الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال ندوة عقدها مركز "شمس"- الدعوة إلى التركيز على مفاهيم حقوق الإنسان

نشر بتاريخ: 08/05/2010 ( آخر تحديث: 08/05/2010 الساعة: 10:59 )
نابلس - معا - نظم مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بالتعاون والتنسيق مع قسم الصحافة في جامعة النجاح الوطنية ورشة عمل حول "دور الإعلام الالكتروني في التأثير على النسيج الأهلي الفلسطيني".

حضرها العديد من طلبة الصحافة في الجامعة وعدد من أساتذة قسم الصحافة، وفي بداية اللقاء رحب الدكتور عبد الجواد عبد الجواد رئيس قسم الصحافة في جامعة النجاح الوطنية بالحضور، مقدماً الشكر لمركز "شمس" داعيا في ذات الوقت إلى ضرورة التواصل والتعاون بين قسم الصحافة ومؤسسات المجتمع المدني، تجسيداً إلى الدور التنموي للجامعة، وطالب الدكتور عبد الجواد من مؤسسات المجتمع المدني إتاحة الفرصة لطلبة قسم الصحافة للتدريب من اجل تنمية القدرات والمهارات الصحفية لديهم ورفع الكفاءة المهنية في المجال العملي لدى الطلبة.

وقال الدكتور عبد الجواد إن من حق الحكومة وضع آليات وقيود لضبط الإعلام من خلال القوانين واللوائح بشرط أن تكون تلك القوانين حامية للحقوق والحريات، موضحا أنه من واجب على السلطة التنفيذية والتشريعية أن تأخذ بعين الاعتبار التطورات المتلاحقة على وسائل الإعلام، إذ أن قانون المطبوعات والنشر لعام 1995 لا يشمل الإعلام الالكتروني ولم ينص عليه، وبالتالي لا بد من إجراء تعديلات على القوانين لكي يكون مواكب التطورات المتلاحقة.

من جانبه قدم حسين الديك من مركز "شمس"، نبذة تعريفية عن المركز موضحا فيها سياسة المركز والقطاعات التي يستهدفها في المجتمع الفلسطيني وأهمها الشباب التي يقع على عاتقها التغير في المستقبل ولما لها من دور محوري وفاعل في المجتمع الفلسطيني، وقال أن هناك ضرورة ملحة لتربية هذا الجيل على ثقافة حقوق الإنسان، وغرس هذه القيم الإنسانية في للاجيال الصاعدة.

من جانبه قدم الصحافي أمين أبو وردة المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية ورقة عمل ناقش فيها "دور واثر الإعلام الالكتروني في التأثير على النسيج الأهلي الفلسطيني".

وفي البداية تحدث عن الإعلام الالكتروني مشيرا انه أصبح يحتل المرتبة الثانية عالميا وفلسطينيا من حيث الحصول على المعلومة الإخبارية وهناك توقعات بأن يصبح الإعلام الالكتروني في المرتبة الأولى بعد أن امتلك مميزات كافة أشكال ووسائل الإعلام الأخرى، وان ثورة الاتصال جاءت لتجعل من الإعلام شريكا فاعلا يسهم في قدر كبير في عملية التنشئة الاجتماعية والعملية والتربوية بجانب الأسرة والمدرسة والنادي والمسجد ومراكز التوجيه والتوعية، ويساهم الإعلام الالكتروني يمن ضمنه تقوية وحدة الانتماء الوطني والمجتمعي لدى أفراد الشعب وزيادة الوعي الثقافي والفكري لدى المواطنين وأصبح الإعلام الالكتروني أداة فاعلة في صناعة الرأي العام الذي لم يعد مستقبلا للمعلومة أو الخبر فقط، بل أصبح يتفاعل ويتأثر عقليا وفكريا وسلوكيا.

وقال أبو وردة إن المواقع الالكترونية الإخبارية الفلسطينية هي حديثة النشأة، إذ أن أول موقع الكتروني انطلق عام 1996م، وأما بالنسبة لتأثير الإعلام فان المتتبع لهذه المواقع يصاب بنوع من الدهشة والاستهجان معا بسبب انحرافها وتعمد القسم الأكبر منها الابتعاد عن مسار العمل المهني القائم على الأصول المهنية، فبعض المواقع الالكترونية تلعب هذه الأيام دورا كبيرا في إثارة النعرات الداخلية وتساهم في توتر الأجواء بين الفصائل وتساهم في ضرب النسيج الاجتماعي والوطني، وتساهم في زيادة الاستقطاب وتعميق الفجوة بين أطراف الأزمة ورافق التصعيد الإعلامي تصعيد سياسي أدى إلى انتشار الفوضى وصل حد التعرض للمؤسسات المدنية والإعلامية على خلفية التغطية الإعلامية الالكترونية لتطورات قضايا الأزمة الداخلية.

أما الدكتور فريد أبو ظهير أستاذ الإعلام في قسم الصحافة فقدم مداخلة تساءل فيها، حول واجب وضع قانون لضبط الإعلام الالكتروني وتقييده، أم انه يجب أن يكون الإعلام حرا وغير مقيدا بل ويجب علينا أن نعمل من اجل التخلص من القوانين التي تحد من الحريات الإعلامية بكافة أشكالها، فنرى في الدول الديمقراطية انه لا توجد وزارة إعلام، حتى أن الأردن الغى هذه الوزارة، عندما أوجد مؤسسة بديلة لمتابعة الإعلام، ويجب إتاحة المجال للحريات الإعلامية.

وشدد أبو وردة على ضرورة تنظيم عمل المواقع الالكترونية من اجل الاستفادة للمجتمع عن طريق استيعاب الخريجين وأصحاب الكفاءة، علما بان غالبية من يعملون في المواقع الالكترونية غير مؤهلين أكاديميا وعلميا، ومعظم المواقع ينشر بدون اسم وهذا يشكل مشكلة حقيقية، ونلاحظ أن الجانب السلبي للإعلام الالكتروني يطغى على الجانب الايجابي وهنا تكمن المشكلة التي لا بد من معالجتها.

وفي نهاية اللقاء أوصى المشاركون بضرورة العمل على توظيف إمكانات الصحافة الالكترونية في خدمة قضايا المجتمع وبخاصة أثناء الأزمات، والعمل على تشجيع المواقع الالكترونية على التعامل مع الأزمات بعيدا عن الفئوية والحزبية وذلك للتخفيف من وطأتها وحدتها ولا تعمل على تغذيتها وتأجيجها، والعمل على تنظيم دورات بشكل مستمر من اجل رفع كفاءة ومهارة منتجي المادة الصحفية الالكترونية ومحرريها، والعمل على إدخال مساقات متنوعة في الإعلام الالكتروني في مناهج التعليم الجامعي ومن خلال التدريب العملي في المختبرات الصحافية لرفع خبرة ومهارة الطلبة في أقسام الصحافة، والعمل على تشجيع التعاون بين أقسام الصحافة في الجامعات الفلسطينية والمؤسسات الإعلامية والصحافية العاملة في مجال الإعلام من اجل التدريب والتثقيف ورفع الكفاءة المهنية للطلبة.