الأربعاء: 27/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

قصة البرازيل مع بطولة كأس العالم

نشر بتاريخ: 04/06/2006 ( آخر تحديث: 04/06/2006 الساعة: 18:56 )


بيت لحم - معا - وكالات - لا أحد ينكر أن الإنكليز هم من اخترعوا لعبة كرة القدم لكن لا يمكن لأحد أن ينفي أن هذه اللعبة الشعبية تتحدث البرتغالية بنكهة برازيلية وتتحرك على أنغام موسيقى السامبا التي تعيشها شواطىء ريو.

لقد فرض البرازيليون أنفسهم "ملوك" كرة القدم دون منازع وفوزهم بلقب كأس العالم 5 مرات ما هو إلا تأكيد على الصفة "الملكية"، وها هم يتوجهون إلى مونديال ألمانيا واللقب السادس نصب أعينهم كما هي الحال في كل مسابقة يشاركون فيها قارية كانت أو عالمية.

إن الغرام والعشق اللذين يربطان البرازيل بكأس العالم أبديان، فيكفي السؤال من هو المنتخب الوحيد الذي شارك في النسخات الـ17 السابقة؟ أو من هو المنتخب الذي يحمل الرقم القياسي من حيث عدد الألقاب؟ أو من سجل أكبر عدد من الأهداف في النهائيات؟ أو من المنتخب الذي توج في القارة الأوروبية والأميركية والآسيوية، ليأتي الجواب واضحا ومن دون مغالطات إنها البرازيل التي تملك الأغلبية العظمى من الأرقام القياسية لكن رقمها الأساسي هو كرة القدم بمفهومها الجمالي والاستعراضي.

لقد ألهب البرازيليون حماس الجماهير بمهاراتهم الفريدة وصبغوا النسخات الـ17 السابقة بصبغتهم الخاصة ويكفي أن يتسائل عشاق الكرة المستديرة بماذا تميز مونديال 1970 فسيكون الجواب واضحا: بأسطورية بيليه وتميز غارينشا وريفيلينو، أو بماذا تميز مونديال 1994، فسيكون الجواب: بعبقرية روماريو وحنكة دونغا ومثابرة بيبيتو.

أما الجواب عن مونديالي 1998 و2002، فسيكون بانطلاقات رونالدو ومهاراته ومراوغاته، دون التغاضي عن لاعبين آخرين تركوا بصمتهم في "الموندياليات" مثل زيكو وسقراطيس وأليماو وفالكاو، واللائحة طويلة.

رونالدينو يكمل سلالة الكبار

التساؤل الأساسي لمونديال ألمانيا هو ماذا سيقدم لنا الساحر رونالدينو؟ الجميع ينتظر "روني" بفارغ الصبر بعدما أبدع على الساحة الأوروبية مع فريقه برشلونة الإسباني حيث قاده للاحتفاظ بلقب الدوري المحلي وإلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا ليؤكد علو كعبه وأحقيته بجائزتي أفضل لاعب في العالم وفي أوروبا.

ولن يكون رونالدينو وحيدا في مشواره المونديالي هذا الصيف إذ سيرافقه في عزف موسيقى السامبا رونالدو الذي يشارك في النهائيات للمرة الرابعة (لم يخض أي مباراة عام 1994)، وإلى جانبه أدريانو، ومن خلفهما خط وسط يعج بالنجوم في مقدمهم كاكا لاعب ميلان الإيطالي.

اللقب أو لا شيء

لقد أثبتت البرازيل أنها بلد "الكرة المستديرة" شعبا ومنتخبا وأندية، ولطالما نسي أبناء "السامبا" فقرهم وأوضاعهم الاجتماعية المذرية لفترة 30 يوما كل 4 أعوام، عندما يكون منتخبهم الأصفر في واجهة الحدث الكروي الأعظم.
الفوز باللقب يرتدي الطابع الإجباري بالنسبة للبرازيليين، فالحلول في مركز الوصيف هو أن تكون في المركز الأول عند الخاسرين، هذا ما صرح به مدرب البرتغال حاليا ومنتخب البرازيل في مونديال 2002 لويس فيليبي سكولاري، عشية قيادته منتخب الـ"سيليساو" للفوز باللقب في اليابان وكوريا الجنوبية على حساب ألمانيا 2-صفر.

تاريخ كبير

لم تكن طريق البرازيل وردية في بداياتها "المونديالية" إذ ودعت الدور الأول في النسختين الأوليين عام 1930 و1934، ثم أصبحت عام 1938 من المرشحين بقوة للظفر باللقب لكن جلوس الفنان ليونيداس على مقاعد الاحتياط تسبب في خروجها في نصف النهائي أمام ايطاليا.

وكانت الهزيمة الأمر في تاريخ البرازيل الخسارة في نهائي عام 1950 أمام الأوروغواي على أرضها وبين جماهيرها في ملعب "ماراكانا" الشهير، قبل أن يولد لهم منتخب "الأحلام" الذي ضم الأسطورة بيليه والساحرين غارينشا وفافا فكان لقبهم الأول في مونديال 1958 في السويد ثم الثاني بعد 4 أعوام في شيلي.

وتطور منتخب "الأحلام" في مونديال 1970 بانضمام جيرزينيو وريفيلينو إلى بيليه ليتوجوا بلادهم بلقبها الثالث على حساب ايطاليا (4-1).

عاشت البرازيل بعد منتخب "الأحلام" فترة ركود كروي في مونديالي 1974 و1978، وعادت الآمال إليها في مونديال 1982 بتواجد نجوم من العيار الثقيل أمثال زيكو وسوقراطيس وجونيور وفالكاو وبقيادة مدرب يشجع الأسلوب الهجومي هو العبقري تيلي سانتانا، لكن سرعان ما أطاحت إيطاليا بهذه الآمال.

ولم تكن حال البرازيل في نهائيات مونديالي 1986 و1990 أفضل من النسخات الثلاث التي سبقتها، ليكون مونديال 1994 في الولايات المتحدة مفتاح العودة إلى العظمى ولو عبر ركلات الترجيح على حساب إيطاليا في المباراة النهائية.

وأكد البرازيليون في النسخة التي تلتها في فرنسا عام 1998 أنهم عادوا إلى ساحة كبار المونديال ليبقوا هناك، إلا أن المباراة النهائية التي جمعتهم مع البلد المضيف لم تكن على مستوى طموحاتهم لسقوطهم بثلاثة أهداف نظيفة.

ووجدت البرازيل ضالتها مجددا في مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية بفضل ثلاثيها رونالدو ورونالدينيو وريفالدو الذين قادوها للقبها الخامس.

وسيشكل رونالدينيو مع رونالدو هذا الشهر العمود الفقري لمنتخب "الأحلام" بنسخته الثانية، حسب ما يطلق عليه في الوقت الحاضر، إلى جانب العديد من النجوم الكبار الذين يسعون لقيادة الـ"سيليساو" إلى لقبه السادس، ليؤكدوا بالتالي أنهم "ملوك" الكرة دون منازع.