السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

شبيطيات * يكتبها : محمود شبيطة - الرياض

نشر بتاريخ: 07/05/2010 ( آخر تحديث: 07/05/2010 الساعة: 12:15 )
الجمهور عندما يتعصب
منذ قديم الزمان والعصبية كانت المحرك الرئيسي للعلاقات الانسانية بين البشر في المحيط الواحد او مع الاخرين خارج حدود المكان ، وابدا لم تسلم اي بقعة من الكرة الارضية عليها حياة بشرية من هذه الافة التي قامت بسببها حروب طاحنة لما كانت تزرعه من الكراهية للاخرين وحب في القضاء على كل ماهو ضد هذا او ذاك .

ولان ديننا الاسلامي الحنيف كان اول من دعا الى ترك العصبية بكل اشكالها فان الحال تغير كثيرا في البقاع التي دخلها الاسلام وذابت فيها الفوارق بين الناس على اساس اللون او الحسب او غيره ، ولاننا نتحدث في الشان الرياضي فان العصبية الجماهيرية او التعصب الجماهيري ما فتيء يطل برأسه بين الفينة والاخرى وهو طبعا لم ينتهي امره ولكنه ياخذ اشكالا كثيرة ومتعددة هنا وهناك .

ففي بعض الحالات يكون التعصب داخل حدود الملعب في الهتافات بين الجماهير او الشغب الذي يقوم به البعض منهم ، وايضا في احيان كثيرة ينتقل هذا الشغب الى الشوارع بما يحمله من عنف من البعض ضد كل ما يقع امامه من اموال عامة ومحلات وسيارات وخلافه .

ورغم كل الابحاث والدراسات والشعارات التي تدعو الى اللعب النظيف وما يتبعه من تشجيع نظيف الا ان روابط مشجعي الاندية والتي كان يؤمل منها القيام بدور ايجابي كانت هي الاكثر تعصبا لناديها وكرها للاندية الاخرى ، رغم انها هي التي تقوم بقيادة (النضال) التشجيعي ولكنها كثيرا ما تخرج عن النص وذلك لانها تعتقد او البعض منهم في عقله الباطني انه في حالة حرب ضروس .

ولان التعصب الرياضي لن ينتهي فانك تجد مثلا مشجعي بعض الفرق يفرحون لخسارتهم احدى المباريات نكاية بالفريق المجاور لهم في المدينة او لتعطيل مسيرة المتصدر للدوري ، تماما كما حدث مع جمهور لاتسيو الايطالي الذي كان يحتفل بالاهداف التي يسجلها لاعبوا الانتر في مرماهم نكاية وتشفي في فريق روما الذي يصارع على صدراة الدوري وذلك رغم ان فريقهم في مركز متاخر بالترتيب ، ولكنها العصبية او التعصب الرياضي الذي يجعلك خارج التفكير المطقي احيانا .

ولذا مثلا قال كريستيانو رونالدو بانهم لن يكونوا سعيدين اذا فاز البرشا على الانتر وتأهل للمباراة النهائية على بطولة الشامبزيونليج والتي ستقام في معقل الريال في مدريد ، ولانه من الطبيعي ان تجد مجاميع كثيرة من الجماهير الرياضية والمشجعين الكرويين يفرحون ربما لخسارة منافسهم اكثر من فرحهم بفوز فريقهم ، الا ان هذا قد يكون مستنكرا ان يصدر من نجوم كبار او حتى ادارات الاندية الرياضية التي تعيش ذروة الاحتراف الرياضي ان يصدر منها مثل هذه التصريحات والمواقف .

والا ماذا نقول للمشجعين العاديين الذين يخسرون من جيوبهم لمتابعة مباريات فرقهم ويلحقونها اينما ذهبت ويجلسون طوال المباراة يشجعون بجنون حتى ان بعضهم قد لا يكون مركزا مع اللعب في الملعب اللهم انه ينفذ البرنامج التشجيعي حسب الخطة الموضوعة ، متى يصيح ومتى يهدأ ومتى يشتم ومتى يشعل الالعاب النارية ومتى يثور اذا تأخر فريقه واحيانا متى يهاجم هذا اللاعب او ذاك او المدرب اذا كانت (ورقته وقعت) عند الجماهير ولكن تبقى جماهير كرة القدم هي المتعة الحقيقية في متابعة المباريات وفاكهة المباريات ، ولا ما يعني مباراة بدون جمهور يملأ الملعب ؟.

همسة : المشورة راحة لك وتعب لغيرك .