيح الخندقجي محافظ قلقيلية إلى عدم إصدار الأحكام المسبقة والمتسرعة تجاه الأحداث الجانحين، وإعطائهم فرصة لشق حياتهم من جديد، مؤكداً انه لا يجوز فرزهم في خانة المجرمين في حال ارتكبوا جنحة في مرحلة من مراحل العمر " فالله كما قال يبقي الأبواب مفتوحة للإنسان ليتوب ويعود حتى آخر أيام حياته، ولا يحكم عليه للجنة أو للنار من أول جريمة يرتكبها ".

جاء حديث الخندقجي خلال مشاركته في اللقاء المفتوح تحت عنوان (الأطفال الجانحين الى أين ..؟؟) الذي نظمته الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان " ديوان المظالم " بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة، والتوجيه السياسي والوطني في محافظة قلقيلية، بحضور ومشاركة الشيخ احمد الجدع من وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والدكتور يحيى رباح رئيس جامعة القدس المفتوحة، والرائد حقوقي نداء حنني مسؤولة ملف الأحداث في شرطة قلقيلية، وسمير أبو شمس الباحث في الهيئة المستقلة.

وتطرق الخندقجي للظروف الإجتماعية التي تؤثر في الأحداث إيجاباً وسلباً، موضحاً ان الموروث الثقافي قد يؤثر في نظرة الإنسان تجاه القيم الإنسانية، لأن القيمة هي ما يجمع الناس عليه.

وهاجم الخندقجي أسلوب الإشاعة الذي يحيط بكل موقف يتعرض له المواطن، ويزيد من حجم المشكلة حتى يصبح الحاجز صعب الكسر من قبل الطفل الجانح، فينزوي إلى النهاية وينزلق في جرائم اكبر، ويصبح عدو المجتمع، ويسخر ذكائه الجنائي لصالح الجريمة، مشدداً أن الخطورة تكمن في عدم وجود أماكن كافية مخصصة للأحداث الجانحين، وغياب ذوي اختصاص للتعامل مع هذه الفئة من الناس، وبالتالي دخول الطفل الجانح إلى مركز التوقيف أو السجن ليشكل علاقات جديدة تمتد معه إلى خارج السجن فتصبح بيئته التي يثق فيها وينحرف إلى الجريمة.

واوضح الخندقجي أن ثقافة (الأنا) تغلف نفسها بشعار القيم، إلا انها تنتهك بشكل يومي منظومة القيم، فتتمادى وتكون النتائج على شكل تزايد العنف في المدارس، وتزايد في تعاطي المخدرات، وتزايد في كل الظواهر السلبية في المجتمع، مشدداً انه على المجتمع أن يحارب ثقافة (الأنا) ليعيد منظومة القيم.

وقسّم الشيخ الجدع مراحل العمر حسب الشريعة الإسلامية، مبيّناً رأي الإسلام في كل مرحلة من مرحلة الطفولة وعدم المسؤولية إلى مرحلة الرجولة، موضحاً انه لم يسجن حدث في الإسلام، محملاً المسؤولية في إنحراف الأحداث للأسرة والتربية داخلها، والبيئة المحيطة في الحدث، مشدداً للمرأة دور كبير في التربية، مشيداً بتربية زوجات الأسرى لأطفالهن، لافتاً ان تربية الأسرة هي التي تنشأ الطفل وتشكل حياته ومستقبله، مطالباً بالعودة إلى الدين والقيم والأخلاق والتسامح.

وحمّل الدكتور رباح جنوح الأطفال إلى الأسرة أولا ومن ثم المجتمع، مطالباً بان يكون الصدق هو الأساس عند التعامل مع الأطفال، معتبراً أن سلوك الطفل هو مرآة لما يراه من أبويه والمجتمع، داعياً إلى التمعن في ظروف الجانحين لتسهيل إصلاحهم، بالإضافة الى إقامة نوادي خاصة بالأطفال من اجل تعليمهم نشاطات لا منهجية بدل التواجد في الشوارع وتعلم السلوكيات السلبية، وتوحيد الجهود بين المؤسسات المختلفة والجامعة من اجل نشر الوعي الثقافي لدى قطاعات المجتمع لتغيير بعض السلوكيات الموروثة كالإشاعة والكذب والأنانية والتي تلعب دور المعول الهادم للحضارة.

وتطرقت الرائد حنني الى الجوانب القانونية التي تخص الأطفال الجانحين، وبرامج الشرطة في هذا المجال، والتطورات التي طرأت على أداء الشرطة في التعامل مع الجانحين، مشيرة إلى الخطط المستقبلية التي وضعتها قيادة الشرطة لإصلاح وتأهيل فئة الأحداث الجانحين، وخاصة تشكيل دوائر متخصصة في مجال الطفولة والأحداث.

وحمّلت الرائد حنني المجتمع مسؤولية نبذ الجانحين وإمعانهم في الإجرام، متطرقة الى العلاقة بين الشرطة والمؤسسات ذات الاختصاص كالشؤون الإجتماعية والتربية والتعليم والهيئة المستقلة، منوهة إلى الدور التكاملي الذي تلعبه المؤسسات مع الشرطة للوصول إلى بناء مجتمع خال من الأمراض الإجتماعية والجنوح.

وإستعرض أبو شمس القوانين المطبّقة والسارية في الأراضي الفلسطينية بخصوص الأحداث وتحديداً تلك المعمول بها في الضفة الغربية، منوهاً إلى إفتقار التشريعات الوطنية الفلسطينية إلى قانون موحد، علماً أن القانون الساري والذي تعمل به المحاكم والمؤسسات الفلسطينية ذات العلاقة هو القانون الأردني رقم 16 لعام 1954 بشأن الأحداث، والذي نص على وجود مراقبي السلوك وحدد صلاحياتهم واختصاصاتهم.

وأشار أبو شمس إلى وجود تعارض واضح بين قانون الطفل الفلسطيني وقانون إصلاح الأحداث الأردني المطبق في الضفة الغربية، وخاصة البند المتعلق بمرشد حماية الطفولة الذي تضمنه القانون الفلسطيني وأعطاه صفة وصلاحية الضابطة القضائية على الرغم من عدم وجود هذه الصفة لمراقب السلوك.

وتطرق أبو شمس إلى دور الهيئة في زيارة ومتابعة الأطفال الجانحين بمراكز التوقيف والوقوف على أوضاعهم عن قرب، مطالباً بفصل مكاني ومعنوي للجانحين عن البالغين، معبراً عن اهتمام الهيئة وخاصة المفوض العام ممدوح العكر والمديرة التنفيذية رندة سنيورة بشريحة الأطفال وخاصة الجانحين.

هذا، وقدّمت فرقة الأمل للفنون المسرحية التابعة لوكالة الغوث سكتش مسرحي حول جنوح الاطفال ونظرة المجتمع تجاههم، حيث عبر الأستاذ سعيد مدير الفرقة عن رسالة اللقاء المفتوح، وذلك بحوارات بسيطة وسهلة حازت على إعجاب الحضور وتفاعلهم.