الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز القدس ينشر إفادات جديدة عن اعتداءين عنصريين على مقدسيين

نشر بتاريخ: 08/05/2010 ( آخر تحديث: 08/05/2010 الساعة: 16:05 )
القدس- معا- نشر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اليوم ثلاث إفادات لعاملين وطفل من حيي رأس العمود وحي اليمن في سلوان إلى الجنوب من البلدة القديمة من القدس، رووا فيها تفاصيل اعتداءين عنصريين تعرضوا لهما في حادثين منفصلين، وقع الأول في الرابع والعشرين من شهر آذار الماضي على أيدي جنود دورية من حرس أما الحادث الثاني فكان ضحيته العاملان المقدسيان مصطفى محمد عطية داود جولاني (22 عاما)، ومحمد جمال "محمد صالح" دنديس من سكان حي رأس العمود إلى الشرق من البلدة القديمة على أيدي عشرات المتطرفين اليهود في مفترق طرق شارع بار إيلان المؤدي إلى الحي الاستيطاني شموئيل هنفي في القدس الغربية، حيث نجيا من الموت بأعجوبة.

الاعتداء على الطفل عبد الله غيث

وفي إفادته المقدمة إلى وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية روى الطفل عبد الله غيث ما تعرض له من اعتداء من قبل قوة من حرس الحدود في الرابع والعشرين من شهر آذار المنصرم، فقال:

"في ذلك اليوم كنت اجلس أمام بقالة أبو محمد في حارة بطن الهوى – حارة اليمن -حيث أقيم قرب بيت المستوطن " بيت غفاش". الوضع في تلك اللحظة كان هادئا ولم تسجل أية أحداث بين المواطنين من جهة والمستوطنين المقيمين في الحارة من جهة أخرى ، وبينما أنا كذلك جاء ثلاثة جنود من جهة مخرج الحارة حيث بناية المستوطنين " يوناتان " ، طلب مني الجنود أفراد حرس الحدود بطاقة الهوية ومن ثم الوقوف لكي يتم تفتيشي، وفي هذا الأثناء جاء خالي حازم الرجبي وسألني ماذا يحدث؟ فقلت له إن "الهلسات يقومون بتفتيشي ! فقال لي احد الجنود ماذا تقول؟ وعلى الفور اقتادوني إلى الجيب الذي كان قرب بناية المستوطنين "يوناتان"، وانطلقوا بي إلى منطقة وادي الربابة المؤدي إلى باب الخليل وسينماتك، وهناك أنزلوني من الجيب وقام جنديان بتوجيه لطمتين بكف اليد على وجهي ، و تم ضربي بالدبسة على بطني ثم غرس دبسة في منطقة المعدة شعرت بخروجها من ظهري ..واستمرت عملية التنكيل بي حوالي عشر دقائق ولم يكن احد بالشارع ماشيا، بل فقط كانت هناك حركة سيارات. وقد شتمني الجنود بألفاظ نابية وبذيئة، وفي نهاية الأمر ضربني احدهم بالشلوط وقالوا لي اذهب من هنا! غادر الجيب المنطقة وتركوني أعود لوحدي ماشيا على الأقدام مسافة 3 كيلو مترات ، وأنا اشعر بألم شديد في منطقة المعدة . ولم يكن معي وسيلة اتصال لنقلي إلى البيت. علما بأن الدورية عادت إلى الحارة حيث كانت تقف كما قال لي أصدقائي . توجهت في ساعات المساء إلى طبيب العائلة الذي طلب مني الذهاب إلى الطوارئ في مستشفى هداسا العيساوية وذلك لفحص معدتي ، ولكني لم افعل وذلك لان الوقت كان متأخر، ففضلت الذهاب إلى البيت لكي أنام ".

اعتداء "عنصري" على عاملين في بار إيلان

أما الاعتداء الثاني، فكان ضحيته عاملان مقدسيان من سكان حي رأس العمود يعملان في أحد محلات السوبر ماركت في القدس الغربية هما : مصطفى محمد الجولاني، ومحمد جمال دنديس لدى عودتهما من مكان عملهما. وفي غفادة مشتركة أدليا بها لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس روى الجولاني ودنديس:

" نعمل في سوبر ماركت "كونزول" في شارع بار ايلان في القدس الغربية منذ 3 شهور. في يوم الحادث كنا عائدين من عملنا وقد رغبنا بالسير على أقدامنا بدل صعود الباص. كانت الساعة تقارب 7 مساء، وبعد أن وصلنا حي"شموئيل هنفيه"، قرب الاشارة الضوئية التي ازدحمت بحركة المركبات توقفت مركبة خاصة يستقلاها شابان يهوديان شرعا بتوجيه شتائم لنا ، فأسرعنا الخطى ولم نهتم لأمرهما، ومشينا مسافة قصيرة، ولكننا سمعنا اصواتا تطالب بإلقاء القبض علينا ، حيث كان الشابان نزلا من السيارة ولحقا بنا. فركضنا مسرعين خوفا من أن يتم الاعتداء علينا، ولكن على مسافة ليست بعيدة تفاجأنا بسائق دراجة نارية يصعد على الرصيف أمامنا ، فهربنا من أمامه، وكان يصرخ علينا توقفوا. فلحق بنا سائق الدراجة النارية مرة أخرى، وتمكن من الإمساك بأحدنا – محمد دنديس- بينما هرب مصطفى وركض إلى الأمام، وكان قد وصل إلى المكان الشخصان اللذين كانا في سيارة الغولف حيث قاما برش محمد بالغاز فوقع أرضا، وبدأ حشد من الناس بضرب محمد، وتوقفت عملية ملاحقة مصطفى، الذي عاد لينقذ محمد الذي كان ملقى على الأرض يصرخ من شدة الضرب، بينما كان هناك حشد من الناس يتفرج علينا ولم يتدخل احد لإنقاذنا، ولكن شخص كبير بالسن جاء إلينا وطلب من المعتدين الابتعاد عنا، وطلب منا مغادرة المكان، لكننا كنا تائهين لا نعرف أين نذهب، في حين أن سائق باص ايغد فتح لنا الباب وقال لنا هيا اصعدوا، وعندما وصلنا شارع رقم واحد نزلنا من الباص. واتصلنا بالشرطة، وجاءت سيارة إسعاف "نجمة داود الحمراء" ونقلونا إلى مستشفى هداسا العيساوية، عند الساعة الثامنة إلا عشر دقائق مساء ، وقدمت لنا هناك اسعافات اولية ، وعند الساعة الحادية عشرة والنصف قالت لنا الطبيبة بأنه يمكن المغادرة، وان علينا التوجه إلى المركز الطبي الذي ننتسب إليه في حال شعرنا بالألم أو حدث معنا مضاعفات.

ويضيف الجولاني ودنديس قائلين:" تقدمنا بشكوى ضد مجهولين في البداية ، ولكن تم دعوتنا فيما بعد إلى المسكوبية للتعرف على الجناة ، حيث شاهدنا سائق سيارة الغولف الذي قام بالتحريض على قتلنا وهو شاب بالعشرينات ، ولكنه أنكر ذلك، وقال انه لم ينزل من السيارة ولم يشارك في الاعتداء علينا".