الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

د. جمال نزال: الرئيس بصدد اتخاذ قرار غاية في الاهمية بفتح طريق الحياة أمام شعبنا الفلسطيني

نشر بتاريخ: 06/06/2006 ( آخر تحديث: 06/06/2006 الساعة: 12:25 )
القدس- معا- اكد د. جمال نزال الناطق الاعلامي باسم حركة فتح في الضفة الغربية ان الرئيس محمود عباس ابو مازن بصدد اتخاذ قرار مهم, يقول فيه للعالم ان وضعا كهذا لن يستمر ابداً نريد ان نفتح طريق الحياة للشعب الفلسطيني من جديد.

وفي حديث اجراه معه مراسلنا في القدس استبعد نزال اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة, وقال:" نحن بعيدون مائة وسبعون الف ميل عن هذه الانتخابات والمسألة المطروحة الآن لا تتعلق باجراء انتخابات بل بكيفية ضمان ان تسير حياة شعبنا, وان تفتح الطريق امامه ليتلقى موظفوه رواتبهم فالحكومة مسؤولة عن تدبير رواتب هؤلاء الموظفين, وهي غير مذنبة في هذا الوضع الحالي, لكن تقع على هذه الحكومة المسؤولية في كيفية الخروج من هذا الوضع".

واضاف" من هنا تنبع اهمية استفتاء رأي الناس في قضية تخصهم, وهذه مسألة ديمقراطية واداة من الادوات المتاحة للرئيس لهذا سنتوجه الى الاستفتاء, لكن يهمني القول انه حتى هذه اللحظة لم يتخذ اي قرار بخصوص الاستفتاء.

لا يقضي القاضي وهو جائع:
ورداً على ما قاله د. عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي بعدم جواز الاستفتاء والشعب جائع, قال د. نزال الصائم يتعبد ويتفكر, ويتخذ القرارات وهو صائم لكن الحكومة اتخذت قراراً بوجوب ان يصبر الشعب على الجوع ونحن نقول ان المجتمع لا يستطيع ان يصبر على الجوع, ولهذا نريد من طرفنا ان نستفتي شعبنا, هل تريد المضي في طريق الجوع؟ ام تريد ان يفتح لك طريق الحياة والوحدة الوطنية من جديد.

واعرب الناطق الاعلامي باسم حركة فتح في الضفة الغربية عن امله بأن يعدل "الاخوة" في حماس عن مواقفهم الحالية وقال:" هناك اكثر من صوت داخل حماس وهذه ظاهرة صحية ولا نريد اللعب على وتر الخلافات الموجودة بين حماس الخارج وحماس الضفة وغزة وحماس السجن, بمعنى آخر هناك اربعة مواقف مختلفة لدى حماس ونحن نحترم الحوار داخل هذه الحركة, وان يفضي حوار المختلفين فيها الى اتفاق بين حماس وحماس لكن اود ان الفت الانتباه الى ان جميع مكونات م.ت.ف وجميع الكتل البرلمانية تدعم وثيقة الاسرى وتريدها باستثناء حماس التي ترفضها وترفض اوسلوا كما ترفض وثيقة الاستقلال, ومبادرة القطاع الخاص, وهي ترفض ايضا ان يشارك اي احد في حكومة ائتلاف وطني, مثلما ترفض الاعتراف بـ م.ت.ف جميع مواقفها رفضوية ولا يجوز لحكومة ان تكون في الطرف بل واجبها ان تحتل المركز دائما, لكن حماس على ما يبدو لا تريد ان تكون حكومة الشعب الفلسطيني بل حكومة حماس كونها تتبنى مواقف هذه الحركة بالكامل, وهذا امر غير بناء.

دولة فلسطينية ديمقراطية:
وشدد د. نزال على ان هدف حركة فتح وكذلك م.ت.ف اضافة الى غالبية الشعب الفلسطيني هو اقامة دولة فلسطينية ديمقراطية مستقلة قابلة للحياة, في حين تقبل حماس بسلطة على 3% فقط من فلسطين, وترفض دولة فلسطينية عاصمتها القدس بحدود 67.

وقال:" الذي لا يقبل دولة في حدود عام 67, معنى ذلك انه لا يريد دولة بالمرة, وبالمناسبة فان اسرائيل لا تناشدنا ليل نهار حتى نقبل بدولة في هذه الحدود, لانها لا تريد لنا ان نحقق ذلك, في وقت لم تتخذ فيه حماس قراراً استراتيجياً تطالب فيه بدولة فلسطينية في عام 67, بل ان هناك تصريحات متقاربة تصدر عن قادتها, واعتقد ان الاخوة في دمشق لا يعطون المجال لاخواننا في غزة والضفة للاتفاق معنا على اي شيء.

ماذا لو اعطت حماس موافقتها على الوثيقة:
عن هذا السؤال يجيب د. نزال قائلا: حماس لا تتحمل المسؤولية بل الحكومة هي التي تتحمل المسؤولية فيما حماس تتحمل مسؤولية وضع نفسها عائقاً امام الحكومة والطلب منها ترجمة حرفية لبرنامج حماس.

لهذا فان مكان الحكومة هو في الوسط, والمكانة الدستورية تعني ان تكون الحكومة الذراع الايمن للرئيس, لكن الواقع القائم الآن هو ان برنامج الحكومة يشكل عائقا امام برنامج الرئيس, علما بأننا نعيش في بلد كلمة الرئيس فيها قانون, والقانون الذي لا يوقع عليه الرئيس لا يصبح قانوناً, في حين تعمل الحكومة الحالية بعقلية غريبة عجيبة, فحين يكون هناك خلاف قانوني على مسألة معينة نرى هذه الحكومة ترجح كلمة وزير الداخلية على كلمة الرئيس.

واضاف: اما فيما يتعلق بوثيقة الاسرى, وامكانية تعديلها فان كل شيء قابل للحوار والنقاش علما بأن الوثيقة صيغت بطريقة تنتزع الممكن حاليا من براثن الامر الواقع, ونحن لا نريد تثبيت هذا الامر الواقع الذي تسعى اسرائيل الى تثبيته من خلال خطة فك الارتباط, ولهذا نريد من الحكومة ان تقدم خطتها لابطال مفعول خطة فك الارتباط... نريد منها خطة للسلام والحياة وليس برنامجا لتعطيل الحياة, ونحن نعتقد انه بالامكان ان تكون وثيقة الاسرى برنامج عمل سياسي ووطني.

واشار نزال الى ان حركته لم تطالب حماس بالاعتراف باسرائيل لان فتح ذاتها لم تعترف بالدولة العبرية, وما حدث هو ان م.ت.ف تبادلت رسائل اعتراف مع اسرائيل وبالتالي فكل ما نريده من الحكومة الحالية هو ان تلبي شروط الحوار الوطني الفلسطيني, وان تمكننا في فتح والقوى الاخرى من الدخول معها في ائتلاف حكومي على اساس ان م.ت.ف وهي منظمة تعددية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني الامر الذي ترفضه حماس وترفض ان يشاركها احد في الحكومة, وتريد طريقا انفراريا لنفسها, وحين تسمع قادتها نجد انهم يفضلون دولة اسلامية تقام لهم في تنزانيا على دولة وطنية ديمقراطية تقام في فلسطين على حدود عام 1967.

وأضاف" اما نحن فنريد ان يشترك الجميع في برنامج واحد. اذا كانت حماس تطالب بتفكيك اسرائيل, فنحن لا نطالب بتفكيك اسرائيل بل باقامة دولة فلسطينية مستقلة في حدود عام 67, حتى يفهم العالم كله ان هدف الفلسطينيين هو التحرر والاستقلال, وليس تدمير احد, او الحلول مكان احد, نحن نريد مكانا لشعبنا تحت الشمس".

وقال:" تعالوا الى كلمة سواء اي ان يخطو كل واحد منا خطوة باتجاه الآخر, لكن ما حدثحتى الآن هو ان كل الآخرين خطوا خطوة اتجاه حماس فيما لم تخط الاخيرة ولو ملليمتر واحد اتجاه قبول وثيقة الاسرى وبرنامج عمل وطني يقبله الجميع الا حماس.
استعادة زمام المبادرة السياسية".

من ناحية اخرى اتهم نزال اسرائيل بعدم رغبتها في تحقيق السلام, لكن هذا لا يمنع الطرف الفلسطيني من استعادة زمام المبادرة السياسية, وقال: هناك برنامج م.ت.ف القائم على اقامة دولة فلسطينية مستقلة, وهو هدف نعمل من اجله, لكن اسرائيل لا تريد السلام, ونحن نعرف ان اسرائيل افشلت 17 عرضا فلسطينيا لوقف اطلاق النار,لأنها معنية ببقاء عوامل الامر الواقع كما هي.

وقال:" اعتقد ان الهدنة التي وافقت عليها حماس هي طريقة ذكية لاستعادة زماما المبادرة, لكن هذا لا يكفي للتوصل الى هدنة".

واستطرد"الغريب هنا ان اسرائيل وحماس تشتركان في رفض اقامة دولة فلسطينية, وفي استئناف المفاوضات, اما نحن فنريد الخروج من مربع اسرائيل الذي انزلقنا اليه جمعيا من خلال المبادرة الى برنامج اجماع وطني يحقق لنا امكانية الدخول في حكومة ائتلاف مع حماس".