الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

دحلان: زيارات كوادر فتح لغزة ستستمر وسنواصل إقناع حماس بتحقيق المصالحة

نشر بتاريخ: 05/05/2010 ( آخر تحديث: 06/05/2010 الساعة: 09:09 )
القاهرة- معا- شدد النائب محمد دحلان مفوض الاعلام في اللجنة المركزية لحركة فتح على أن الحركة تراعي في أي عمل المصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني والموضوع الوطني.

وشدد النائب دحلان خلال تصريحات للصحفيين في القاهرة اليوم، على رفض حركة فتح المطلق لاستخدام القوة لاستعادة قطاع غزة، وقال: "هذا معيب ولا نقبله، ولم نرغب باستخدام القوة حتى بالدفاع عن نفسنا قبل الانقلاب، وحدث الانقلاب.. ورغم ذلك يأتي بعض الصحفيين والكتاب، ويقولون كانوا يخططوا للانقلاب فحماس انقلبت عليهم قبل، فمن يتحمل المسؤولية هي حركة فتح؟!!!".

وحول "مبرر استمرار ضخ الأموال لغزة وحماس مستفيدة من الانقلاب؟، وحول سبل دعهم الناس لمقاومة قضية رفع الأسعار بالسلع"، أجاب دحلان: "هناك مسؤولية وطنية وأخلاقية تجاه قطاع غزة واهله من السلطة وقيادتها وقيادة حركة فتح، ومن منظمة التحرير الفلسطينية، ولن نتخلى عنها".

وقال: صحيح هنالك أخوة ينتقدوننا بأنكم "تمولون انقلاب حماس"، وأجيب لا، نحن نمول الشعب الفلسطيني في غزة، وهذا واجب علينا وليس منة منا، حتى لو جاء الدعم بطريقة غير مباشرة بيد حماس فليكن، "وانا ما اقول هذا الكلام" لأن مصالح الشعب الفلسطيني أهم وأسمى وأقدس من خلافاتنا، ولدينا مليون و700 ألف مواطن محاصر في قطاع غزة، يعيشون حياة القهر والإذلال من إسرائيل وحماس، ولا يجوز بأن نضيف عليهم هموما إضافية.

واستدرك بالقول: "ولكن الممارسات التي تنفذها حماس لن يمر علينا حتى بالخيال مثلها، وهذا يتضح من خلال فرض الضرائب على شخص مريض، هذه كارثة، لكن لعل وعسى يقف الاعلام توجيه لومه للطرفين بعد ان ظهرت الحقيقة".

وتعقيبا على استمرار الإعلام بتوجيه اللوم لحركة فتح في موضوع استمرار الانقسام، أجاب دحلان: "كل هذه الدهاليز والممالقة آن الأوان لها بأن تنتهي تماما بعدما اختبر الجميع علنا،.. كانوا يقولون أبو مازن خائف من التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة بسبب أمريكيا، والنتيجة أنه وقع".

وتابع: "نحن في القيادة الفلسطينية وفي حركة فتح لا نخاف من أحد، وعندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية وبمصلحة الشعب الفلسطيني لا يهمنا عند ذلك لا موقف إسرائيل ولا أميركا، ونتحمل المسؤولية كاملة".

وقال: "رغم أن السلطة الوطنية كلها ممولة من الاتحاد الأوروبي وبعض الدول العربية، والولايات المتحدة ورغم ذلك وقعنا على الورقة، ومن هنا آن الأوان لحماس التي تصف نفسها بالمناضلة، والمجاهدة أن تختبر نفسها وتوقع على الورقة".

وأضاف النائب دحلان: "انا أعرف تماما بأن غالبية أبناء حركة حماس في قطاع غزة يريدون التوقيع على ورقة المصالحة التي أعدتها مصر، لإنهاء الأزمة الحالية.. ولكن للأسف يتحكم بهم الداعم المالي وأقصد خالد مشعل والقيادة الموجودة في الخارج، والذين قالوا لا نريد التوقيع وانتهى الأمر للاسف على ذلك".

وتابع: "لم يكون عربي واحد عربي مقتنعا بان حماس لن توقع"، والكل كان يهاجم فتح بأنها طرف في المشكلة، ونحن لم نعد طرفا بالتعقيد ولا بالمشكلة، ومطلوب منهم التوقيع على الورقة المصرية.

وأضاف: الكل كان يرى بأن حماس ستوقع، أتنسون بأن خالد مشعل كان هنا في نهاية سبتمبر من العام الماضي وقال: أبشر الامة العربية والاسلامية وامريكيا اللاتينية...، ثم راح على إيران وقالوا له "اتكل على الله"... "أنت ألى أين ذاهب"...وبعد ذلك حماس بررت عدم التوقيع وبدأت تخرج بملاحظات، واستدراكات.. وطبعا اللغة العربية غنية ويستخدمون الألفاظ كما يريدون.

وقال: "أنا رأيي من دلل حماس هم بعض المثقفين العرب، الذين يقولون بأن المشكلة ليس في حماس بل لأن فتح متفقة مع كذا مش عارف مين".

وتعقيبا على "حكم حماس لقطاع غزة بالحديد والنار"، رد دحلان: "بالمناسبة حماس لا تحكم شيء، هي في سجن وتتسلى، وتنشغل بالأنفاق والتوزيع، وحتى في الضفة نحن ندير شؤونها ولا نحكم، ونحن جميعا نعيش تحت الاحتلال، ولا أريد ان يأتي للوعي العربي أو الفلسطيني أننا حصلنا على الاستقلال، ونحن بالواقع في الضفة وغزة تحت الاحتلال".

وأضاف: "ونحن في الضفة ندير الشأن الفلسطيني بأن يكون بأفضل الانجازات وبأقل الخسائر، وبالنسبة لكوادر فتح زياراتهم لبلدهم ولغزة طبيعية".

وأوضح أن زيارات قيادات فتح تأتي من منطلق التواصل مع أبناء الحركة، وكذلك تكرار التجربة ثانية لإقناع حركة حماس بأن الوحدة أهم من أن يعيشوا في خندق هنا وخندق هناك في غزة، والشعب يدفع الثمن، لذلك نحن لم نيأس من بذل هذا الجهد، وسنكرره مرارا وتكرارا.

وشدد على أن "هذا الاتصال وهذا الجهد ليس عيبا ويأتي من منطق قوة حركة فتح، وقوة منطقها أمام حماس والمجتمع الفلسطيني، ولا نريد أن نسجل في تاريخنا بأن لم نستغل فرصة سانحة لتحقيق المصالحة".

وأضاف: "أما إن حماس استعصت الأمور، وأصرت على استمرار الانقسام فهي تتحمل المسؤولية كاملة أمام المجتمع الفلسطيني، وامام التاريخ، وامام المجتمع العربي، وهذا ما نريده، وإذا وقعوا خير وبركة، وإذا وصلوا نفس النهج سيتحملون المسؤولية وحدهم".

وطالب دحلان الاعلاميين بالبدء بمعالجة ما يتعلق "بالانقلاب" وعدم قيام حماس بالتوقيع على الورقة المصرية بشكل مختلف، مشددا على ضرورة إعلان الجامعة العربية عن الطرف المعيق للمصالحة بشكل واضح.

وقال: أي مسؤول عربي أو رئيس الجامعة العربية يسمع رسالة منصفة من صحفي، وتوضيحا يخص الموضوع ويظهر عدم التزام حماس بالتوقيع على الورقة المصرية، "يحسب الحساب".

وشدد على أن حديث الإعلام وقوله: "على الطرفين التوقيع على ورقة المصالحة، أو العمل من أجل المصالحة ظالمة وحرام"، معللا ذلك لأن حركة فتح قامت بما طلب منها من قبل الراعي المصري للحوار ووقعت على ورقة المصالحة، ومن تهرب من ذلك حركة حماس.

وأضاف دحلان: نحن تنازلنا لحركة حماس عن كل شيء، وهذا ليس عيبا، فنحن لم نتنازل لإسرائيل بل لاشقاء، ولكن فوق هذا وذاك يقولون حكومة ربانية، هذه الحكومة أصبحت حكومة أنفاق، ...ولا يمكن أن تدار أمور الناس من خلال التهريب والأنفاق، ...نظام التعليمي والصحي دمر في غزة، والحياة الاجتماعية بين العائلات دمرت في غزة، وبين الأسرة الواحدة حطمت، ولذلك إذا مطلوب من حركة فتح القيام بشيء إضافي لتحقيق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني فلن تتردد، ولكن يبقى المهم توقيع الورقة من قبل حركة حماس.. وبعد ذلك تهون الأمور، لأن تعزيز الوحدة الوطنية يعزز صمودنا السياسي أمام بنيامين نتنياهو.

وتابع: وحتى لو لم يتم ذلك، لن نتنازل قيد أنملة عما وضعناه لنا من خطوط حمراء بالنسبة للمفاوضات، سواء كانت مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة.

وردا على سؤال حول "رضاه أو عدم رضاه من الفصائل الفلسطينية التي لم تثر على حماس في غزة رغم أنها تفرض ضرائب جائرة وتتسبب بمعاناة كبيرة في القطاع"، أجاب دحلان: "معلش نحن نتفهم ظروف كل الأحزاب السياسية الفلسطينية، والمسألة مرهونة بسلوك حماس، وان تثور أو لا تثور هذا شأنها، والمهم أنها اكتشفت حقيقة حماس وخطورتها على المجتمع".

وردا على سؤال حول الأمل بعودة اللاجئين لديارهم في ضوء خبرته الطويلة بالمفاوضات، قال دحلان: هذا الموضوع نوقش في كامب ديفيد ومع إيهود أولمرت رئيس وزراء إسرائيل السابق، وإسرائيل رفضت حق المبدأ من حيث المبدأ ولكنها اعطت إشارة إلى السماح بعودة عدد قليل من المواطنين الفلسطينيين إلى إسرائيل، وليس الى الدولة الفلسطينية، لكن هذا موضوع تفاوضي.

وأضاف: من ناحية التفاؤل أو التشاؤل، طبعا أنا متفائل، لأن إسرائيل لا تستطيع ان تحتفظ بامنها وبالسلام، وباحتلال الشعب الفلسطيني، ...هذا زمن ولى ولدينا من الثقة بأن الزمن يسير لصالحنا رغما عن إسرائيل،... الزمن الذي كانت إسرائيل فيه تبطش وتضرب انتهى، ونحن صحيح نعيش تحت الاحتلال ولكن لدينا من الثقة، فنحن واجهناها ونحن في السجون، "وما بالكم الآن، ولدينا المثقفون، والخبرات، والامكانيات،..".