الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين الغائب الحاضر- نهر الاردن سيجف دون ان نأخذ حقوقنا المشروعة فيه

نشر بتاريخ: 07/05/2010 ( آخر تحديث: 15/12/2010 الساعة: 18:02 )
عمان -معا- اختتم يوم امس في العاصمة الاردنية عمان فعاليات مشروع تأهيل نهر الاردن ، بحضور اردني فلسطيني اسرائيلي، وذلك في مؤتمر عقد بفندق الرويال على مدار يومي الاثنين والثلاثاء .

فعاليات المؤتمر الذي غاب عنه الوجه السياسي، بدأت بكلمة لمنقذ مهيار، مدير مؤسسة اصدقاء الارض في الشرق الاوسط ، والتي تطرق من خلالها الى وضع نهر الاردن، وتحوله من نهر كبير الى جدول صغير ملوث بسبب تحويل مياهه من قبل بعض الدول وهو ما ادى الى تقليص مياه البحر الميت .

واكد مهيار ان المؤتمر سيناقش الاستراتيجية والطموح لاعادة تاهيل النهر، كما تحدث عن مشروع سيقدم لاصحاب القرار لاعادة المياه الى النهر، مؤكدا ان الاردنيين يعانون من شح المياه، بينما يتمتع الاسرائيليون بالمياه الدائمة والوفيرة.

وتحدث عن كمية المياه السابقة التي كانت تتدفق الى المياه وقدرها 1.03 بليون متر مكعب سنويا بينما حاليا لا تتعدى الكمية 17 مليون متر مكعب ، وهو مادفع عدة هيئات ومنظمات بيئة ودولية للبحث عن طرق تقليدية لاعادة تاهيل النهر .

وقال ان المؤتمر لقي ادانة من قبل البعض واتهام بالتطبيع، مؤكدا ان الادانة والتطبيع لا يمكن ان تمنع المصلحة العامة، وان المطلوب العمل من اجل رفاهية الناس ومصلحة الشعب لتامين اعلى نسبة من المحافظة على البيئة.

كلمة سمو الاميرة سمية بنت الحسن التي القاها احد الحضور، بسبب غياب الاميرة لامر طاريء اكدت على ان مصادر المياه للنهر تسحب بسرعة وان معظم النزعاتا في المنطقة تتعلق بالمياه ومصادرها.

وتطرقت الكلمة الى اضمحلال مياه نهر الاردن المتدفقة الى البحر الميت، وقالت ان احتمالات انكماش نهر الاردن قوية جدا، داعية الى ارساء قواعد للامن البيئي ، وان المطلوب من صانعي القرار والمواطنين والعامة التعاون من اجل المحافظة على ما تبقى من مياه في نهر الاردن ، وقالت "نحن بحاجة الى هيئة اقليمية تنشأ من المواطنين لتشجيع نماذج جديدة للتعاون وتبادل المسؤوليات في الامور الاساسية للمياه .

كما تطرق المؤتمر الى مركز النانو تكنولوجي الذي يستخدم لتقليل البتكيريا في المياه ، مؤكدا ان على المواطنين حقوق وواجبات اخلاقية تجاه المحافظة على مياه النهر.

موسى جمعان الامين العام لسلطة واد الاردن ركز على ان استغلال مياه نهر الاردن بشكل كبير وخاصة بعد تحويله مياهه بعد حرب 76 من قبل اسرائيل خلق خللا كبيرا واثر بشكل سلبي على مياه النهر، متطرقا الى اتفقاية السلام بين الاردن واسرائيل والتي تدعو الى مراقبة مشتركة لنوعية المياه في نهر الاردن، وخاصة المياه المنبعثة من المناطق الصناعية ، مؤكدا على ان نهر الاردن مازال ملوثا وهو ما اثر على النظام البيئي للنهر .

وتحدث عن مشاريع استراتيجية هامة، بالتحديد تحلية مياه البحر، والقناة الواصلة بين البحرين الاحمر والميت . وقال نأمل ان يكون المؤتمر فرصة جيدة لتبادل الافكار حول تطوير مصادر نهر الاردن.

من جهته رئيس وكالة (ussd) في الاردن جيرد، قال ان الوكالة تدعم المؤتمر لتاهيل نهر الاردن، ومؤكدا على ان نهر الاردن نهر تاريخي ومهم لشعوب المنطقة وشعوب العالم وهناك الكثيرون يريدون المساعدة في تاهيل النهر .

وقال علينا ايجاد وسائل مبتكرة في الدول ذات الصلة بالنهر ، قائلا: "الانهر الجيدة تخلق الجيران الجيدين". مضيف ان مؤسسة اصدقاء الارض تعمل جاهدة لتطوير مصدار مياه النهر وان المنظمة تنشد السلام في المنطقة .

محمد العدوان عضو في البرلمان الاردني قال ان نهر الاردن كان قبل هذا الوقت اكبر وانظف، وان النمو السكاني، والتحضر، والاستخدام الزراعي البلاستيكي والمبيدات الحشرية كل ذلك ادى الى خلق مشكلة بيئية كبيرة في مياه النهر.

وقال العدوان ان هذا المؤتمر ياتي في زمن حرج جدا وفي الوقت الذي يزداد فيه السكان بشكل كبير ، مؤكدا ان المشكلات المائية احد اكبر التحديات في الشرق الاوسط.

واضاف ان النهر له قيمة تاريخية ودينية وتراثية وكان احد اهم ادغال قصب السكر والنخيل، وكان نهر جنة عدن، اما الان فالنهر قد تلوث واضمحل .

الجزء الثاني من المؤتمر كان فيه كلمة للدكتورة فورميت نائب رئيس البرلمان الاوروبي ، التي قالت ان الانهر تلعب دورا اساسيا في التاريخ البشري ، وقالت ان للنهر اهمية كبيرة للاسرائيليين والمسحيين والمسلمين ، لكن غالبا ما يكون النهر مصدرا للصراع والنزاع وان اغلب النزاعات حصلت بين اسرائيل والعرب كانت بسبب نهر الاردن.

وتساءلت هل سيكون نهر الاردن مصدر سلام او صراع في الشرق الاوسط؟؟ وقالت ان على القادة السياسيين ان يدركوا ان مسقبل النهر لن يكون مرهونا بالصراعات، ويجب ان يدركوا ان ما من دولة لوحدها الحق في مياه النهر لانه مصدر مشترك.

كما جرى خلال اللجلسة الثانية للمؤتمر عرض لدراسة لنهر الاردن، قدمها طلاب الاكاديمية الملكية وعرضوا فلما لنهر اليرموك .

فلسطين الغائب الحاضر ..

فلسطين التي كانت حاضرة في المؤتمر بقوة كانت غائبة عن اخذ حصتها من نهر الاردن، فهي الدولة الوحيدة التي تملك الجزء الاساسي من النهر لا تستطيع ان تأخذ اي جزء من مياه النهر، حيث انه وبناء على معاهدة السلام يجب على كل دولة تعطي نهر الاردن ما مقداره : 54% من اسرائيل، و24% من سوريا، و32% من الاردن، بينما لم يطلب من فلسطين شيء.

السوريون الذين يجب ان يكونوا ضمن المؤتمر لم يشاركوا بسبب التواجد الاسرائيلي.

معظم المداخلات اكدت على ضرورة ان يحصل الفلسطينيون على حصتهم من النهر، كما تحدثت عن دور الفلسطينيين في المؤتمر وطالبت بضرورة انتهاء الاحتلال وان يتمتع الفلسطينيون بحدود غربية على النهر.

طالب الحارثي الذي مثل فلسطين في المؤتمر قال ان الفلسطينيين لا يستطيعون الوصول الى نهر الاردن وقال ان لدينا حقوق في نهر الاردن وان النهر مدين لنا بمليارات الامتار المكعبة من المياه.

وقال ان نهر الاردن مدين للفلسطينيين بــ 10 مليار متر مكعب منذ خطة جونستون، وانهم لم يحصلوا على اي متر من هذه المياه، مؤكدا اننا نردي ان نرى نهر الاردن مزدهرا ونظيفا.

بهاء عفانة، من مشروع تطوير نهر الاردن قال ان النهر سيجف في العام 2011 اذا لم تتخذ الاجراءات المناسبة لانقاذ النهر ، وتحدث عن الدراسة التي يتم اعدادها للعمل على المحافظة على مياه نهر الاردن، وتنظيفها وقال ان الدراسة ستقدم للسياسيين لاتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذها ، وقال ان الدراسة قامت بعطاء سلوكيات للناس حول استهلاك المياه والطرق التكنولةجية لاستخدام المياه والمحافظة عليها ومنع التسرب من الشبكات .

الجلسة الختامية..

طالبت المداخلات العديدة في الجلسة الخامية للمؤتمر بتوزيع عادل للفلسطينيين والاعتراف بحقهم في مياه نهر الاردن.

كما تضمنت مداخلة للبرفسور الين بلاتس من جامعة هيل والذي عمل على تطوير مشروع على ضفتي نهر الاردن ، وقال ان عملية التعاون والمشاركة الواسعة في المشروع سيكون لها تاثير ايجابي على تأهيل نهر الاردن .

كما اعلن منقذ مهيار عن اقامة متنزه على نهر الاردن له اربعة مداخل ، اثنان على الجانب الاردني، واخران على الجانب الاسرائيلي، وقال ان المتنزه سيكون على عبارة عن منطقة محمية على جانبي النهر وسيكون التجوال فيها بدون جواز سفر او تصريح .

ماريون هاميرال من مؤسسة غلوبل تحدث عن التنمية السياحية المستدامة والسياحة البيئية ، وقالت ان تطوير منطقة نهر الاردن يكون بتحليل السوق والمتانفسين والنظر الى التوجهات السياحية وتحليل نقاط القوة والضعف والمصادر والامكانيات .

وقالت ان السياحة ليست حلا لكل شيء لكنها جزء اساسي ومهم في تطوير النهر وستكون محركا لقطاعات اخرى مثل الزراعة.

وفي الختام اكدت المداخلات انه سيكون هانك تركيز على مسألة حقوق الفلسطينيين في نهر الاردن.

يذكر ان المؤتمر تضمن جولة ميدانية لنهر الاردن، اطلع خلالها المشاركون على المياه ، واتضح ان النهر اضمحل وتقلص بشكل كبير جدا.