كلاكيت للمرة الألف ... * بقلم : ابراهيم ربايعة
نشر بتاريخ: 06/05/2010 ( آخر تحديث: 06/05/2010 الساعة: 12:38 )
كلاكيت للمرة الألف.......الإعلام الرياضي بين الحيوية والترهل
شهدت الساحة الرياضية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص طفرة غير مسبوقة انتشلت الرياضة الفلسطينية من حالة الترهل التي عاشتها سابقاً لتصل إلى مراحل تقدم قياسية خلال فترة وجيزة، وأصبحت كافة مكونات الجسم الرياضي المباشرة وغير المباشرة مطالبة بالتقدم والقفز خطوات وخطوات للأمام .
ولكن هذا التقدم كان مبتوراً في عديد الحقول ومنها الإعلام الرياضي بسبب عدم وجود قاعدة انطلاق سليمة، فلم يكن الإعلام الرياضي الذي عانى من ترهل إبان فترة الركود الرياضي السابقة بمعزل عن هذا التطور المفاجئ خاصة مع اتساع قاعدة الاهتمام الشعبي والرسمي محلياً وعربياً ودولياً بالتقدم المتسارع والديناميكي على مستوى الرياضة الفلسطينية، فأصبحت الصحف تفرد صفحات أوسع للرياضة من أجل الاستجابة لحجم وكم التطور وتسارع الأحداث وامتلاء الأجندة الرياضية .
ورافق هذا التوسع عدم وجود عدد كاف من الكوادر المتخصصة القادرة على العمل تحت هذا الواقع الجديد، وبدأ يبرز كم من الأسماء التي تكتب في هذا المجال مع وضوح النقص في التخصص لدى العديد منهم، وظهرت العشوائية في صفحات هذه الصحف بعض الأحيان حيث اتسمت بالاكتفاء بنقل الخبر دون تحليل سليم ومتقن، وتربعت على صدر هذه الصحف مقالات مديح وتبجيل تميزت بالنادوية والفئوية الضيقة، ولم تستثمر هذه المؤسسات الإعلامية في بناء كادر مؤهل قادر على نقل الحكاية مع مراعاة رسالتها الوطنية بكل أبعادها، ومع هذا لا يمكن تجاهل خبرة وتاريخ بعض القائمين على المواقع الرياضية الإلكترونية والأقسام الرياضية في الصحف المحلية.
قد يكون المبرر الأول شح الموارد المالية، وأعتقد أن هذا المبرر مشروع ومنصف ويطابق جزءاً من الحقيقة، ولكن الجزء الآخر يتمثل بالدور والمسؤولية الجماعية لرابطة الصحفيين الرياضيين الفلسطينيين، والتي لم تكن على مستوى الحدث من حيث رفد الجسم الرياضي بالكوادر الإعلامية الشابة المتشربة لكافة أبعاد الحركة الرياضية ومحتواها الوطني والكفاحي والمتسلحة بالأدوات الفنية والمهارية والتي تمثل الوسائل لتقديم الرسالة السليمة، وهنا فإن الإعلامي الرياضي الفلسطيني يجب أن يتسلح إلى جانب المهارات الصحفية والأدوات التقنية لنقل الخبر ورسم صورة الحدث بفن إيصال البعد الفلسطيني وخصوصية الحالة الرياضية تحت الاحتلال وإبداع إيصال القصة الصحفية الرياضية الموضوعية والتقرير الحاشد محلياً وعربياً ودولياً.
واليوم وعلى الرغم من وجود كفاءات شابة وناضجة في هذا الحقل، إلا أن من يصل إلى مستويات متقدمة ما يلبث أن يخبو نجمه إن لم تتوفر له المؤسسة الراعية ، فلا يوجد أية برامج تدريبية متسلسلة ومتصاعدة المستوى والتخصص يتم تنظيمها من قبل أو بوساطة الرابطة حيث تغيب الرؤية الواضحة والضوابط والخطط الناجعة والبرامج التدريبية المدروسة. لا يمكن وصف هذا الواقع إلا بالمأساوي، ولا يمكن في هذا المقام لأحد أن يدعي أن صدر صفحات الرياضة الفلسطينية المكتوبة والإلكترونية مفتوح لكل الأقلام الشابة.
فالعمل التنموي لا يستند لإتاحة الفرص للجميع بصورة عشوائية دون دراسة وبناء قدرات لهذه المواهب، ولا أعتقد أن اجتماعات الرابطة تخرج بأكثر من تقسيم الزيارات والتدريبات الخارجية الشحيحة أصلاً على كبار الأعضاء الذين أشبعوا زيارات وخبرات وتدريبات خارجية مع حرمان للشباب أصحاب المواهب الحقيقية من هذه الفرص التي تمثل الكثير بالنسبة لهم، ومن نافلة القول أن الرابطة تمتلك الأدوات التي تمكنها من حصد المكاسب الدولية بصورة تفوق ما هو على أرض الواقع بعشرات المرات عبر تمكين حاملي الرسالة الإعلامية الرياضية واعتماد آلية للتشبيك والتواصل مع وسائل الإعلام العربية وإيجاد فرص بروز إضافية للشباب في هذا المجال وفق معايير مهنية وموضوعية تقوم على خلق شراكة حقيقية مع مكونات الإعلام الرياضي المحلية والخارجية والتحرر من الاتفاقيات البرتوكولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
نحتاج الآن لرؤية واضحة ومقترحات بناءة من أجل السير نحو جسم رياضي ناجع ومظلة حامية للصحفي الرياضي تقوده بناء على مقومات سليمة تخرج عن المحاباة والمجاملة والمحاصصة، ومفتاح التحول هنا هو التحول من التخبط إلى التخطيط والعمل وفق استراتيجية واضحة تمتد لفترة كافية لتأهيل الكوادر وبناء الجسم الإعلامي بصورة سليمة وتوفير الإمكانات المادية والبشرية والإجتماعية لتحقيق أهداف محددة وسيكون لنا في مقال قادم بعض المقترحات لعلها تصل وتفيد.