الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حماد يؤكد غياب رؤية إعلامية عربية نحو القدس وفلسطين

نشر بتاريخ: 10/05/2010 ( آخر تحديث: 10/05/2010 الساعة: 17:58 )
غزة- معا - أكد عميد كلية الإعلام في جامعة الأقصى د. أحمد إبراهيم حماد على غياب رؤية إعلامية عربية نحو القدس وفلسطين والكثير من القضايا، وأصبح الإعلام المكان الفعلي للخلافات العربية والإسلامية, مشيرا إلى عدم وجود سياسة إعلامية تحاول أن تركز على المشترك بين أقطار العالم العربي.

جاء دلك في ورقة عمل بعنوان "معيقات إيجاد إستراتيجية خطة إعلامية من اجل القدس في اللقاء الحواري بعنوان: "نحو إستراتيجية إعلامية داعمة للقدس" والذي نظمته مؤسسة القدس الدولية فرع غزة.

وقال حماد "ان القدس الشريف تتعرض لأشرس هجمة إسرائيلية منذ العام 67، حيث تشهد حملة تهويد متسارعة وكثيفة هذه الأيام، إلا أن الإعلام الفلسطيني والعربي والإسلامي يهمش هذه القضية ولا يضعها على قائمة أولياته ولا يجري سوى تغطية شكلية خالية المضمون، حيث أن الحديث الإعلام عن القدس يمكن وصفه بأنه سطحي وخافت ولا يتناول الخطر الحقيقي والفعلي الذي تواجهه المدينة المقدسة".

وأضاف حماد أن عملية تهويد القدس الشريف وصلت للذروة، في الوقت الذي كثفت فيه سلطات الاحتلال الإسرائيلي من هجمتها الشرسة عليها" مما سيعمل على تغيير ملامحها، وصبغها بالطابع اليهودي زوراً وبهتاناً, موضحا إن الحالة الراهنة التي تمر بها القضية الفلسطينية وفي القلب منها قضية القدس تستدعي تكاثف جميع الجهود لبناء وتطوير خطة إعلامية إستراتيجية ذات خطاب إعلامي مؤثر وأسلوب جذاب ولغة واضحة، مستندة إلى دراسات علمية رصينة، بحيث يتعرض الخطاب الإعلامي إلى ما عانت منه القدس على أيدي الصهيونية قبيل إقامة الكيان الصهيوني العنصري عام 1948، وبعد إقامته، ثم بعد احتلال القدس عام 1967.

وأكد حماد على أهمية وجود ووضع إستراتيجية إعلامية خاصة بالقدس المحتلة، وقال "وبالرغم من أن الخطاب الإعلامي منذ بدء الصراع وحتى الآن، لم يحقق الوعي والإدراك للمتغيرات التي تعيشها المجتمعات العربية والإسلامية أو حالة من الانسجام بين القوى والأطر المشاركة بفعاليات الصراع، إلا أننا لا نستطيع أن نصف الإعلام المحلي أو العربي أو الإسلامي بأنه سلبي لكن يمكننا أن نقول بأنه يأتي في إطار الحد الأدنى للأداء".

واضاف إن الحديث عن وضع إستراتيجية إعلامية خاصة بالقدس يتطلب بالضرورة تحديد المعيقات الرئيسية التي تواجه الأداء الإعلامي المحلي والعربي والإسلامي الخاص بالقدس الشريف, مشيرا إلى وجود أكثر من خطاب إعلامي محلي وعربي وإسلامي بخاصة فيما يتعلق بقضية القدس في مواجهة خطاب اسرائيلي واحد تجاهها يحرص على إبراز الزيف الاسرائيلي وتزييف الحقائق وحتى الواقع المعيشي لهذه القضية، وكذلك غياب الدعم المؤسساتي الحقيقي الذي يتناسب وحجم القضية، ولذلك نلاحظ أن كثير من الجهد المبذول هو جهد شخصي دون أن تدعمه أي مؤسسة, مشيرا الى ان الشيخ رائد صلاح أكبر نموذج يجب أن يحتذيه الإعلاميون, لأن لديه جهودا تعبوية إعلامية وخطابية لها تأثير كبير في قضية القدس.

وأوضح أن تدني مستوى تعاطي وسائل الإعلام تجاه ما يجري في القس الشريف، والتعامل مع ما يحدث هناك بأنه مجرد حدث شأنه شأن أي حدث آخر، ولذلك كما وصف بعض المسئولين - في غزة- جهود الإعلاميين في الوقت الحاضر بأنها تكاد تصل للأداء المقبول، ولم تتجاوز الجيد أو الممتاز الذي نطمح أن تتخطاه.

وأشار حماد إلى عدم وجود مؤسسات إعلامية فلسطينية وعربية وإسلامية ناطقة باللغات الأجنبية الحية مثل الانجليزية والفرنسية والروسية والايطالية كما ليس هناك من وكالة أنباء عربية وإسلامية واحدة تتجه لمخاطبة الرأي العام الغربي بخصوص القدس، وبالتالي عدم قدرة إعلامنا على إيصال رسالتنا بخصوص القدس بأساليب مؤثرة تساهم إيجاباً في اتجاهاتهم نحوها.

وقال "انه لا يوجد برامج يومية معمقة في الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة من مواقع إلكترونية وإذاعات وصحف تسلط الضوء على تاريخ القدس وترصد الانتهاكات الإسرائيلية لخلق رأي عام مساند لمدينة القدس وأهلها ", مؤكدا على افتقاد البرامج الاعلامية الخاصة بالقدس إلى الجهود الاتصالية والفعاليات المشاركة التي تهدف إلى إحداث تغييرات إدراكية أو اتجاهية أو سلوكية لدى جمهور أو جماهير محددة في مكان محدد وخلال مدة محددة.مما يساهم فى تعزيز الرواية الإسرائيلية المضادة.

واضاف أن الخلافات الفلسطينية والعربية والإسلامية الداخلية تعتبر من المعيقات الاستراتيجيات الخطيرة التي تواجه الإعلام العربي والإسلامي بخصوص القدس, مضيفا إن أية خطة إعلامية ستبقى عاجزة عن إحداث الأثر المطلوب، وتحقيق الغايات المعقودة عليها طالما ظل الخطاب السياسي العربي والإسلامي وكذلك السياسات الفعلية لهذه الدول تسير في واد، والخطة الإعلامية في واد آخر على حد قوله.