الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلية الإعلام بجامعة الأقصى تنظم ندوة إعلامية في غزة

نشر بتاريخ: 02/05/2010 ( آخر تحديث: 02/05/2010 الساعة: 20:35 )
غزة- معا- أكد المشاركون في ندوة إعلامية عقدت اليوم الأحد بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة على أهمية احترام الحريات الإعلامية وتفعيل دور القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في ترسيخ مفاهيم الديمقراطية.

ودعا المشاركون في الندوة والتي نظمتها كلية الإعلام بجامعة الأقصى بغزة , بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى إطلاق سراح الصحافيين المعتقلين, معتبرين أن استمرار اعتقالهم يعتبر نقطة سوداء في تاريخ الشعب الفلسطيني.

وأكد المشاركون في الندوة التي عقدت في قاعة المؤتمرات الكبرى في حرم الجامعة بمدينة غزة على حق الصحفي في الحصول على المعلومات بالطرق المشروعة, وحقه في الحماية والرعاية القانونية, إضافة إلى حق الصحفي في قانون عصري.

وكانت الندوة بدأت بعرض فيلم وثائقي حول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيين الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي.

وأكد الدكتور سلام الأغا القائم بأعمال رئيس جامعة الأقصى في كلمته في الندوة على حق الصحفي في الحصول على المعلومات بالطرق المشروعة, وحقه في الحماية والرعاية القانونية, فالحرية كانت – و لا تزال – هدف البشرية منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، فهي التي أنارت طريق البشرية في كفاحها الطويل والمستمر من أجل تحقيق المزيد من الرفاهية والتقدم ، فلا مجال للإبداع بدون حرية ، ولا قيمة للتقدم بدون تحقيق المزيد من الحرية ، وتزداد الحرية قيمة وتربو مكانة حين تقترن بالصحافة وترتبط هذه الأخيرة بها ، وهذه للمكانة التي تتبوؤها الصحافة كإحدى وسائل التعبير عن الرأي في المجتمع المعاصر والمنزلة التي تحتلها في النظام الديمقراطي ، هي السبيل إلى معرفة ما يدور في المجتمع، والإحاطة للقيم الاجتماعية السائدة بين جنباته ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإنها تكش ف عن النقص المتفشي بالمجتمع ، وتعمل على دفع الجهات المسئولة على إصلاح وتكملة هذا النقص سواء من النواحي الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية. هذا الدور الأساسي للصحافة هو ما يفسر سر اهتمام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان – عالمية كانت أم إقليمية – والدساتير الوطنية لحرية الصحافة.

وشدد د. الاغا أن الصحافة تعد المرآة التي تعكس لنا واقع المجتمع، وتهدف إلى طرح همومه ومشاكله إزاء أصحاب القرار ليقفوا عندها ولا يتجاوزوها إن لم نقل يسعون إلى حلها، فمن غير المعقول أن تتحول الصحافة بصورة مباشرة أو غير مباشرة ـ إلى أداة تهدم ذلك المجتمع الذي تدافع عنه فتكون ضد المجتمع في نفس الوقت الذي تكون فيه إلى جانبه.

بدوره, أكد د. احمد حماد عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى في إطار حديثه عن دور الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني في حماية الحريات الصحفية على الدور الهام الذي يلعبه المجتمع المدني باعتباره المدافع عن الديمقراطية والحريات السياسية والحقوق المدنية والمجسد لها.

وقال أن فلسطين تتميز في هذا المجال بخصوصية نادرة ذلك أن التجربة الأهلية والحزبية الفلسطينية تعتبر من التجارب الغنية على مستوى العالم، سواء من حيث قدرتها على المحافظة على النسق الاجتماعي، أو الخدمات التي تقدمها للجمهور، أو دورها في مجال الحفاظ على الحريات على اختلافها، بما في ذلك صون كرامة الإنسان وحريته، وهنا تكمن أهمية الدور الذي تلعبه الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني.

وطالب د. حماد أن تعمل مؤسسات المجتمع المدني والقوى السياسية الفاعلة في المجتمع، على تفعيل دور وسائل الإعلام في التوعية الاجتماعية والسياسية لدى أفراد المجتمع، منوهاً الى أهمية نشر المفاهيم والعادات الصحيحة، المتعلقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان، بهدف نشر ثقافة تتمتع بمستوى عالي من الإدراك والشعور بالمسؤولية، واحترام التعدد والاختلاف، وحكم القانون، عن طريق إعداد برامج تثقيفية موجهة لكافة قطاعات وفئات المجتمع الفلسطيني انطلاقاً من وعي وسائل الإعلام لوظائفها، ولدورها في التأثير على معرفة ومواقف وسلوك الفئات المستهدفة التي تتابع وسائل الإعلام.

وشدد د. حماد على أن تطوير مناخ حرية الإعلام يحتاج إلى تضافر كل الجهود, معرباً عن مدى الحاجة إلى حرية نموذجية يعيشها الصحفي الفلسطيني. وأضاف أنه إذا تحققت الحرية للصحفي والإ علامي فإنها ستتحقق لكل الوطن.

وأشاد بالتضحيات الجسام التي قدمها الإعلاميون والإعلاميات, ومنها المخاطرة بحياتهم حين العدوان الاسرائيلى على قطاع غزة.

وتحدث السيد جميل سرحان مدير برنامج قطاع غزة في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عن واقع حرية الصحافة في فلسطين مستعرضاً المرتكزات الخاصة بحرية الصحافة, وهي: البيئة القانونية, وانتهاكات السلطة لحرية الصحافة, وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي. وقال إنه من دواعي الخزي والعار، أن تقوم بعض الأطراف المحسوبة على شعبنا من كلتا الحكومتين في الضفة وغزة ببعض التصرفات الخارجة عن قيم وأخلاق الشعب الفلسطيني، بالاعتداء على الصحافيين ومؤسساتهم العاملة في الضفة وغزة.

واستعرض سرحان صوراً متعددة من الانتهاكات الرسمية بحق الصحفيين الفلسطينيين من بينها: التهديد وإطلاق النار عليهم, والاحتجاز والاعتقال, والاعتداء على الصحفيين بالضرب, ومنعهم من الحركة والتنقل والوصول إلى أماكن الأحداث والتعرض للمؤسسات الإعلامية, وتدمير أجهزة ومعدات الصحفيين.

وفي إطار حديثه حول حرية الصحافة بين الواقع والمأمول ، استعرض الدكتور ماجد تربان أستاذ الصحافة المساعد بجامعة الأقصى بعضاً من القوانين المنظمة للعمل الصحفي

وذكر تربان أن معظم القوانين العربية وكذلك قانون المطبوعات والنشر الفلسطيني الصادر عام 1995 يكفل حرية الرأي والتعبير إضافة إلى أنه يكفل حرية الصحافة باعتبارها أحد صور حرية الرأي والتعبير ، مشيراً إلى ان القانون الاساسى الفلسطيني أكد على الحق في حرية التعبير والحريات الصحفية بطريقة تتماثل مع المعايير الدولية. واستعرض د. تربان حق الجماهير في المعرفة نحو تحقيق ديمقراطية الاتصال بالإضافة إلى سقوط ال عوائق التي تحول دون أن يعبر المرء عن رأيه والوصول للمعلومات وتداولها بشفافية

وأشارد. تربان إلى أن الكلمة الهادفة والحرة لا تعيش إلا في مناخ الحرية ولا تؤتي ثمارها إلا بالاستشعار كاتبها بالمسئولية والالتزام
وتطرق الصحفي مصطفى الصواف رئيس تحرير جريدة فلسطين السابق على أن الحق في حرية الرأي والتعبير مكفول بموجب القانون الأساسي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، مضيفًا 'نحن بحاجة إلى كل صحفي وكاتب وأديب ومثقف فلسطيني لإيصال رسالتنا إلى العالم في ظل ما يتعرض له شعبنا ومقدساتنا من انتهاكات واعتداءات من قبل الاحتلال الإسرائيلي وتهويد القدس.
ودعا الصواف المؤسسات الحقوقية والمجتمع المدني وكل المعنيين لنشر الحقيقة والدفاع عن حرية الرأي والتعبير، وأن يقفوا عند مسئولياتهم في الذود ووقف الصحفيين من هذه الهجمة الشر سة التي تستهدف الحرية والحقيقة.
وأكد الصواف على ضرورة تركيز عمل الصحفيين نحو هموم الوطن وقضاياه علي اختلافها مع عدم تجاهل الممارسات الإسرائيلية في ظل حالة الحصار والركود السياسي التي نمر بها حاليا، مشددا على أهمية إعداد خطة عمل متكاملة ما بين الصحفيين والسلطات الرسمية لحماية الصحفيين ومكافحة كل أشكال الاعتداءات عليهم ورفع الغطاء عن كل من اعتدي علي الإعلاميين وتقديمهم للعدالة.
وشارك في الندوة التي بدأت بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت اكباراً لأرواح الشهداء, بمشاركة وحضور عدد من الإعلاميين والحقوقيين والمهتمين ورعاية د. سلام الأغا القائم بأعمال رئيس الجامعة.
بالإضافة إلى أعضاء هيئة التدريس بكلية الإعلام , وحشد من الأكاديميين والمهتمين, وبعض مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام المختلفة, وجمع من طلاب وطالبات الجامعة.