"أبو علاء" طرق أبواب الأطباء والعرافين طلبا لنوم فارق عينيه لسبع سنين
نشر بتاريخ: 10/05/2010 ( آخر تحديث: 10/05/2010 الساعة: 14:54 )
غزة- معا- هالات سوداء تنتشر حول عينيه واحمرار شديد يغطي الطبقة البيضاء بداخلها، فمنذ سبع سنوات ونصف يتواصل ليل "ابو علاء" بنهاره دون ان يغمض له جفن، ودون أن يشعر بالحاجة للنوم، فقد قدرته على الاحساس بالاشياء وبات جسده نحيلا مرهقا لا يقوى على الحركة.
بدأت قصة عماد سكر "ابو علاء" البالغ من العمر (40 عاما) مع عدم القدرة على النوم في العام 2003 وعندما شعر ذات يوم بصداع شديد في الرأس وقشعريرة تهز جسده وبات طريح الفراش لمدة ثلاثة ايام، اعتقد انه يعاني من الانفلونزا ولكن شيئا فشيئا فقد قدرته على النوم.
التقت "معا" ابو علاء في منزله فوجدته متعبا غير قادر على الحركة بالكاد يستطيع الكلام، يتصبب عرقا دون ان يبذل اي مجهود وبدا حديثه فقال "اريد النوم، اريد حلا لمشكلتي، اريد تشخيصا لحالتي!"، مبينا انه يعاني من عدم القدرة على النوم خلال الاربع والعشرين ساعة منذ سبع سنوات لدرجة انه فقد قدرته على الاحساس بالاشياء من حوله، فهو انسان لا يجوع ولا يعطش وليس لديه الحاجة لشئ "لا اشعر بالجوع ولا العطش حتى لو كان امامي طبق خروف محشي فلا اشعر بان لي نفس للأكل منه".
قضى "ابو علاء" السبع سنوات الماضية متنقلا من طبيب الى آخر ومن عيادة الى اخرى بحثا عن تشخيص لمرضه، أخذ اصنافا متنوعة من العلاجات واقوى انواع اقراص النوم، ولكنها لم تنفع معه ولم يتحسن وضعه مع مرور الايام بل يزداد سوءا حتى وصل به الامر الى استخدام اقراص للنوم "تستخدم للمجانين" كما يقول.
"ابو علاء" يشعر بخذلان دائم وتشجنج في جسده، والعظم لديه "مترخرخ"، لا يستطيع الخروج ولا المشي ويشعر بان هناك كتلة ونقر خفيف في رأسه، واصبحت لديه مشاكل في القدرة على الانجاب.
وقال: "ذهبت الى اطباء نفسيين وقالوا لي بأني اعاني من اضطرابات نفسية وأخذت حقن للنوم ولكنها لم تفلح معي، كما ترددت على عيادة الصوراني للصحة النفسية لمدة سنة واخذت العلاجات التي وصفوها لي، ولكن عبثا فعلت فما زال وضعي كما هو اواصل ليلي بنهاري"، ومن المفارقات التي واجهت "ابو علاء" ان احد الاطباء النفسيين بات يتهرب من لقائه ويرفض استقباله مما اضطره الى أن يأخذ مواعيد لديه باسم مستعار.
ورفض "ابو علاء" الحديث الذي قيل له بأنه مريض نفسيا، مشددا: "لست مريضا نفسيا لان المريض نفسيا ينام ولديه تصرفات غريبة لا ارادية، المريض النفسي والذي يعاني من سكري ومن القلب ومن اي مرض اخر ينام ولكن انا لا انام ولا اعرف له طريق".
تابع "ابو علاء" رحلته مع العلاج ولكن هذه المرة توجه الى "شيوخ" فمنهم من قال له بانه "مسحور وملبوس وان هناك من عمل له عمل" وطرق باب "العرافين" فلجأ الى عرافة قالت له إن قدميه وطئتا "عملا" وضع لغيره وطلبت منه ان يقفز من على نار اشعلتها له!!.
قبل يومين فقط فقد "ابو علاء" القدرة على التحرك فسقط على الارض مغشيا عليه، وعندما استيقظ تفاجأ بوجود ندبات على وجهه دون ان يشعر بالحادث الا عندما اخبرته ابنته بما حدث.
وأكد "ابو علاء" أنه يحتاج للعلاج لحل مشكلته وتشخيص مرضه، مشددا انه لا يحتاج لاي مساعدات مادية وقال: "لا اشعر بالاستقرار وأطفالي ينظرون الي باني شخص غير طبيعي واحاول ان اكون قريبا منهم فلا اعلم متى يحين وقت الموت".
ويتابع: "أنا خسران كل شي خسران حياتي واولادي وشغلي وحياتي الاجتماعية"، مبينا انه كان يعمل سابقا في الحجارة والقصارة لكن الان اصبح موظفا في النادي البحري التابع للبلدية.
وفي كل يوم يتغيب عن العمل بسبب المرض يخصم من راتبه عن كل يوم 65 شيكلا متسائلا "لماذا يتم خصم الراتب وانا انسان يعاني من مرض لست أدري متى أخلص منه؟؟!".