"المستقبل" نقلا عن مصادر عربية: حديث عن "سيناريو غزة" ضد لبنان
نشر بتاريخ: 11/05/2010 ( آخر تحديث: 11/05/2010 الساعة: 14:42 )
بيت لحم- معا- نقلت صحيفة "المستقبل" اللبنانية عن مصادر ديبلوماسية عربية في بيروت استبعادها وصول الحوار الإيراني الدولي إلى لحظة الحسم قبل سنتين على أقل تقدير، مشيرة إلى أن استبعاد خيار التأزيم مع طهران يفتح الباب أمام حصول اشتباك مع "أذرعها" في المنطقة، واضعة الكلام الأميركي والإسرائيلي المستمر حول تهريب أنظمة صواريخ ـ "حزب الله" من سوريا في إطار "التمهيد لأمر ما"، قد يكون عدواناً جديداً تحضّر له إسرائيل.
وبحسب هذه المصادر، فإن إسرائيل التي سبق أن أجرت تحليلات عدة لإخفاقها في حرب تموز 2006، تسعى بقيادة وزير جيشها إيهود باراك إلى اعتماد "سيناريو غزة" في أي حرب محتملة ضدّ "حزب الله"، بمعنى أن تل أبيب تعتبر أن ثمة خطأ كبيراً ارتكبته حكومة إيهود أولمرت في العام 2006 عندما هدفت إلى تدمير "حزب الله" أو بحد أدنى تدمير بنيته العسكرية، في حين أن "حرب غزة" هدفت إلى إزالة التهديد الذي تشكله الصواريخ المنطلقة من القطاع وإبقاء "حماس" للعب الدور السياسي المعروف في الداخل الفلسطيني.
تعتبر هذه المصادر، بالتالي، أن أي حرب محتملة في ما لو كان لبنان ساحتها، ستكون بأفق تغيير قواعد اللعبة من خلال إزالة التهديد الذي تشكله صواريخ "حزب الله" وليس نزع سلاحه أو تفتيته. وهي بذلك إنما تهدف الى تحصيل عدة مكاسب أهمها، إحداث شرخ لبناني عبر ضرب بنيته التحتية واقتصاده كأحد انعكاسات العدوان، من دون إغفال أن عودة "خطاب المنتصر" قد تنعكس تأزماً سياسياً كبيراً في الداخل اللبناني، وهو أحد الأمور التي تراهن عليها تل أبيب التي تدرك سلفاً أن أي حرب محتملة لن تكون نزهة لأن "حزب الله" قد استعد على امتداد السنوات التي تلت حرب 2006 إلى كل الاحتمالات، بما فيها ضمان وقوع أهداف حيوية واستراتيجية إسرائيلية حساسة ضمن مرمى نيرانه.
ودعت هذه المصادر في هذا الإطار إلى التأمل في دلالات وأبعاد تجديد العقوبات الأميركية على سوريا وتأخير إرسال السفير الأميركي إلى دمشق، تعتبر أن خلطاً للأوراق في المنطقة قد تفيد منه الإدارة الأميركية التي تريد حفظ ماء وجهها، بعدما رفعت سقف التوقعات من تحريك عملية السلام قبل أن تصطدم بالتعنّت الإسرائيلي وغياب أوراق الضغط العربية الكافية، وذلك من خلال تحويل الأنظار من تحصيل مكاسب تفاوضية للعرب إلى التمني عليها للتدخل والضغط على إسرائيل لوقف التصعيد.
وبحسب المصادر، فإن الانشغال الدولي في "المونديال"، والتحضير لموسم الاصطياف في أكثر من دولة من دول المنطقة، وكذلك مباشرة المفاوضات غير المباشرة، كل ذلك يفتح الباب واسعاً لتعزيز المساعي الديبلوماسية والاتصالات القائمة بهدف الضغط على إسرائيل لمنعها من الإقدام على أي عمل عدواني، والتأسيس لمظلة أمان تجنب لبنان تأزمات المشهد الإقليمي الضاغط.. وإلا فالخريف المقبل سيكون قاتماً.