مدى: 69 انتهاكاً للحريات الإعلامية منذ بداية العام الحالي
نشر بتاريخ: 03/05/2010 ( آخر تحديث: 03/05/2010 الساعة: 15:07 )
رام الله- معا- رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري 69 انتهاكاً بحق الصحفيين، منها 57 انتهاكاً ارتكب من الجانب الإسرائيلي و12 انتهاكاً من قبل الجانب الفلسطيني.
واعتبر المركز في بيان وصل"معا" بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، ان هذا العدد مؤشراً كبيراً وخطيراًَ لمستوى الحريات الإعلامية المتدني في الأراضي الفلسطينية، فقد وصل عدد الانتهاكات في نفس الفترة من العام الماضي 62 انتهاكاً (41 من الجانب الإسرائيلي و21 من الفلسطيني)، أما العام 2008 فشهد 90 انتهاكاً في نفس الفترة (64 من الجانب الإسرائيلي و26 من الفلسطيني)، علما أن مركز مدى رصد 173 انتهاكا للحريات الإعلامية خلال العام الماضي.
واوضح المركز انه منذ 18 سنة، يحتفل العالم في الثالث من أيار باليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك بعد إقراره من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993. وتكمن أهمية الاحتفال بتسليط الضوء على الانتهاكات التي تمارس بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية في كافة أنحاء العالم، وتعزيز ثقافة حرية التعبير، خاصة وأن حرية الكلمة مفقودة في الكثير من بلاد العالم.
واكد إن الأراضي الفلسطينية المحتلة، تعاني من انتهاكات واسعة لحرية التعبير، حيث أن العاملين في القطاع الإعلامي يدفعون ثمناً باهظاً جراء إصرارهم الدؤوب على تغطية الأحداث بالكلمة والصورة. فهم يتعرضون بشكل شبه يومي لانتهاكات من قبل قوات لاحتلال الإسرائيلي من جهة، والأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من جهة أخرى. ومنذ مطلع عام 2008 قتل 5 صحفيين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي وهم: فضل شناعة، إيهاب الوحيدي، باسل فرج، علاء مرتجى، وعمر السيلاوي. فيما لم تسجل أي حالة قتل من قبل الجانب الفلسطيني.
وبين مركز "مدى" إن الانتهاكات المتواصلة للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة تركت آثارا سلبية على الصحفيين الفلسطينيين وعلى المشهد الإعلامي في فلسطين وعلى حرية الوصول للمعلومات.
وعن ذلك يقول مراسل تلفزيون فلسطين هارون عمايرة الذي تعرّض منذ بداية العام الحالي لعدّة انتهاكات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي: "إن الانتهاكات لها تأثير إيجابي وسلبي على الصحفي، فمن التأثيرات الإيجابية أنها تزيد من إصرار الصحفي على نقل الحقيقة للعالم، وتعطيه دافع أكبر للاستمرار بتغطية الأحداث رغم جميع المخاطر. أما الناحية السلبية فهي الشعور الدائم بعدم وجود الأمان والحيرة، حيث أصبح التعرض للضرب والشتم من قوات الاحتلال شيء روتيني بالنسبة لي وإن عدم توفر الأمان في العمل الصحفي، يحوّل حياة الصحفي إلى خوف وجحيم، ويقتل دافع العمل والإبداع الذي بداخله" هكذا عبّر الصحفي الحر مصطفى صبري عن شعوره تجاه الانتهاكات المتعددة التي يتعرّض لها من قبل الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية. حيث أن استدعائه واعتقاله عدّة مرات جعله يعيش في حالة من الخوف والرعب على زوجته وأطفاله الثمانية".
وقد عبّرت مراسلة صحيفة الحياة الجديدة في قطاع غزة نفوذ البكري عن امتعاضها من بعض المسئولين الذين يرفضون تزويدها بالمعلومات قي حال معرفتهم أنها مراسلة صحيفة الحياة، كما شكت من معاناتها الدائمة خلال تغطيتها للمؤتمرات الصحفية في القطاع من رجال الأمن التابعين للحكومة المقالة. وتعرّض منزل البكري منذ أول العام إلى اقتحامين منفصلين من أشخاص مجهولين قالوا في المرة الأولى أنهم تابعين لوزارة الداخلية، وفي الثانية أنهم تابعين لوزارة الإعلام.
وفي إطار جهوده لتطوير عمله للحد من قمع الحريات الإعلامية في فلسطين، سيبدأ مركز مدى بالتزامن مع يوم الصحافة العالمي بالدفاع عن الصحفيين قانونياً من خلال توفير محامييَن في الضفة الغربية وقطاع غزة للدفاع عن الصحفيين، وتقديم استشارات قانونية للصحافيين كما سيعمل على زيادة وعي الصحفيين حول حقوقهم القانونية من خلال عقد ورشات عمل، وطباعة كتيب حول القوانين المرتبطة بعمل الصحفيين في فلسطين.
وسيعمل المركز أيضاً على تعزيز ثقافة حرية الرأي والتعبير في المجتمع الفلسطيني من خلال الترويج لها في وسائل الإعلام. كما سيطلق النسخة المحدّثة من صفحته الالكترونية التي تحتوي على روابط جديدة حول انتهاكات الحريات الإعلامية.
وطالب مركز "مدى" المجتمع الدولي بممارسة ضغط حقيقي وفعال على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة على الصحفيين، كما طالب بوقف كافة أشكال قمع الحريات الإعلامية في الضفة والقطاع، إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين من فلسطين وباقي دول العالم، وتوفير أجواء عمل آمنة للصحفيين.
ودعا المركز إلى تلبية نداء اليونسكو بالوقوف يوم الاثنين الموافق 3/5/2010 دقيقة صمت احتراما لأرواح الصحفيين اللذين قضوا في سبيل توصيل الحقيقة، حيث أن 36 صحفياً من كافة دول العالم لاقوا حتفهم منذ بداية عام 2010، وفقا لبيان منظمة حملة شارة الصحافة الدولية.
وفي الختام هنأ المركز جميع الصحفيين في فلسطين وكافة أنحاء المعمورة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، آملا أن تشهد فلسطين والعالم انفراجاً ملموسا في حرية الرأي والتعبير.